رسالة من مواطنة
مريم عبدالله الغرباني
مريم عبدالله الغرباني

هادي ..

لن أُناديك بسيادة الرئيس !!

فلقد ولى زمن الأسياد والرموز المصنوعة من وهم وهآ أنت اليوم ترث ميراث صعب.. وتنوء بمنصب وموقع لا تُحسد عليه !!

وكما قالها سلفك السلطة مغرم وليست مغنم نسأل الله أن تنظر إليها من خلال هذه الزاوية وأن تصطف إلى جانب الشعب ... فلقد إختار أن يسلمك هذه الأمانة للخروج من عنق الزجاجة والنفق المظلم، سنقف معك ما دمت في الطريق الصح ولن يخرسنا الخوف بعد اليوم أن نقولها في وجهك إن حدت عن الدرب المستقيم ....

التاريخ اليوم سيفتح لك صفحة جديدة فأكتب فيها ماشئت .. وأحذر فإن للتاريخ مزبلة وللناس وللأوطان ذاكرة لا تموت ..

وأعلم أنت وكل من ساعدك من ساسة وعسكريين ومواطنين بأن الوطن هو تلك البقعة من الأرض التي تحتضننا ونأي إليه، وبأنه صنيعة أيدينا وكما تصنعونه يكون فأتقنوا صناعته .

هادي !!

أحسن إليك شعبك بإختيارك على مضض لنخرج من عنق الزجاجة التي حشرنا فيها صالح ونظامه خلال 33 عاما وأزداد ضيقها وظلامها في العام المنصرم وعاش الشعب اليمني أسوأ فترة مرت عليه في تاريخه القريب والبعيد، تعرض للقمع والقتل والتشريد والتجويع وفُرض عليه عقاباً جماعياً لعله يثوب ويرجع إلى دين الخنوع الذي بشر به صالح وأنذر مخالفيه مغبة الجحود به فأنشأ أخدوداً رمى فيه كل معارضيه واطلق عليهم زبانيته وبلاطجته فساموهم سوء العذاب وأذاقونا الويل لعلنا نعود ولكنا أمنا بربنا وبحقنا الذي كفله لنا وجعل من كلمة الحق جهاداً أكبرا في بلاط سلطان جائر، وهاهو يرحل وأصبح محله من الأعراب كأسم لكان مرفوع عنه كل الصلحيات وكل التهم ومنصوباً خبره كأول رئيس عربي يخرج بمبادرة ليتفاخر بها وبإنجازه الوهمي بين الأمم ..

لذلك أقول لك كلمة لله ثم للتاريخ ..

نعم مُنح صالح الحصانة هذا ذنب ووصمة عار على جبين البشرية وسيسجلها التاريخ كأسوأ تسوية سياسية حدثت في التاريخ ولكنها حدثت، ولا أملك إلا أن أُعقب عليها بقولان لا أكثر :

ـ لا تغركم الحصانة فتحذوا حذوه وتستبيحوا دماء اليمنيين فما مضى قد مضى ولن نسمح بتكرير هذا العار مرة أخرى فلا يغركم قبولنا بها عنوة... واتخذوا منها عظة وعبرة فها هو يمضي غير مأسوف عليه .

ـ والثاني يجب عليكم أن تكفروا عن هذا الذنب بأن تنجزوا وتمضوا في تحقيق أهداف الثورة والتي من أجلها أُزهقت أرواح الشهداء وأُريقت دماءهم الطاهرة .

هادي !!

أنت اليوم بين مطرقة الثوار الذين ينتظرون منك أن تنضم إلى ركبهم الثوري لتكفر عن صمتك الذي جلب لك العار وجعلك عُرضة للسخرية والتهكم وبين سندان حزبك الذي تنتمي إليه والذي جر البلاد بسياسته الغوغائية العشوائية إلى ماهي عليه اليوم، ولا يوجد لك إلا خيارين لا ثالث لهما إما أن تتخلى عن عبدربه الصامت وتُمد يدك إلى أيدي أبناء اليمن الذين يناشدوك ويستغيثوك راجيين منك أن تُصغي إلى أهاتهم وأناتهم عازماً على رفع الظلم عنهم، وأن تُكرس مابقي من حياتك لإعمار البلاد وتنفيذ أهداف الثورة التي كانت سبب وجودك اليوم بعد أن أشتريت منصبك بصمتك ورضاك على تجاوزات صالح .

أو أن تُعلنها للملأ بأنك لا تستطيع قيادة البلاد وأن تطلب العون من شعبك في كلا الحالتين لنتعاون على إخراج اليمن مما هي فيه، ولا مجال للعودة والإلتحاف بجلباب حزبك المتأكل، فلا طلالما أقصوك وهمشوك ..

هادي !!

الكثير من القضايا الشائكة ورثتها عن سلفك فـ الجنوب ينزف وتتعالى أصوات بعض أبنائه مطالبين بفك الإرتباط، وصعدة تأن من جراح الحروب الستة وها هم الأئمة يحاولون التمدد في أرجاء اليمن مستغلين الوضع الراهن مكونين تحالفات دولية وداخلية من أجل هدفهم التدميري، وقضية دماء الشهداء التي مازالت ندية ومازال الكثير من الثوار لم يقتنع بالتنازل عن القصاص لهم، ناهيك عن الوضع الإقتصادي المتردي، وطفولة تنتحب وتسرق من بين أنامل الوطن في نهم وأرحب وأبين وجميع أرجاء الوطن، خزينة تُصفر فيها الريح، فأنت اليوم كمن ورث ديون أباه نسأل الله لك العون !!

وأخيراً، اليوم بتوليك منصب الرئيس تبدأ معركتنا الحقيقية والتي يجب أن نضع بصمتنا فيها وهي معركة بناء دولة النظام والقانون التي خرجنا من أجلها، اليمن اليوم أحوج ما تكون إلى إعادة هيكلة بناء الدولة وشكلها وأحوج ما نكون إلى الإصطفاف جنباً إلى جنب من أجل تحقيق أهداف الثورة، سنقف إلى جانبك ما ألتزمت بنهج الثورة ومضيت في دربها وجعلت من أهدافها واقعاً ملموساً، وأعلم بأنا سنقف لك بالمرصاد فلن نصمت بعد اليوم وستكون تحت الضوء وسنرصد كل أعمالك ولن نسمح بأن يتخلق بيننا طاغوتاً جديداً .

  لنستعد جميعاً ولنعد عدتنا من أجل معركتنا المقبلة ولنحجز موقعنا فيها !!

الوطن ينتظرنا لنضع بصمتتنا في" بناء اليمن الجديد" فلتضع بصمتك ياهادي هاهو التاريخ يفتح لك صفحة فانظر ما أنت مُدون فيها !!..


في الأحد 26 فبراير-شباط 2012 04:00:19 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=14098