دردشة شبابية مع الرئيس هادي
وليد الجعور
وليد الجعور

كثيراً من الحظ ومثله من اللاحظ هو خلاصة ما يعيشه هادي اليوم .

كثيراً من الحظ هو الذي أخرج هادي من اللجنة العليا للاحتفالات , ومن الظل ليكون الحاكم التوافقي لليمن الجديد وكثيراً من اللاحظ هو من جعل هادي حاكماً في زمن صعب وبعد سنوات قحط عجاف عاشها اليمنيون في زمن صالح وهاهم تواقون اليوم بفارغ الصبر لسني الخير الذي فيه يسمنون .

 في مثل هكذا أجواء متناقضة سأطلب من القراء وباعتباري أحد شباب الثورة الذين ظلوا ينتظرون أسبوع هادي أن يمر ليروا تغير عميقاً يحدث - بحسب تعبيره -أن يتحمل دردشتي هذه وأرجو من هادي أن يأخذها على محمل الجد باعتبار أن شباب الثورة هم السبب الحقيقي _ لا الحظ طبعاً_ هم وراء إيصال هذا الرجل العسكري إلى مربع الفعل بعد 17 عام من مكوثه في مربع الظل واللافعل .

لا عودة

صحيح أننا كشباب لم نكن نعترف بالمبادرة الخليجية ولم نقبلها بمجملها لكننا أيضاً لم نقف حجرة عثرة أمامها ولو شئنا لفعلنا لكننا آثرنا سلامة الوطن وقبلنا بأسوء الحلول على اعتبار أنه الأقل كلفة و انطلاقاً من أساس واحد هو أنها ستحقق في مبتغاها أهدافنا التي خرجنا وكل الشعب اليمني من أجل تحقيقها ولن نعود مطلقاً دون تحقيقها وهذا ما يجب أن تدركه يا ريس هادي أنت وجميع رجال الساسة من حزبين وغيرهم وأننا مازلنا نملك كل أدوات الفعل الثوري السلمي .

لا قبول ..

من الصعب لشخص عاش فترة ليس بالقليلة باعتباره رجل ظل أن يتكيف بسرعة ويستطيع أن يعيش كرجل الفعل الأول لكنك مطالب بذلك ونرفض أن تستغل هذه الخصلة فيك من أي طرف وأن نرى شيخ الريس أو ريس الريس أو غيرها من أشكال الإدارة الخلفية وأن تظل يافندم حبيس عقلية التابع والرجل الثاني الذي يجب ان يراعي نفسية الأولاد , وأنت تعلم جيداً من نقصد ومانقصد ولن نقبل بذلك مطلقاً.

صالح ... ومشروع التشويه

نعلم جميعاً أن من ضمن الأمور التي جادها المخلوع صالح ونفذها طوال فترة حكمة بجدارة هي حملات التشويه وأصباغ الأمور وفق مصلحته , فقد صور اليمن للعالم كقاعدة وللخليجيين قنابل موقوته ولشعوب العالم قبائل متخلفة ونعلم أنه استطاع ومن خلال آلته الإعلامية والاستخباراتية تصويرك لليمنيين يافندم هادي ومن خلال الكثير من الممارسات بالرجل المغلوب على أمره وأنك لا تمتلك قرار وأنك رجل عسكري لا تملك أي موهبة قيادية سوى إتباع الأمور وغيرها الكثير .

هذه الصورة السيئة التي رسمها عنك لدى اليمنيين وساهمت أنت في تعميقها أحياناً رسمها لغيرك من السياسيين والمناوئين له كأولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر وكل من أيد الثورة وغيرهم الكثير .

وبناءً على كل ذلك سيحاول صالح وبقايا نظامه استخدام هذه الصورة المشوهة لتمرير الكثير من القضايا واستثمارها شعبياً لمحاولة الانقلاب على المبادرة الخليجية أو قل إيقاف مسار اليمن المتجه نحو بناء يمن جديداً خالي من الأسرة والفرد .

برنامجك يا هادي ؟!

أفهم أن أبرز مهمة تقع على عاتق الريس هادي هي المضي قدماً في ترسيخ التغيير السلمي الذي نتج عن الثورة الشبابية الشعبية السلمية وتنفيذ المهام المحددة له في المبادرة الانتقالية التي رسمت خارصة ومع ذلك مطلوب من الريس هادي إبراز أهم ملامح برنامجه للعامين القادمين وأن يظهر ويتعهد لليمنيين كافة جملة من الإنجازات التي سيسعى لتحقيقها وأن يعلن برنامجه للشعب اليمني الذي مطلوب منه اليوم أن يتجه إلى صناديق لانتخاب هادي رئيسا لليمن وأن لا يتكئ على أريكة المبادرة ولا يكتفي بجهود المشترك التي سيبذل أكثر من حزب هادي نفسه جهوداً لتتويجه مرشحاً في 21 فبراير ونحن نطالبه كشباب بالحضور إلى ساحة التغيير والالتزام أمام كل شباب الساحات بالعمل على تحقيق أهداف الثورة التي لا أعتقد أن هناك يمني يختلف معها خاصة بعد رحيل صالح .

كفى صمت ... كفى شكوى

صحيح أنك ستكون الريس الأقل كلاماً ، وستخلصنا من تهريج صالح الذي اعتدنا عليه، وكذا خطاباته المتناقضة المسيئة له ولشعبه، لكن أيضاً سكوتك الزائد يا سيد هادي لا يصلح فنحن ننتظر توضيحاً منك لجملة من الأحداث ، وأن تعلن صراحة أمام الملأ موقفك من كثير من القضايا ، والمواقف الصعبة ، وأرجو يا سيد هادي أن تكفعن الشكوى فالشكوى لغير الله مذلة كما يقولون ، وأنت صرت في موقع القرار ويكفي شكى وبكاء فالمرحلة القادمة صعبة للغاية .

جنوبي ونفتخر

أرفض الحديث عن جنوب الجنوب أو شمال الشمال لكن أصبح ذلك ظرفاً فرضته علينا الوقائع ، ومشكلة أجاد صنعتها صالح ونظامه ونحن كشباب ثورة إذا نفتخر كونك رئيساً جئت من جنوب البلاد وفي وقت حساس جدا لمعالجات الأثار النفسية التي خلفتها سياسات النظام البائد ، ونعتبر ذلك إنجازاً للثورة لكن ما نخافه إن استحقاق الجنوب ورغبتنا بإنصافها من عهد اغتصاب صالح ونظامه أنتدفع الريس هادي إلى الذهاب إلى ما هو أبعد من الإنصاف ورد الاعتبار لأرض المحافظات الجنوبية وإنسانها .


في الثلاثاء 07 فبراير-شباط 2012 07:22:17 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=13641