حياكم الله سدوها (بحوثي)
صلاح السلقدي
صلاح السلقدي

(كل المصائب قد تمر على الفتى× فتهون غير شماتة الأعداء)

 - ليس اشد ألماً من سماع نباء الخلافات والشعور بمرارة الاشتباكات بالحجارة والعصي التي حدثت بالأيام الماضية في ساحة التغيير بصنعاء بين جماعة الحوثيين وجماعة اخرى حسبت على التجمع اليمني للإصلاح إلا ان يشمت بذلك الخصم الفاسد التي عصفت بوجه حكمه الباغي وذهب يهتبل فرصة تلك الخلافات ليتخذ منها وسيلة لبث الفرقة وأثارة غبار الشقاق وزرع بذور عدم الثقة بين القوى الثائرة بوجه حكمه الاستبدادي الفاسد وعمد الى تحسين صورته المشوهة برتوش شيخوخة حكمه الهرم من خلال إظهار هذه القوى الثائرة بانها لن تكون افضل حالا من حكمه البائس وانها لا تعدو اكثر من فسيفساء سياسية مذهبية هجينية ، ولسان حاله يهتف: (حكمي بفاسده خير من بديل متصارع) ووفق المنطق الفاسد هذا يحاول اقناع الجميع ممن سحقتهم سنين حكمهم المتسلط إلا ان يقبلوا بان الطريق امامهم مظلم و ليس اكثر من مفترقي طرق إما حكم علي عبدالله بفساده وعفونته وإما صراعات البديل بقواه المتناقضة، وكأن الناس وفق هذا منطق المغالطة هذا كتب عليهم اما فساد مؤتمري وإما صراع مشتركي حوثي ولا ثالث لهما .!

 - إذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة ؟(المهاتما غاندي).كان بمقدور المجموعة التي اقتحمت خيام الحوثيين وخيام تيار التغيير و اعتدت على النائب احمد سيف حاشد حسب ما نقلت ذلك عددا من المواقع والصحف ان تعبر عن امتعاضها وعدم رضاها من تصرفات جماعة الحوثي ومؤيديها بطريقة أكثر حكمة واقل ضررا عليها وعلى الثورة التي ضحى ويضحي من اجل نصرتها الجميع بالساحات ومنهم هذه المجموعة ، وذلك من خلال وسائل اكثر اتساقا مع الاخلاقيات المعلنة للثورة، يقول الثوار- ومنهم المجموعة التي قامت بذلك الفعل - بانها اتت لتهد نظام قمعي استبدادي مكمم للأفواه مصادر لحرية التعبير، وان لا تعطي لنظام حكم فاسد متسلطة - والجميع في مرحلة إبطال الباطل لاستعادة الحقوق من مغتصبيها- الفرصة ليخرج عليهم كخروج الثعلب بثياب الوعاظين وهو المجبول على الخديعة والمطبوع على اساليب الحيل والمخاتلة .

 - جماعة علي عبدالله صالح في هزيع ليل حكمهم الاخير يبحثون عن فلسفلة شمشون بعد ان تبدأ لهم الامر ان معبد تسلطهم قد خرب وشعر سحرهم قد تساقط لم يستطيعوا ابدا ان يقوضوا صفوف الثورة وينالوا من ثبات شبابها بالساحات الا بقدر ما يعطيهم شباب الثورة هذه الفرصة على طريق من ذهب وفضة من خلال تصدع صفوفهم وتفكك تلاحمهم .

 - فمثلما اصبح نظام علي صالح يبحث له عن ورق توت يداري سوءة خاتمته وتسد خرقه المتسع على رتقه من خلال تشجيع جماعة الحوثي ولو إعلاميا والتشنيع بطرق سخيفة بحزب الاصلاح لمجابهة من يسميهم إعلامه الكذوب بجماعة الاخوان المسلمين المتشددين - في محاكاة وتملق يهدف لرضى لأمريكا- كذلك يفعل بعض من المحسوبين على التيار الديني المتشدد بالساحات حين يبحثون هم ايضا شماعة دينية( مذهبية) يعلقون عليه ارتكاس احزابهم التي انخرطت لحسابات خاصة بها بالتسوية السياسية مع نظام حكم اقل ما وصفته هذه الاحزاب بانه نظام فاسد واجرامي، ووجد أي التيار المتشدد بالساحات ضالتهم بخصم (رافضي اثنى عشري خارج على الملة ينفذ توجيهات حوزات قم ومشهد) اسمه جماعة الحوثي ولينالوا هم ايضا رضى الشقيقة ( الصداع)الكبرى .!!.

 - جماعة الحوثي هي الاخر خالجها شعور الخوف من هيمنة التيار السلفي الوهابي كما يعتقدون ونزوة نصر طاغية بانبساط وجودهم وتمددهم بالمساحات الجغرافية الجديدة بعد ان افسح خصوم الامس لهم المجال بذلك وطفقوا من حينها يضربوا يمنة ويسرة تارة بجهة الخصم الحقيقي نضام صالح واتباعه الذين استبدوا بصعدة واهلها وساموها سوء العذاب وتارة اخرى بجهة ساحات الثورة من خلال حركات غريبة لا مبرر لها -وفي هذا الوقت بالذات- يصفها كثيرا من شباب الثورة بانها حركات استفزازية متغطرسة تنم عن جهلهم بحساسية الظرف الحاسم و تتم في الزمن الخطأ والمكان الغير مناسب .!

  *خاتمة:( ليس القوى من يكسب الحرب دائماً وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما) .!


في الجمعة 30 ديسمبر-كانون الأول 2011 08:59:26 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=13104