نظام مجاهر بقبحه
وليد البكس
وليد البكس

alboox@gmail.com

عاودة فزاعة القاعدة في رأس صالح، مع انها لم تكن اختفت،لكن هذه المرة ليست في جنوب البلاد او بالتحديد في محافظة أبين التي سلمت للقاعدة برغبة السلطات.

تعز هي الوجهة الجديدة التي أطلق علي عبد الله صالح تحذيراته من التنظيم،ومساء أمس أثناء ترأسه اجتماع للجنة العامة لحزب المؤتمر قال : ان الأخوان المسلمين ومن وصفهم بالعناصر المسلحة يقومون" بالدفع بمجاميع إرهابية متطرفة من عناصر تنظيم القاعدة من خارج مدينة تعز للقيام بأعمال التخريب وإزهاق الأرواح"

لا يهمنا هذا الكلام المتجدد الذي تعودنه من مطابخ النظام القديمة،كما أننا لا ندافع عن هذه القوى او تلك.ما يدفع بنا إلي السخرية حد التقيؤ من هذه التهم،هو حال محافظة تعز،قدر العنف الذي يريد هذا النظام إشعاله فيها.ويصدر وحشيته المفرطة؛تحت طائلة الانتقام.وشهوة الدم.

و ان كان هناك من لنا الحق في مساءلته وهو- المستحق الآن- وتوجه الإدانة نحوه مباشرة وتقوم في وجهه الحجة،هو هذا النظام بالقيادات الأمنية في المحافظة من قيران،العوبلي ومحافظ المحافظة،قادة المليشيات،البلطجية،ومن وراءها،من يصدر التوجيهات ويأمر بالتقتيل،ويشرع بالمداهمة والاعتقالات والاختطافات.وبدرجة ثانية من المستفيد الزج بتعز إلي أتون الدمار الشامل.الذي يلحق بها والممتلكات إلي هذا الحد منذ اشهر،فزاد مؤخرا ان خلع عليها أوصاف "العناصر المسلحة،تنظيم القاعدة "

إن هذا الأمر في غاية الخطورة،نحذر منه ومن مغبة تحويل تعز إلي مسرح آخر لمزاجية النظام المتهالك وأجهزته بمخططاتهم القذرة.

لا يمكن لهذه الأوصاف ان تنطلي على المجتمع الدولي،او ان تلحق بأبناء تعز او بغيرهم من أبناء اليمن،هذه مخططات قديمة،أدركها العالم،ويستدعيها النظام متى شاء،يعرفها جيدا،أين منبتها؟ من يغذيها ويستفيد من الترويج لها؟،ويتعايش و يعمل في مدارها المتعرج المظلم.

أبناء تعز شأنهم شأن غيرهم من أبناء البلاد- صحيح أنهم دشنو الثورة ونشطوا في الساحات، قدموا عشرات العشرات من الشهداء وما يزالون- لكنهم كباقي أبناء الوطن متأهبين يقضين على ثورتهم من النشل.صحيح أنهم فرحو في توقيع المبادرة التوافقية.لكنهم لا يعدونها الفيصل بينهم وبين نظام قادم وآخر متهالك كرس الشر والموت في مفاصل حياتهم، ويقصفهم بأعتى الأسلحة.ما يجعلهم مستمرين بثورتهم على و تيرتها الأولى،وقد تشهد تغيير بكل المواقف التوافقية الداخلية او الوساطات الإقليمية والدولية الخارجية.

إن ما يحصل لتعز اليوم يظهر فاشية النظام،على مراء ومسمع الجميع،يقتل في تعز ويتحدث عن توافق وتسويات في صنعاء،وبعد ان غرق المعنيين بصمتهم طويلا إزاء تعز. وعوضا على تلويح المعارضة كما يقول باسندوة في بيان نشر يوم ألأحد"المعارضة ستعيد النظر في التزامها باتفاق نقل السلطة إذا لم يتوقف القتل في تعز في الجنوب.

 نهار الأحد أيضا دارت معلومات بأن بعثة دبلوماسية ستتوجه إلي تعز لمعاينة الوضع وما يجري على ارض الواقع.

 ليست حقيقة هذه البعثة الدبلوماسية كما روجت أبواق الإعلام الرسمي تأتي بطلب من صالح في اجتماع لجنة الحزب " دعت سفراء دول مجلس التعاون الخليجي وسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي الراعية إلى تحمل مسؤولياتهم والتوجه إلى مدينة تعز للإطلاع على حقيقة الواقع ميدانيا "ولكن تأتي كمخرج للمأزق الذي انزلقت إليه قوات النظام بقيادة مدير الأمن قيران وقائد الحرس الجمهوري مراد العوبلي بجنودهم النظاميين وفرق البلطجية،من أعاثوا بمدينة تعز،فجوبهوا بردع غير مسبوق من أبناءها(المقاومة الشعبية).ما يجعل من المحافظة على وشك السقوط المحقق في أيدي المقاومة الشعبية التي تتولى حماية الثورة الشبابية السلمية.

وهو ما يذهب إليه المعلقين بأن صالح بحث عن ورقة القاعدة،كمخرج أخير،لكنه كما قالوا: غير موفق ولا يحمل في مضامينه جدوى تذكر.و يسبق إعلان الانهيار شبه الكامل لقواته التي ترابط داخل مدينة تعز،إذ لم يعد لديها سوى مواقع محدودة في جبل جرة والأخر في تبة مستشفى الثورة،بالإضافة إلي مقر قيادة إدارة الأمن التي تقصف منها بعض قرى في جبل صبر المطل على المدينة بحسب مصادر مطلعه،مقر الحرس الجمهوري الواقع في كمب الروس جوار قصر الشعب،بالإضافة إلي رفض بعض قادة الألوية أوامر صالح التوجه إلي محافظة تعز للمشاركة في المواجهات،منهم قائد اللواء 117عبد العزيز الشهاري،والتحاق بعض ضباط وأفراد اللواء 33 بالثورة.

إن بعثة الدبلوماسيين التي دعا إليها صالح لا تساوي شئ في زيارتها إلي تعز،مقابل ما لحق بهذه المدينة وأبناءها من قتل واعتقال و تشريد،ومؤخرا وصفهم بأنهم جماعات مسلحة وعناصر في تنظيم القاعدة،لأنها ببساطة لو أدركت حقيقة هذا النظام المتخبط والقاتل على الدوام؛لن تتوان البحث له عن مخارج طيلة عام،و يعاود اللعب فوق مسرح متهالك بحكاية تنظيم القاعدة وقبلها تأخير تشكيل اللجنة العسكرية.وهو ما أعلن عنها مساء الأحد،ما أدى بحسب مراقبين إلي تأخير زيارة البعثة الدبلوماسية إلي تعز،او العدول عن فكرة الزيارة ربما لان اللجنة العسكرية هي من ستقوم بتأدية غرض الزيارة المرتقبة إلي تعز.وليصبح نظام صالح في هيئته الأخيرة أشبه بمن يجاهر بغبائه و قبحه معآ. 


في الخميس 08 ديسمبر-كانون الأول 2011 05:09:30 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=12720