الجندي المجهول في الثورة اليمنية
إسماعيل علي القبلاني
إسماعيل علي القبلاني

عندما نقف في شاطئ الثورات نجد بأن الثورة التي تبحر بدماء الثوار وتضحياتهم لا يمكن الحكم برسوِّها إلا في شاطئ الوفاء لتلك الدماء والتضحيات.

وأن الثورات التي لا تحمل لأجل الإنسانية قضايا عظمى .. لا تستحق أن نسميها ثورات.

وأن استمرارية الإيمان بتلك القضايا التي قامت من أجلها الثورات.. تمثل للثورات نصر محتم لا يمكن للهفوات والسفاسف وإن تسربت أن تحد من روح القضايا العظمى لتلك الثورات.

***

الآن ونحن نقف أمام القضية العظمى للثورة اليمنية ..لا أذكر من قال : بأن "المجهولون هم صناع التأريخ".

.. الآن وقد انقضا أسوأ ما يمكن حدوثه وأسوأ ما اقترفته أشلاء نظام بائد وما زالت تقترفه بدموية ليست بغريبه علينا لأننا نفهم المعنى الحقيقي لسراب الحضور والغياب الذي كان متمثلاً بما يدعى نظام صالح.

وبعد صمود لا تكفي موسوعة غينيس لتصنيفه لأنها تبحث عن أرقام. وحدها الموسوعة اليمنية أثبتت للعالم بأنها تستطيع أن تجسد العظمة وتحتويها بالتضحيات والدماء. وأمام هذه العظمة أخلع قبعة آهاتي احتراماً وابتهالاً بالجهد الذي قدمه الجندي المجهول العمود الفقري لعظمة الثورة اليمنية.

وإجلالاً لمن قدموا أرواحهم وصدورهم العارية فداءً لإيمانهم بقضية سامية تدعى "الوطن".

وتذكيراً بحكمة الإنسان اليمني في أعنف لحظات بلغ السيل فيها الزبى. وفعلاً الثورة في قلوب الأحرار حرية كاملة مهما كان السبيل فهو لا يهم بقدر ما يهمنا الوصول إليها.

الإنسان اليمني المسلح الذي ثار ولم يحمل سلاحه إلا دفاعاً عن النفس من غدر النظام الذي تحول إلى عصابة.

الإنسان اليمني المحافظ وقد اتهم في عرضه تجاهل ذلك واستمر بثورته بعيداً عن العرف همه الوحيد هو اجتثاث الظلم من جذوره ليحيا بكرامة.

والثورة اليمنية تمضي شامخة معانقة الأعياد في موطن الأمجاد, وإذا كانت الأعياد هي فرحة الأعوام فإن هذا الإنسان اليمني جندي هذه الثورة المجهول هو فرحتها وبسمتها وسر قوتها وخلاصها هو وغيره من مئات الآلاف التي انتفضت لتعرف العالم بأننا شعب مهما صبر على الظلم هو في الأخير سوف يجتثه من عروقه.

هؤلاء الجنود المجهولين اللذين تكتظ بهم ساحات الحرية هم يحملون اليمن على عاتقهم بدون مقابل سوى أنهم أصبحوا في ذمة الوطن وذمة من سيعيش حتى يستقر الوطن بأمانه يحملها من تبقى من الثوار.

وعلى الذي قال: " بأننا أمام مرحلة تمر بنا بالمقلوب" أن يتأكد من هويته وانتماءه لهذا الوطن لأننا أمام رحلة فارقت في خطى الزيف ماضي لا علاقة له بنا سوى أننا عشنا فيه.

ويجب علينا الآن أن لا نشخصن الثورة بأشخاص لا علاقة لهم بها سوى أنهم انضموا لها لأنه لا يمكن أبداً كما قيل :" أن يأتِ التائب قائداً على المتوب له."

ولأنه ليس لدينا الحق أن نغيهب جنود هذه الثورة المجهولون اللذين خطوها بدمائهم وتضحياتهم فالثورة أعظم من أن تتناسل وتنجب أفراد لأنها قامت من أجل أمة وشعب.

فالأحق لها أن تبقى ثورة الجندي المجهول لتنتصر للوطن ولدماء الشهداء فهم روح قضيتها الحقيقية.

وهي لن تنتصر إلا لأنها ثورة أجيال كان آبائهم ثمار ناضجة في هذه الثورة.

عيدكم انتصار وفرحتكم مجد والخلود لمن أصبحوا في ذمة الله ثم في ذمة الوطن.


في الإثنين 07 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 04:02:25 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=12221