جمال أنعم-الصدفة الأجمل
كاتب/رداد السلامي
كاتب/رداد السلامي

أخي جمال أنعم

من نحبهم لا نستطيع الكتابة عنهم..

إننا نخاف من ان لا نفيهم حقهم..

فما يسكنني نحوك أعظم من ان يكتب..وأسمى من ان يقال..

علمتني يا جمال أشيائء كثيرة..

علمتني ان احيا بالحب ..وأكافح بالحب ..وأناضل بالحب..وأن أخاصم حين أخاصم بالحب..

وأن أقابل النكران والغدر بالحب..وان ما أسكنه في داخلي للناس أقابل منهم بمثله..

جمال:

أنت أبي ..وأنت أخي..وانت زهر القلب الندي..وصوت الروح الشجي..وأنت خير من رأيت..

يا ناهجا نهج النبي..

أي هطل من الرحمة جاد بها الرحمن على قلبك فأنبت الزهر والثمر ..تجود يا جمال الروح فيجود الرحمن..

وتزيد فيزيد ..وتقسم ما تملك نصفين..فيعطيك الله ضعفين ويغرسك في القلوب نبتة لاتعرف الذبول مخضرة في الحنايا..ونغمة في شفاه البائسين ..شبابة أمل يعزفها الضائعين في هذا الوطن الذين لامأوى لهم..

قد تتساءل يا جمال من أنا؟؟

أنا قلم ..وذاكرة..

قلم يكتب ..ينثر ..وذاكرة تستعصي على النسيان ..

قلم أحبك حد التشابه..

وذاكرة..رسمتك في متاحف البقاء عظيما زاحم العظماء رغم بساطته..

كُنتُ أبلها يا جمال..

كنت أظن العظمة رؤوس تحصد..ودماء تسفك..

ما كنتُ أظن العظمة..أسمالا بالية..وبساطة بادية..عفة وشهامة..نبل ومرؤة..وكلمة جريئة تغرس في النفوس إرادة التحدي والصمود..وتحرك وتيقظ الانسان الكامن فينا..

جمال:

أنا لا امدحك لما قد تظنه الان..

بل لأنك أيظا علمتني ..أحييتني..لأنك عزفت في دواخلي لحن الحياة والإرادة..لحن الصمود والنضال ..وعلمتني ان قيمة الانسان في أن:

يحب...

ويعطي..

ويسامح..

وكل ذلك دون انتظار مقابل..

فحق لكل كائن في الوجود أن يلمع ما دام انعكاس بهاء قلبك الصافي يضفي على الأشياء بريقها وكل ما في الوجود حق له أن يتوهج مادام يحس بلوعة من لواعج الحب التي اعتادها قلبك حتى غدت جزءا من النبض..لن أكون منصفا حين أقول أنك ومضة نور في زمن الظلام تعري أصحاب الأقنعة أمام وجوههم الحقيقية وأمام أنفسهم وتصرخ في الضمائر الملغاة أن عودي لممارسة الرقابة..

إنسان أنت في زمن ليس لنا فيه مثلك إلا النزر اليسير ..

أيها الصدفة الأجمل في حياتنا جميعا ..

شكرا لهذا الرب العظيم الذي لم يزل يجود على الحياة بمثلك..


في الخميس 15 فبراير-شباط 2007 10:09:02 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=1154