رداً على الشامي والمقرمي.. شهر المبادرات لا شهر الانتصارات
د.عبدالمنعم الشيباني
د.عبدالمنعم الشيباني

اهداء المقالة: الى روح الشهيد علي احمد القميري عضو القيادة القطرية لحزب البعث في الثمانينيات الذي اغتالته رصاصات الحرس العائلي يقودهم (قيران كراديتش) مساء الجمعة بتعز السادس من رمضان 2011.

فاتحة هذه الملحمة الناقدة انْ صح التعبير انها ملحمة او نقد او ما شابه من هذا القبيل، ويمكن ان اصفها انا انه تطاول غير مؤدب مني على قامات اصلاحية تربوية اسست لجيل يمني تربوي على مبادئ السيرة الحركية والتنظيم الاخواني العريق، العريق بفكره والعريق بأصالته، والعريق برجاله ومفكريه وعظمائه وشهدائه، وإني احبهم ولستُ منهمْ:

احبُّ الصالحينَ ولستُ منهمْ ** لعلي انْ انالَ بهمْ شفاعة

واكره من تجارته المعاصي ** ولو كنا سواءً في البضاعة

يُحسب للأستاذ زيد الشامي انه تمرد باكراً -ومنذ نعومة اظفاره- على خرافات العنصرية (الجعفرية) المتلفعة بدثار الزيدية، التي تتأله على الخلق بما لم ينزل به من سلطان، وتمرد على الفكر المغالي الذي يبيح للإمامة (العلوية الايرانية) قتل الخلق وابادتهم واستحلال اموالهم وحرماتهم كما هو الحال في العراق وسوريا الآن وفي (اماكن أخرى) لن اذكرها هنا، ولا غرو فاستاذنا الشامي علمٌ من اعلام الفكر الصافي على المنهج القويم، يحب عمر بن عبد العزيز ويقتدي به، ولهذا سمى حارته حارة عمر بن عبد العزيز رداً على جلاوزة الغلاة من الحاقدين على الخلفاء الراشدين ومنهم الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه وارضاه وعن سائر الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين وشهداء الاخوان المسلمين آمين..

ولا غرو فأستاذنا الشامي علمٌ من اعلام الفكر الإصلاحي الرشيد على هدي السيرة الحركية والعمل الإخواني الناجح عالمياً بشهادة اساطين الدول الغربية واليهود الصهاينة الغزاة اعداء الحركة الاسلامية خاصةً، وبشهادة اعداء السنة والصحابة من احفاد ابن العلقمي، حلفاء النظام لقتل ابناء تعز، شهد ابناء تعز شهادةً موثَّقةً لله ان البرابرة المناطقيين الذين يستبيحون تعز اليوم قتلاً ونهباً وحرقاً ليس فيهم اي صفة من صفات العرب ولا من صفات اهل اليمن اهل القلوب الرقيقة، وهو ما اكده الشهيد صدام حسين المجيد غير مرة بقوله: (هذه ليست من اخلاقنا نحن العرب، اخلاق غريبة على تاريخنا، ربما هي اخلاق شعوبية)..

زيد الشامي عَلَم هداية ودعوة وتربية اخوانية صافية، مجاله التربية والدعوة والاعتدال والتسامح لمصلحة الكسب الى الصف الدعوي الاخواني كـ حامل راية عزيزة على قلوب المسلمين حتى يفتح الله على الناس بالفتح المبين واقامة دولة الخلافة ولو بعد حين، فهو- اي زيد الشامي- لا يستعجل الحسم الثوري وليس من انصار الحسم اصلاُ فهو داعية تربوي وكفى.. وينطبق الحال نفسه وعينه على استاذنا احمد عبد الملك عبد الله عقلان المقرمي، الكاتب اللامع صاحب المقالات الساخرة (تابعوه في الصحوة نت)،اسميه انا (جوناثان سويفت الاصلاح)- عِلماً انه من اعلام العمل التربوي في الاصلاح وليس الكتابة الساخرة، وهو منظر عملي للتربية والتنظيم وهو-اي احمد المقرمي-التربوي الجاد والسياسي الاصلاحي القيادي الحكيم، يفضل السلم على الحسم والاعتدال على المغامرة، وهما –اي الشامي والمقرمي معاً- يمنيان الشعب اليمني -عبر مقالات في الصحوة والصحوة نت- بالنصر عن طريق الصمود في الساحات بشرط الأخذ بالجوانب التربوية للفرد التي تؤهل للنصر وهذا كلام جميل ورائع وكم تعجبني احاديث المقرمي الرمضانية التربوية التي لم انسها ولن انساها، وكم تشدني اعتدالات وحكمة الشامي، الداعية البصير الذي لا يرى للاعتدال بديلاً حتى ولو اباد نظام العائلة كل ابناء الشعب اليمني، ومع ذلك يعدنا بالنصر في هذا الشهر العظيم ولا ندري متى يتنزل هذا النصر وكيف؟

اقول للثنائي المعتدل بل هو شهر المبارات لا شهر الانتصارات، وهو شهر المبعوث الأممي (بن عمر) يتلو على على (بقايا احزاب المشترك) مسودة اتفاق يكرس بقاء النظام العائلي وهزيمة مشروع الحسم الثوري، وهو ما يلاقي هوى وصدى لدى تيار (احمد قريع) في المشترك، لأن هذا التيار مع بقاء النظام العائلي لا مع النصر ولا مع الانتصار بالحسم الثوري فكيف يكون شهركم يا (شامي-مقرمي) شهر انتصارات والمشترك (يفرش رديفه) للمبادرات التي تجعل من كل دماء شهداء الثورة السلمية (فطيساً مفطوساً)؟! والتي-اي المبادرات- تكرس بقاء اجهزة القتل (الصفوية الصربية المناطقية العائلية) كـ حارسة لمصالح الصرب والامريكان والصفويين، تدك قرى ارحب ونهم وشرعب والتعزية ومعرة النعمان ودير الزور ودير البلح وخربة الجوز والبوكمال والرستن..!!

تيار احمد قريع ياشامي-مقرمي لا يريدها شهر انتصارات بل شهر مبادرات لينعم السفير الامريكي بالراحة وهو يرى الثورة اليمنية تحتضر على ايدي سفهاء تيار اوسلو اليمني..

تيار احمد قريع يريدها شهر مبادرات وانبطاحات وتيار الاعتدال بالاصلاح سيقبل بالانبطاح ولوان تباد (تعز) عن بكرة ابيها او حماه وحمص عن بكرة ابيهما مادام (السيد) زيد الشامي يكره الحسم والحُسام والمهند والصارم لاجتثاث شجرة العائلة الخبيثة..

تيار احمد قريع في المشترك يا استاذنا المقرمي –حفظك الله علماً للإصلاح كما حفظ استاذنا زيد الشامي من قبل- ينتظر فقط اشارة او غمزة او قليل من (المهاوزة) من سعادة (سفير الويل) ليوقع على بيع دم الشهيد علي احمد القميري ورفاقه شهداء الثورة اليمنية ..

 اهو حقاً شهر الانتصارات ؟ فأين النصر من وجه الغرابِ؟ وتيار احمد قريع جاهز بالقلم للتوقيع على خيانة القدس وحيفا ويافا والنقب وشهداء حائط البراق وشهداء الأقصى !!

من قصيدة (المهرولون) لـ نزار قباني:

هُتكتْ للمرة الخمسين عذريتنا دون ان نصرخ او نهتز او يرعبنا مرأى الدماءْ

ودخلنا في زمان الهرولة

ووقفنا بالطوابير كأغنامٍ امام المقصلةْ

وركضنا

ولهثنا

وتسابقنا لتقبيل حذاء القتلةْ

بعد ذاك الغزل السري في اوسلو خرجنا عاقرينْ

وهبونا وطناً اصغر من حبة قمحٍ

وطناً نبلعه من غيرماءٍ كـ حبوب الاسبرينْ

***

شاعر وناقد يمني

Ibnzeidoon@hotmail.com


في الأحد 07 أغسطس-آب 2011 02:54:41 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=11252