حقيقة ثورتنا
أحمد البحيح
أحمد البحيح

حينما خرجنا إلى ساحات التغيير في عموم محافظات الجمهورية ثائرين على نظام غاشم غشم على عقولنا , وغطى على بصائرنا لمدة ثلاثة عقود من الزمن لقد كان لمنهجيته وسياسيته الأثر البالغ على جوانب حياتنا السياسية والثقافية والعلمية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والأخلاقية... كان ومازال مطلبنا هو إن يسقط النظام ليزاح هذا الظلم الممنهج المتخلف والعنصري الأسري ,الجاثم على صدورنا الزكية..

فلقد واجهنا وكابدنا المصاعب وكانت أمامنا كثيراً من التحديات والمخاطر والإشكاليات , والعقبات الداخلية والخارجية لأسباب ظاهرة ومبطنة.

ومن خلال هذه التحديات و الإحداث والمستجدات التي مررنا بها منذ بداية انطلاق ثورة الشباب السلمية اتضح لنا جلياُ ان الشعب اليمني لايشكو فقط من الأمية فحسب ولكن الشكوى والمعضلة الأكبر هي غياب الوعي لدى نسبة ليست بالقليلة من أبناء الشعب ..

ولقد شاهدنا كثيراً ممن حصلوا على شهادة الدكتورة والماجستير والبكالوريوس .. ومفكرين والأدباء أيضا.. لافرق بينهم وبين الأميين فيما يشرعون ويحللون ... فنقيض الجهل ليس العلم ولكن نقيض الجهل هو الوعي .. وليس كل من حصل على مؤهل او شهادة ينطبق علية المعيار والمقياس المدرك والواعي والمثقف وإنما المعيارهو الوعي لدى المواطن والإدراك بحيثيات الأحداث وحقيقتها ...

إننا بحاجة اشد من أن تكون ماسة وهي حاجتنا إلى الوعي الحقيقي, والفهم العميق والحس الكافي, والتمعن الشافي لما نحن ندعوا وخرجنا من أجلة .. ان المسالة ليست إسقاط أنظمة او أشخاص فحسب لا!!! فالمسألة اكبر من أن تقال او تنظر في مقال .ولكن كلمة ثورة لعلها ان تشمل ما نصبوا إليه .

وبما ان ثورتنا تبدوا ثورة سياسية بالدرجة الأولى لاعتقادنا الجازم انه إذا ما صلح الجانب السياسي صلحت سائر الجوانب الأخرى .. ولكن في جوهرها ثورة شاملة كاملة مكتملة لا تحصي ولا تذرولا تقتصدر على أي جانب.

ومع قدوم شهر رمضان المبارك .... شهر الفتوحات والانتصارات شهر الرحمة ,شهر التربية والتهذيب ... ومع حلوله علينا ونحن مازلنا في ميادين الحرية والعزة والكرامة وفي اكبر دورة تدريبه تأهيله شعبية وفي ضل إصرارنا وعزيمتنا في ان نحقق هدفنا الأول وهو إسقاط النظام البائد والفاسد . وأنهى الزمن السابق بلا رجعه ,كان ولابد أن تبداء الانطلاقة الحقيقة لثورتنا .

ثورتنا الثورة المباركة والتي هي بمثابة محطة انطلاق وتحفيز وتهذيب وتدريب للانطلاق نحو الثورة الكبرى بل والعظمي ... التي تتطلب مننا جهد اكبر وإرادة صادقة وعزيمة اقوي.. ونفس أطول .... وإصرار مستمر..

ولذلك يجب ان تكون الثورة في الجانب العلمي والثقافي والاجتماعي والديني والأخلاقي , والتربوي والتقني والمهني والفني والرياضي والسياسي ....ولتكن الثورة جزء لايتجزء من حياتنا اليومية ..لكي ننتشل بذالك راية الوطن من مؤشرات الأرقام الهاوية إلى اعلى المؤشر في التقدم . والازدهار... والامتياز.

فالنبداء من خلال هذا الشهر الكريم بإعلان ثورتنا الكبرى مع أنفسنا أولاً ثم مع أسرنا ومجتمعاتنا من خلال ثورة في التربية والعلاقات والتسامح والإخاء والمحبة والصفح والتجديد الأخوي والأسري ..مع كل أبناء جلدتنا.. بمختلف التصنيفات والانتماءات.

متزامناً مع الثورة العلمية والتربوية والتدريبية والتقنية والرياضية والاقتصادية والاجتماعية... في عموم البلاد وفي كل الأماكن والساحات والمنتديات.

ولتكن ثورتنا ثورة مختلفة بطابعها وبنتائجها. ولنذهل العالم بحكمتنا التي نفتخر بها ..كما أذهلناهم بقدراتنا ومواهبنا وحنكتنا حتى هذا اليوم .

فلثورة بالنسبة لنا ثورة وعي وإدراك.. ثورة تجديد وإبداع... ثورة عمل واجتهاد... ثورة أبحاث وابتكارات... ثورة علم ومعرفة... ثورة تنوير وتعمير.. ثورة بناء وقوة. ثورة تعاون وإخاء ... ثورة محبة وصفاء. ثورة فن وتميز.. ثورة حضارة ومدنية..ثورة عز وكرامة.. ثورة قانون وحرية ثورة عدل ومساواة...

ثورة... فهل أدركتم معي ماهي حقيقة ثورتنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

Abumajed488@hotmail.co


في الأحد 31 يوليو-تموز 2011 04:35:28 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=11193