الحصبة بعد النار
معاذ الدبعي
معاذ الدبعي

ما ان دقة طبول الحرب واشتعلت نيرانها و نهالت القذائف بمختلف العيارات من براكينها العسكرية وامطرت الحصبة ثلاثة عشرة يوما ليلا ونهارا و دوت بها أصوات الانفجارات مخلفتا من الدمار وترويع للأمنين , واندثرت المباني وتناثرت الجثث في الأزقة وأروقة الحي وحالت بينها وبين الفرق الطبية من الوصول اليها بسبب القصف المتناوب من حين لأخر دون ترك المجال لفرق الأنفاذ للانتشال الجثث وايصال المساعدات لمن في عمره بقية .

ومنذ هدنة يوم السبت (04-06-2011) صمت ضجيج المدافع وقاذفات النيران منذ تلك وماتزال أشلاء وجثث المواطنين هامدة تحت وفوق الركام أو ان صح القول التي صارت جثث لعدم التمكن في انقاذها وتركت الى حين صارت جثث

فقد يقول القارء ربما يكون هذا كلام مبتذل أو مبالغ فيه , ولكن كلا ما كان هذا حديث يفترى والصورة لا تكذب فليذهب من لا يصدق ليرا ما جراء ويشاهد جثث القتلا كأنها أعجاز نخل خاوية , وان أفلت الصحافة فلن تفل الوثائق والشواهد .

منذ يوم الهدنة ومدينة الحصبة أطلال بظلامها الدامس وبنيتها التحتية المسحوقة كليا حتى وان لم تكن بنية تحتية بأدنى من المطلوب توفرها وهذا كسائر معاناة بقية أحياء المدن اليمنية فقد باتت تمر اليوم بكارثة انسانية بأبشع صورها .

ركام يملئ الشوارع المسدودة من العبور, لا كهرباء , لا ماء يصل للسكان المرابطين بها في منازلهم فقد يصل العشرة لتر سعره الى خمسمئة ريال لمن يستطيع اليه سبيلا . فقد أصبح الخبز والدواء صعب المنال وان اردته فعليك برحلة تقضيها بشق الأنفس وغير أمنة المخاطر وذلك لأن مازالت فرق القناصة الأبطال وصناديد الوطن الأشاوس متمترسة فوق أسطح المنازل لقنص كل مواطن فاعل خير يريد ان يصل الى لملمة أشلاء القتلا أو نقل جثث المسلمين لتحظى بأدنى كرامة وهي دفنها تحت التراب .

فالسؤال يطرح نفسه ما لحكمة من ذلك وما الغاية فيه وماذا تم تحقيقه ؟ فهل تم ذلك لغرض التسلية واللعب بالنار وتعويض من فاته بصغره القذف بالألعاب النارية في الأفراح والأعياد ولكن هل من خلال العبث بممتلكات المواطنين , منازلهم المهدمة وسياراتهم المرشوقة بالعيارات ومصادرة أرواحهم وأنين الجرحى وذعر الهاربين بجلودهم وأطفالهم من الموت .

والأن نستطيع أن نقول لهم هل حققتم أمالكم المنشودة وما سفكتموه من دماء الأبرياء في مختلف الميادين والساحات و أحراق المكفوفين الضعفاء وكدرتم فرص العيش على المواطنين وضاعفتم نسب الفقر أعدمتم متطلبات الحياة من الكهرباء والماء والغاز والوقود أملين منها تحقيق أحلامكم في استمرارية البقاء والخلود في القصور

فإننا نقول لكم هراء وما تحاولون صنعه يذهب هباء ونجيب على غطرستكم بقول الشاعر أيليا ابو ماضي

لا خلود تحت السماء لحي فلماذا تراود المستحيل .


في الخميس 16 يونيو-حزيران 2011 11:18:39 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=10689