آخر الاخبار

الرئيس العليمي يبشّر بمعركة حاسمة ضد المليشيات ستنطلق من مأرب وبقية المحافظات ويؤكد :مأرب هي رمزا للجمهورية ووحدتها وبوابة النصر لاستعادة مؤسسات الدولة العليمي : مخاطبا طلاب كلية الطيران والدفاع الجوي بمارب : من خلالكم سوف تحقق اليمن المعجزات من أجل بناء القوات المسلحة واستعادة مؤسسات الدولة كانت في طريقها إلى جدة ..شركة«أمبري» البريطانية تعلن استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول هجمات الحوثيين ومصير الأزمة اليمنية خلال الاجتماع مع نظرائه الخليجيين بالرياض حصري - شحنة المبيدات الاسرائيلية المسرطنة..دغسان يتوسل قيادات حويثة لطمس الفضيحة ويهدد قيادات أخرى تربطه معها شراكة سرية بهذا الأمر ثورة الجامعات الأمريكية تتسع .. خروج محاظن الصهيونية عن السيطره الإدارة الأمريكية تناشد جميع الدول وقف دعم طرفي الحرب في السودان ... وزارة الأوقاف توجه تحذيرا شديد اللهجة لوكالات الحج وتتوعد باتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة الأقمار الصناعية.. تكشف المواقع والأنفاق السرية تحت الأرض للحوثيين... صور تحدد التحركات السرية للمليشيا في دار الرئاسة ومحافظة صعدة ومنشئات التخزين تقرير أممي مخيف يكشف: ''وفاة طفل كل 13 دقيقة في اليمن بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات''

بصراحة.. هذه هواجسي.
بقلم/ خالد الرويشان
نشر منذ: 4 سنوات و شهر و 20 يوماً
الإثنين 09 مارس - آذار 2020 05:46 م
 

 عجائبُ المشهد السياسي في اليمن لا تنتهي وغرائبُه لا تنفد.. وإذا كانت فكرة الأقاليم ما تزال ترجّ البلد بين القبول والرفض، فإن تغيير اسم الدولة كذلك سيكلّف البلاد الكثير على المستويين المادي والنفسي،.. وحتى السياسي ولأنّ الاسم دلاّلٌ كما يقال.

 أظنّ أنه ما يزال في الوقت متّسع كي يتم الإبقاء على الاسم كما هو، وأظنّ أن صانع القرار قادرٌ على اقتراح ذلك تفادياً لما لا يُحْمدُ عقباه، أو تُشكرُ خاتمته في قادم السنين والأيام.

 يجب أن نتأمل التجربة العراقية عن كثب.. ولعلّ أحداث الخميس الماضي في العراق أن تُنبّه إلى أخطارٍ تلوحُ في أفقٍ داكنٍ وحرائق قد تحدث في جوٍّ لاهب، وقنابل موقوتة قد تنفجر في ظلامٍ دامس نتيجة شكل الدولة المقلّم والمقسّم ومضامين الرؤوس الفارغة.. حكومة بغداد تتّهم إقليم كردستان ببيع النفط العراقي من وراء ظهرها. ولذلك تُقرّر قطْع الرواتب عن الإقليم. فيسارع البرزاني رئيس الإقليم بالتلويح بانفصال إقليم كردستان.

 هكذا إذن وكما يقول نقّادُ الأدب : الشكلُ يصنع المضمون. والنهايةُ محكومةٌ بالبداية، والثمرةُ بالبذرة، والحياة كما نراها في العراق كل يوم : قتلى وميليشيات وتفجيرات في كل مدينة وشارع، وهي نتائج حتمية للطائفية السياسية والمذهبية التي تحكم العراق وتتقاسمه مثل تقاسمِ ثورٍ مذبوح.

 ما يقرُب من عشر سنوات تحت حكم الأقاليم فعلتْ بالعراق ما لم تفعله سنوات الحرب، كما أن مئات البلايين من الدولارات لم تُعِدِ المياه النظيفة للمواطن العراقي ولا الكهرباء لبيته، ولا الأمن لشارعه.

 سأتحدّثُ عن العراق فحسْب. لا أقصد: إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة، ربّما لأن اليمنيين يتحسّسون ويتأفّفون ويندهشون من المقارنة. ولا يدركون أنهم في أحسن الأحوال على الطريق ذاتها.. وفي الظلام... وبالنسبة لي فإن الكلمة هنا تصبحُ جَرَسَ إنذار، وواجبَ ضمير،.. وبصراحة، هذه هواجسي. هواجسُ تأبى إلاّ أن تفصح وتصيح وتطلّ برأسها وضوء حريقها واحتراقها خوفاً على البلد، وهلعاً على مستقبل أجياله.

 بعيداً عن العراق وما يحدث فيه.. أريد أن أرى هذا البلد وقد تعافى عاجلاً من آفاته الأربع : ضرْب الكهرباء، وتفجير أنابيب النفط، والقتل اليومي المستمر للجنود والضباط غيلةً وغدرًا وبلا معركة، وقطع الطرق بين المحافظات. هذا هو الحدّ الأدنى العاجل لوجود دولة أو حكومة أو حتى شرعيّة.

 أريد أن أرى أحزاب اليمن وقد تخلّصَتْ من أمراضها القاتلة الأربعة : استخدام السلاح، والعمالة للخارج، والمذهبية العنصرية، والمناطقية السياسية. أليس ذلك هو الحدّ الأدنى ممّا يجب على أيّ حزب وفي أيّ مكانٍ في العالم حتى في أدغال أفريقيا؟.

أريدُ أن أرى أربعة معايير حاكمة وفاصلة في تقييم الرجال قادةً وزعماءَ سياسيين جُدداً أو قدامى : ألّا يكون السياسيُّ قاتلاً، أو ناهباً، أو أجيراً من الخارج، أو محكوماً بمناطقية أو مذهبية. إنها شروط الحدّ الأدنى للقبول.. إنها قيمُنا، وقيْمتُنا، نُصِرُّ عليها، وننتصرُ بها ولها مهما طال الظلام وتطاول الغبار.

 هذه منظومةُ قِيَمٍ، ومعاييرُ تقييمٍ يجب أن يُعاد اعتبارُها في حياة اليمن واليمنيين، ولعلّها أن تكون دليلاً للشباب الحائر الذي يُصدّق كلّ زاعقٍ ويجري وراء كلّ ناعِقْ دُون تمعّن أو رَويّة أو رؤية أو معيار أو اختبار. وتحت جُنح الرُباعيّ القاتل : الظلام المستمر، والغبار، والفراغ، والفقر.. رباعيٌّ قاتل يمهّد الطريق للعودة للقرن الثالث الهجري. لذلك، نعرف لمصلحة من هذا الظلام. فمتى يكون العزمُ والحزمُ.. وللأسف فإن الصّبْر لم يبدأ في النفاد.. لأنّه قد نفد من زمان.