توكل كرمان: اختيار إغلاق قناة الجزيرة في اليوم العالمي لحرية الصحافة صفعة في وجه الصحافة .. وبلا قيود بالتحقيق الفوري في جرائم الاحتلال تحرك سعودي وبريطاني لدعم الصومال عبر منظمة دولية أردوغان: تركيا سخرت جميع إمكانياتها لضمان محاسبة القتلة وقد رفعنا المستوى التجاري والدبلوماسي للضغط على إسرائيل إذا اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان... ايران تتوعد تل أبيب بتحرك لم تقم به عند اجتياح غزة بعد زيارة ناجحة لمحافظة مارب .. رئيس مجلس القيادة الرئاسي يعود الى العاصمة المؤقتة عدن اسعار الصرف اليوم في صنعاء وعدن الإفتاء المصرية: ''يجوز شرعًا للمسلم تهنئة غير المسلمين'' في بيان مشترك.. 188 منظمة انسانية توجه نداء عاجلاً يخص أكثر من 18 مليون شخص في اليمن موقف صريح للصين بشأن دعم المجلس الرئاسي وجهود تحقيق السلام في اليمن تعرف على الطالب اليمني الذي قتل اثناء مشاركته بصفوف الجيش الروسي في الحرب على أوكرانيا ''صورة''
مأرب برس – خاص
ماذا يحدث في العراق ، يقوم أعضاء من الكونغرس الأمريكي بمهاجمة نوري المالكي بشكل عنيف وبأنه رجل لم يعد ذو فائدة لديهم ، ثم يظهر بوش ليدافع عنه بصرامة ، ومن جهة أخرى نرى أنهارا من دماء تسيل بلا أي عقلنة أو مبرر ، ونشهد جميعنا دعما غير أخلاقيا من إيران للمليشيات الشيعية التي لم تشغل بالها إطلاقا بمقاتلة المحتل بقدر اهتمامها بتصفيات مذهبية تعود بفائدتها إلى طهران تلك العاصمة ألتي تنام وتصحوا على الحقد والكراهية لكل ما هو مختلف عنها سواء كان اختلافا مذهبيا و عرقيا .
هجوم الكونغرس على المالكي ودفاع بوش عنه ، له أكثر من معنى وهدف ويكرس القناعات الأكيدة والمكرسة أصلا بأن العراق مجرد دولة محتلة وبأن المالكي حين يغضب عليه أسياده يجد اللوم حتى وأن خرج على شاشة التلفاز يدعي بأنه غير معني بكل تلك الانتقادات ،ولا يخفى على أحد أن نخوة المالكي المصطنعة ما كانت لتأتي لولا تأكده بأن بوش سيخرج مدافعا عنه .
لكن المشكلة الفعلية في كل هذه الدوامة السياسية بأن البعض يعتقد بأن الإشكالية كلها تقع في شخص هذا المالكي الذي لا يسيطر حتى على المنطقة الخضراء التي يعيش بها محميا من الأمريكان ، فالمالكي لا يختلف عن الجعفري ، والجعفري لا يختلف عن سابقه وجميعهم لا يختلفون عن مجلس الحكم المعين والذي تحدث عنهم بليمر في مذكراته كثيرا ، إذ أنه أشار بأن الشيء الوحيد الذي اتفقوا عليه سريعا هو تحديد رواتبهم العالية جدا والذي أخبرنا أيضا بتلك المذكرات كيف أنه كان يوبخهم لكسلهم عن العمل وعدم مبالاتهم الفعلية في أداء ما يجب عليهم تأديته ، تلك المذكرات التي فضحت فعلا كيف أن كل تلك الشخصيات ما هي إلا دمى لا اقل ولا أكثر ، وأنهم مجرد أدوات يتم استخدامهم لتحقيق مصالح كل شيء إلا مصلحة بلدهم الذي هم وبطبيعة الحال غير معنيين به .
ثم أن الأهم من كل ذلك لا يقع على عاتق شخص مثل المالكي المترنح ، فالأمر ليس متعلقا بأشخاص ، وحتى وأن تم تغير المالكي وهو ما يمكن حدوثه لو قرر البيت الأبيض ذلك ، فلن يغير من الأمر شيء ، لأن كل ما يحدث في العراق يظهر لنا جليا بأن هذا المأزق يتجاوز أشخاصا بسطاء مثل المالكي ومن هم على شاكلته ، ليعود بنا إلى أساس هذه العملية الغير شرعية والتي قررت أن تحتل بلد عربي وتقتل رئيسه وتقسمه إلى طوائف وأعراق وتمنح جزء مهم منه هدية على طبق من ذهب إلى إيران بشكل بالكاد يستطيع العقل أن يستوعبه ، لأن هذا يتناقض وبشكل جذري مع حالة العداء المستديمة بين واشنطن وطهران .
تخبط المالكي أمر يثير على الشفقة ، والذي انتهى أخيرا بتقديم طلب إلى الأنتربول للقبض على رغد صدام حسين حتى ينهي حالة الفوضى القائمة في العراق ، فهل فعلا يبدوا لنا الأمر كما هو أم أن هناك حالة حقد مذهبية تعشش في ذهنية المالكي وفي أدبيات حزبه هي الدافع الحقيقي لمثل هذه الأعمال الغير أخلاقية والتي يأنف منها أي عربي يعرف جيدا حرمة هذه الأمور ، هذا طبعا في حال توقعت أن المالكي به بقايا من شيم العرب .
ليس غريب على مثل هؤلاء الأشخاص الذين قرروا بيع وطنهم رخيصا بهذا الشكل أن يقوموا بأي شيء حتى وأن كان هذا الشيء البحث عن النساء في الدول الأخرى، فمن يأتي على ظهر دبابة تحتل بلده، نتوقع منه أسوء مما نراه الآن.
ماذا لو تم فعلا القبض على رغد ، وتم محاكمتها بذات الطريقة البلهاء التي تمت بها محاكمة النظام العراقي السابق ، فهل ستنتهي كل مشاكل العراق ، أم أنها مجرد رغبة انتقامية لممارسة طقوس مذهبية حول الضحية للثار التاريخي المشبعين به مذهبيا .
الذي لا يفهمه المالكي بأنه هو طارئ على تاريخ العراق وما يلبث أن يكنسه الزمان إلى مصاف كل خونة التاريخ ،وأن من سيبقى هو المناضل الذي يرفع بندقيته في وجه مغتصب أرضه ، لأن الرجال معادن ، والمالكي لا ينتمي إلى الرجولة بأي حال من الأحوال ،والعراق بشرفائه يعرف طريقه جيدا نحو الحرية والاستقلال والكرامة ، وكلها كلمات أحسب أن المالكي وحزبه لم يسمع عنها قط في تاريخه كله .