إعلان من الديوان الملكي السعودي بشأن صحة الملك سلمان وفاة نجل العلامة العمراني السفير والدبلوماسي اليمني عبدالوهاب محمد خاص: أشهر يويتوبر عربي يصل اليمن لهذه المهمة.. وناشطون يدعون لتسهيل حركته وتنقلاته الإعدامات في إيران تتصاعد بشكل مخيف و 50 حالة خلال الشهر الجاري إنقسامات وخلافات حادة تعصف في حكومة الإحتلال الإسرائيلية وقد تقلب موازين المفاوضات على الهدنة جيش روسيا يواصل التقدم والزحف ورئيس أوكرانيا يعلن عن هجومًا أوسع نطاقًا احتدام الصراع الرئاسي بين ترامب وبايدن واتهامات بالخرف والمخدرات والقادم أعظم أول دولة عربية تعلن سداد جميع ديونها إلى صندوق النقد الدولي الطيران الإسرائيلي ينفذ عمليات اغتيال ثاني لقيادة كبيرة خلال 24 ساعة ومأرب- برس يرصد جانب منها مواصفات هاتف Galaxy M35 الجديد من سامسونغ
يقول الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى بمنطق التخلف والجفاء والاستبداد:
* وَمَن لم يَذُد عَن حَوضِهِ بِسِلاحِهِ ـ يُهَدَّم وَمَن لا يَظلِمِ الناسَ يُظلَمِ.
ولكن الإسلام ألغى هذه المقالة وشطب على هذا الفهم، قال سبحانه: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ(، وفي الأثر «إن الله أمرني أن أصل من قطعني وأن أعفو عمّن ظلمني وأن أُعطي من حرمني»، فيا لجمال هذا المبدأ الحق ويا لروعته! فمن ظن أنه إذا رد على قصيدة هجاء بقصيدة أخرى أو نقض مقالة سب بمقالة أخرى قد انتصر فقد وهم وأخطأ، بل أحسن من فعله هذا فعل من عفا وأصلح وتجاوز وسامح، حينها يدافع الله عنه، وتصلي عليه الملائكة، ويثني عليه المؤمنون، وترحب به السماء، وتحتضنه الأرض. إن من يحلم على الناس إنما يسجل براءة اختراع للمثل العليا والمعاني الجليلة، وحقه أن يحشر مع النبيين والصديقين. العمر قصير فلا تقصره بالانتقام، وصنع العداوات، واستجلاب الخصومات. وسامح؛ فليس عندك وقت للثأر، وتجاوز؛ فليس عندك ضمان من الدهر. الحياة أقل وأقصر من أن تحول إلى معركة سخيفة، وحرب تافهة، ومصارعة رخيصة مع أناس ليس عندهم أدب ولا رسالة. وقد أُمرنا بحسن التعامل حتى في مجادلة أهل الكتاب والملحدين؛ فنجادلهم بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم، فأهل الإسلام أولى بأن يراعى في جدالهم بينهم الرفق واللين، وإظهار الرحمة بهم.
على كل حال، فإن حسن التعامل مع الغير قيمة أعلى الإسلام من شأنها، وأكد عليها، وأكثر من الإشارة إليها؛ فهي أحد معايير القرب من الله تعالى. وقد أمر الله تعالى نبييه موسى وهارون عليهما السلام أن يجادلا الطاغية فرعون بالتي هي أحسن، وأن يُلينا له القول، قال تعالى: (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى(. لأن للرياسة سُكرًا والتغليظ لا يناسب من هو في مثل حاله، وقد بين ربنا تبارك وتعالى هذا القول اللين بقوله: (هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى( فأخرجه مخرج السؤال لا الأمر، وذلك لموضع تجبر فرعون وعتوه.
فإذا كان رب العزة قد أمر بهذا مع من قال: أنا ربكم الأعلى. وما علمت لكم من إله غيري. فكيف هو الحال مع من يقول: لا إله إلا الله، ويقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى؟
فمن سامح الناس سامحه الله، ومن أغضى عن معائبهم ومساوئهم ستر الله عليه، فاجعل كبير المسلمين بمنزلة أبيك، وصغيرهم بمنزلة ابنك، ونظيرهم محل أخيك، وتكلم مع كل أحد منهم بما يناسب الحال؛ فمع العلماء بالتعلم، وبالتعليم مع الجهال، ومع الصغار باللطف، ومع الفقراء بالرحمة والعطف، ومع النضراء بالآداب والظرف، (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ(.
وقال صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً»، فلنرفع شعار التعامل بالخلق الجميل، وبالتواضع للناس في كثير وقليل، ولنعقد قلوبنا عقداً جازماً على محبة جميع المسلمين والتقرب بذلك إلى رب العالمين، ولنجتهد في تحقيقها ودفع ما ينافيها، ولنعمل على كل ما يحققها ويكملها وينميها، فنتخذ المؤمنين إخواناً، وعلى الخير مساعدين وأعواناً. اللهم اقبلنا إخواناً على سرر متقابلين