لنكن منصفين.. هذا ما يقوى عليه المنتخب
بقلم/ رشدي سالم معيلي
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 16 يوماً
الأربعاء 08 ديسمبر-كانون الأول 2010 12:57 ص

اختتمت دورة كأس الخليج العربي بنسختها العشرين والمقامة في مدينتي عدن وأبين وسط أجواء جماهيرية واحتفالية.. حيث شهد استاد 22 مايو في عدن توافدا جماهيريا كبيرا, ومنذ ساعات مبكرة من يوم الأحد 5/12/2010.

وحقيقة يجب أن نقولها في حق تلك الجماهير الكروية والمتعطشة لرؤية منتخبها الوطني وهو يركل الكرات ويهز الشباك تلو الشباك بأنها كانت هي بالفعل البطولة وهي الكأس وهي الاحتفالية الختامية للمحفل الكروي الخليجي.

هذه الجماهير حرمت من مشاهدة منتخبها يلعب كرة القدم لكي يفوز، يلعب وينافس، يلعب ليكون ندا قويا، خاصة وأنه تسلح بسلاح الأرض والجمهور، وأن لا يلعب لمجرد المشاركة فقط.. ولكن وللأسف هذا المنتخب الهزيل والمترهل هو الذي حمل طموحات عشرين مليون يمني الذين كانوا يتمنون فقط تخطي حاجز النقطة رغم طمأنة الجهاز الفني بقيادة الكرواتي ستريشكو الذي صرح في وقت سابق من البطولة بأنهم جاهزون لخطف مركز مرموق يليق باليمن واليمنيين ويلق بالكرة اليمنية.

خيبة الأمل التي انتابت المتابعين عقب خروج المنتخب خالي الوفاض والذي خسر نقطته الساخنة في أرضه وبين جماهيرية، رافقتها صيحات واستهجان وشجب واستنكار من قبل الكتاب والإعلاميين والجماهير وحتى القائمين على الرياضة اليمنية في البلاد.. هذه الصيحات وخاصة تلك التي أتت من المسؤولين والإعلاميين والكتاب الرياضيين أجدها, ومن وجهة نظري المتواضعة جدا, غير مبررة على الإطلاق؛ لأن أداء أي منتخب في العالم يكون انعكاس لقوة أو ضعف الدوري الذي يشارك به لاعبو المنتخب.. ونحن هنا يا من طالبنا - ودون وجه حق - من منتخبنا أن يجاري منتخب المملكة السعودية وأن يكون ندا قويا له في لقاء الافتتاح الذي خسرناه برباعية نظيفة مذلة.. أو أن يقف حجر عثرة للكويتيين الذين أعادوا هيكلة فريقهم وجعلوه مزيجا من الشباب وعناصر الخبرة، أو أن يحقق نقطته من منتخب قطر القوي المدعم بالمجنسين.

هل نظرنا إلى دورينا الهزيل إلى أي حد من السماجة والسذاجة وصل؟ ألم نسأل أنفسنا كم من الجولات مضت من عمر الدوري المحلي حتى يكون اللاعب المشارك في بطولة الخليج على استعداد تام وفي كامل لياقته البدنية؟ فمن الظلم أن يكون قد مضى من الدوري, وفي هذا الوقت, ثلاث جولات، ولعبت من دون الدوليين بسبب ارتباطهم في معسكر المنتخب الذي يستعد حينها لخوض غمار منافسات خليجي 20.. وبعدها نطالب اللاعبين بأن يفعلوا المستحيل ولكن يبقى (الجود من الموجود).

فلنأخذ نظرة على دوري زين السعودي والذي انتهى قبل بطولة الخليج دور الأول ((دور الإياب)) ، ونزولا عند مستويات اللاعبين في الجولات الأولى البالغة 13 جولة اختار المدرب العناصر التي ستشارك في البطولة الخليجية مع إراحة لاعبين كبار استعدادا لبطولة آسيا المقامة في الدوحة الشهر القادم.. فيتبين أن هناك تنظيما وعملا يبتدئ من الأساس من الدوريات المحلية لدرجات الناشئين والشباب, وانتهاءً ببطولة الدوري الممتاز..

ولو لاحظنا منتخب الكويت الذي شارك رباعي دفاعه كاملا من فريق واحد وهو القادسية وذلك لجاهزيته كونه شارك في نهائي كأس الاتحاد الآسيوي, فضلا عن قوة دوريهم المحلي وشدة المنافسة فيه بين عدد كبير من الفرق..

وهلمّ جرا..

ذلك التطور الذي تشهده الرياضة الخليجية حاليا ولعله سيكفينا استشهادا بفوز قطر بشرف استضافة مونديال 2022م.. ونحن هنا في اليمن نطالب منتخبنا أن ينافس ودورينا المحلي في حال يرثى له.. وما يجب علينا كلنا كمتابعين للرياضة أو قائمين عليها أن نهتم بالدوري المحلي أولا ومن ثم نطالب بانجازات خارجية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات الوطنية..

ويكفينا أن نشاهد بطل الدوري يصارع الهبوط مع فرق القاع والصاعدين في الموسم الذي يليه.. ويكفي كذلك من اللعب على الملاعب الترابية, فإنه لا تطور إذا ما كانت أندية في الممتاز تخوض مبارياتها على أرضها على ملاعب ترابية..

ولابد أن تكون هناك قناة فضائية رياضية تعنى بالشأن الرياضي في البلاد وتقوم بنقل منافسات الدوريات المحلية وما يتعلق بالرياضة المحلية؛ لأن الإعلام الرياضي إذا ما فعّل جيدا فإنه سيحدث نقلة نوعية على الوسط الرياضي.

roshdeemaili@yahoo.com