أهلاً.. بالإخوة الضيوف
بقلم/ أبو بكر القربي
نشر منذ: 14 سنة و يومين
الجمعة 19 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 04:27 م

إذا كانت مباريات كأس الخليج تمثل حدثا رياضيا هاما على مستوى الجزيرة والعالم العربي فإنها اليوم تمثل أيضا موقفا سياسيا تتمثل فيه روح التعاضد والتآخي وعرى الروابط القومية بين الدول المشاركة في مسابقة كأس الخليج لكرة القدم.

لقد خسرت كل الرهانات التي ظلت تراهن على تأجيل بطولة خليجي 20 في اليمن أو تخلف بعض الفرق الشقيقة عن المشاركة فيها خوفا من وجود تهديدات أمنية من قبل العناصر الإرهابية أو عناصر ما يسمى بالحراك التي اختارت طريق العنف، وذلك نتيجة إيمان الأشقاء بأن الرضوخ لهذه التهديدات يعني عجز الجميع عن مواجهة التطرف والإرهاب أو القبول بأي نشاط تخريبي يزعزع أمن اليمن واستقراره أو يمس بوحدته.

قد لا يدرك الكثيرون أن عدن عرفت كرة القدم قبل أي مدينة أخرى في العالم العربي فقد ادخلها الانجليز إليها بعد سنوات قليلة من احتلالهم لمدينة عدن وفي بدايات عصر كرة القدم التي نشأت في بريطانيا، كما عرفت عدن على مدى عقود القرن العشرين دوريات كرة القدم التي كانت تتنافس فيها فرق عدة من مختلف مناطق محافظة عدن ولا زلنا نتذكر مستوى التنافس المتميز والحماس للتنافس على الوصول إلى نهائيات الدوري ولا شك أن مباريات خليجي 20 ستعيد لعدن ألق مباريات كرة القدم وستشعر الفرق المتنافسة أن روح كرة القدم راسخ في قلوب اليمنيين الذين لن ينحازوا إلا للأداء المتميز والروح الرياضية العالية فالكأس في نهاية الأمر لن يناله إلا الفريق الذي يستحقه وأملنا أن يثبت فريقنا الوطني أنه يمتلك القدرة على الأداء المتميز والفوز بالبطولة.

وبهذه المناسبة أود أن انقل إلى إخوتي وزراء خارجية دول مجلس التعاون تقدير واعتزاز الشعب اليمني وحكومته لمواقفهم ومواقف شعوبهم التي لم تتأثر بالمبالغات الإعلامية ومحاولات إثارة المخاوف والقلق واعتبروا أن مشاركتهم في هذه البطولة اختبار حقيقي لنا جميعا في مواجهة من يحاولون الإساءة لعلاقات اليمن بأشقائها أو من يحاولون تجزئة الجهد والمسؤولية في مواجهة التطرف والإرهاب، فأمن الجزيرة العربية مسؤولية مشتركة وكذلك سلامة الفرق المشاركة أثناء تواجدها على أرض اليمن،والمواطنون اليمنيون لن يسمحوا لعناصر التخريب أن تسيء إلى سمعة اليمن كما أنهم لن يتهاونوا في حماية ضيوفهم والتصدي لكل من يحاول الإضرار بهم أو الإساءة إليهم .

إننا نتطلع إلى تنافس رياضي شريف وتألق في الأداء وأن تكون هذه البطولة فرصة لتعزيز صلات المحبة والإخاء والتضامن والتصميم على أن حكوماتنا واتحاداتها الرياضية لن تسمح لجماعات التخريب والإرهاب أن تؤثر على علاقاتها وتعاونها وبالذات في المجال الرياضي الذي تتجلى فيه روح الإخاء والمحبة.