أطعمة تؤدي إلى شيخوخة الجسم واجهات تشغيل وميزات أمان جديدة تظهر في حقيقة رحيل جيرو عن ميلان الحكومة تكشف لـ مجلس الأمن الدولي أسباب الإخفاق في حل الأزمة اليمنية أردوغان يكشف عدد أعضاء حماس الذين يتلقون العلاج في تركيا أخيراً قبائل طوق صنعاء تصحو من سباتها.. تطورات مزعجة للمليشيات أبو عبيدة يصدر بياناً غير سار للكيان الصهيوني غروندبرغ يتحدث عن خريطة طريق أممية مدعومة عربياً وسعودياً للحل في اليمن لجنة خبراء موالية للحوثيين وإيران تكشف السر الخفي وراء الصمود الفولاذي لمحافظة مأرب ونجاحها في سحق كل محاولات إيران ومليشياتها في المنطقة إذا نظرنا إليه لدقائق يقتل خلال يومين.. تعرف على أخطر جسم بالعالم
عندما نقول: إن الفساد المالي والإداري والأخلاقي والحروب، ظواهر وأحداث لا تحدث فقط في اليمن، وأنها - أيضاً- كانت تحدث في أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فنحن بقولنا لا نبرر لمن أخطأ، ولا ندعو إلى تقبُّل واستساغة هذه الأخطاء والسلبيات أو التساهل مع مرتكبيها.. بل العكس تماماً، فنحن نرفضها، ونؤكد على وجوبية شحذ الهمم، ورص النوايا الصادقة لمكافحة هذه الأحداث والتصرفات التي لا يقبلها ديننا الحنيف، وتضر بوطننا اليمني العظيم.
لكني في المُقابل عبر كتاباتي أرفض استغلال هذه السلبيات للإساءة لوطني، أرفض المزايدة الحزبية بأوجاع الناس.. أرفض قتل الجسد بأكمله لمجرد أن بعض أعضائه موجوعة أو حتى فيها “غرغرينة”..!
أرفض بشدة تسفيه شعب اليمن الأشم لمجرد أن فيه بعض حالات الاختطاف والقتل كتلك التي تحدث في أمريكا على سبيل المثال، أرفض أن يُذم وطني الأصيل لمجرد أن فيه رشوة ومحسوبية كما في مصر وسوريا، أرفض تحقير وطني العملاق لأن أهله يملكون السلاح كما يحمله سكان جنوب لبنان.. أرفض تقبيح وطني لأن القبيلة في بعض المناطق فيه هي المتسيدة في ظل غياب سيادة القانون كما يحدث تماماً في جنوب الأردن..!
نعم.. أرفض تمزيق وطني بحجة أن فيه فساداً كما يوجد في كثير من دول العالم، وأحتقر وأمقت من يتنصلون من يمانيتهم لأن هناك فقراً وجوعاً كما في كثير من دول البسيطة.
من جهة أُخرى، لا أدري هل يعتقد بعض من يشككون في صحة كلام رسول الله، بأن تاريخ اليمن خالٍ من الحروب كتلك التي حدثت في صعدة؟ أم هل يعتقدون بأن جميع اليمانيين في الأزمنة السابقة أتقياء أنقياء لا يسرق بعضهم ولا يتقطع آخرون أو يفسدون في الأرض؟
هل يعتقد هؤلاء بأن شهادتي (الإيمان يمانٍ واليمنيون خير أهل الأرض) قد قيلت في زمان لم يكن فيه بعض اليمنيين يشحذون لقمة العيش لأنهم فقراء؟ أو لم يكن يوجد في ذلك الزمان أمثال “الجعشني” في محافظة إب، أو أمثال المتقطعين في مأرب وشبوة، أو أمثال الخاطفين في بني ضبيان، أو حتى قتلة طفل حجة؟ إذا كانوا يعتقدون ذلك، فهم جهلة..!
حول ذات الصدد، عندما تفاخرنا بكلام رسول الله، حين قال: إن اليمنيين خير أهل الأرض وأنهم أهل الحكمة والإيمان؛ جنّ جنون البعض، وأبوا إلا أن يقولوا: أن الشعب اليمني أقبح شعب، ويرجعون السبب في ذلك، إلى أن الشعب اليمني اليوم في نظرهم لم يخترع شيئاً للبشريةً، ولأنهم ـ اليمنيين ـ ليسوا منظمين وعشوائيين في حياتهم، ولأنهم لا يملكون ناطحات سحاب، ولا يصنعون الطائرات والأسلحة، ولا يركبون حافلات (أبو طابقين). وكأنهم لا يعرفون أننا لو اعتمدنا منطقهم ومعيارهم في الحكم لقلنا أن الشعب “الإسرائيلي” هم خير أهل الأرض وأصحاب الحكمة والإيمان..!
هناك من يريد اليمن “بلداً فاضلاً” لا تحدث فيه الحروب ولا المشاكل والأخطاء وهذه رغبة جميلة إن كانت صادقة، لكن أن يوصف اليمن بالقبيح وأنه لا يشرّف من ينتمي إليه إذا لم يكن بلد فاضل بالمطلق؛ فهذا الأمر يدل على سطحية أصحاب هذا المذهب، لأن السنة الكونية تفرض علينا وجود الخطأ والصواب، والخير والشر.
أخيراً، أتمنى من هؤلاء التأمل قليلاً في قول الله تعالى ( بلدة طيبة ورب غفور)، فلو أمعنوا في معنى الآية، لعرفوا بأن الله عز وجل قد اختص بلدهم من بين دول العالم ووصفه بالبلد الطيب، بالرغم من أن شعب هذا البلد في القِدم قد جحدوا بنعمته عليهم وقالوا (باعد بين أسفارنا).. ولولا أنه ـ عز وجل ـ يعلم بأن أبناء هذا البلد بشر يخطئون كغيرهم، لما قال أنه غفور في نفس الآية. وصدق الله العظيم ورسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
Hamdan_alaly@hotmail.com