حتى يبقى حي السعادة .. سعيداً ..
بقلم/ بسام بن علي الحامد
نشر منذ: 14 سنة و 4 أشهر و 14 يوماً
الأحد 11 يوليو-تموز 2010 12:13 م

لم تقصر بعض وسائل الإعلام ((إذاعات-قنوات فضائية- صحافة ورقية-الكترونية)) في إطلاق أوصاف وتعابير مضللة ومغرضة بحق الحي العريق الموسوم بـ(السعادة) على أعقاب الحملة العسكرية التي داهمت بيوتاً وروعت نساءًً وأطفالاً ، واعتقلت شيباً وشباناً .

وربما استندت وسائل الإعلام تلك إلى بيانات رسمية وحكومية ، أو إلى معلومات من مصادر وجهات تجمعها مع الدولة والنظام خصومات وعداوات ومناكفات سياسية ، والخاسر الأكبر هو ذلكم الحي العريق (السعادة) .

 حينما كنت أتابع الأخبار وأسمع الأوصاف - وأنا أعيش الحدث واقعاً لحظة بلحظة- تأكد لي كم من التزييف والتهويل والكذب الذي تبثه إلينا تلك القنوات والإذاعات والمواقع الالكترونية ، وتأكد لي -وإن بجلاء هذه المرة- كم من المهنية والحرفية والحيادية تحتاج أن تتعلمها تلك الوسائل !

وتذكرت قول الله عز وجل : (ياآيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين) سورة الحجرات آية (6) .

نعم .. لقد وصفوا الحي بأنه : (وكر للإرهاب) ، (مأوى للقاعدة) ، (مكان للأفغان العرب) ، (انفصالي) !! ، وبأن فقيد الحي (أحمد الدرويش) رحمه الله (من أنصار الانفصال) !! ، وغير ذلك من الأوصاف التي سمعتها فجأة وبدون مقدمات ، وأنا ابن الحي وإمام مسجده ..!!

ولأني أعرف الحي فأنا المولود فيه وأعيش مشاركاً أهله أفراحهم وأتراحهم ؛ عندما أنظر إلى تلك الأوصاف مع إدراكي لدلالاتها ، ثم أنظر إلى من يُراد إلصاق الأوصاف بهم ؛ أتعجب كثيراً !!

 ولاينقضي عجبي عندما وصف موقع الكتروني مغمور فقيد الحي : (أحمد الدرويش) رحمه الله بأنه كان (رئيساً لاتحاد شباب الجنوب) ؛ في الوقت الذي يشهد القاصي والداني على دوره في منع بعض من حاولوا كتابة ورسم بعض الشعارات الانفصالية على جدران الحي وكان له ماأراد فرحمه الله رحمة واسعة.

 إن حي السعادة الذي تحمل مبانيه الخشبية أسماء مناضلي الثورة :(مدرم - الدلالي - المنصوب - باصهيب - عباس - عبود والقائمة تطول) ويحفل تأريخ رجاله برصيد نضالي كبير ، سواءً على صعيد تحرير البلاد من الاحتلال البريطاني ، أم على صعيد المشاركة الفاعلة في خدمة البلاد وتنمية المجتمع بعد الاستقلال وصولاً إلى تحقيق الوحدة اليمنية ، وقد اعتلى بعضهم مناصب رفيعة في الدولة قبل الوحدة وبعدها ، كما سالت دماء أبناء هذا الحي رجالاً ونساءً وأطفالاً عندما طالتهم نيران حرب صيف (1994) إلى بيوتهم وشوارعهم ، ولما انتهت الحرب ، فرح أبناء الحي بانتهائها ولملموا جراحهم وكفكفوا دموعهم وأحزانهم ..

 إن حي السعادة الذي يتحلى أهله بمكارم الأخلاق ومحمود الخصال من طيبة وكرم وتعاون وتراحم ومواساة وتكافل وغير ذلك من الفضائل ؛ إن حياً يملك كل ذلك وأكثر لايستحق إلا أن يُحترم ويُقدَر ويُشكر .. (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) ؟! سورة الرحمن آية (60) .

وعلى من لم يعرف الحي أن لايستعجل في الحكم عليه وعلى أهله فيصيب قوماً بجهالة ، وأن يأخذ بعين الاعتبار رأي العقلاء من أبنائه وهم كثر والحمدلله ..

 

وأن يستشير أعضاء المجلس المحلي في المديرية وعلى رأسهم وفي مقدمتهم الرجل العزيز الأستاذ / عوض مشبح الأمين العام للمجلس المحلي الذي قال شهادته عن الحي بصدق ووضوح ، وهو من أخبر الناس بالحي شيباً وشباباً وأطفالاً ، وله الدور البارز الذي يذكر فيشكر في تهدئة النفوس وتسكين الأوضاع .

 ويشكر الكاتب نعمان الحكيم على رشاقته ورقته في الدفاع عن الحي وأهله .

كما لا أنسى بالذكر والشكر الأستاذ /طلال الدماني ، والشيخ /حكيم الحسني ، والأستاذ /صالح الفقيه على ماقاموا به وبذلوه في أزمة الحي ، والشكر موصول كذلك لكل الرجال الشرفاء والوجهاء الأوفياء الذين ساهموا وسعوا واجتهدوا ليبقى حي السعادة سعيداً ..

أسعد الله أوقاتكم ..