السبب الحقيقي لتكريم الفنانة أروى !!
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 14 سنة و 4 أشهر و 13 يوماً
السبت 10 يوليو-تموز 2010 05:29 م

يبدو أن " التطنيش " ومقولة ( طنش تعش تنتعش ) قد أصبح شعار المرحلة دون أن ندري ليس هذا على الصعيد المحلي بل على المستوى العالمي الكل مطنش للكل على الآخر كمان .

أوباما والذي كنا نظن أنه سيأتي بالحنجل والمنجل والذئب من ذيله طنش لآمال العرب والمسلمين وواصل انحيازه للصهاينة والفراعنة حقنا اللاصقين بشلك على الكراسي وطنش للنداءات العربية والإسلامية وكنا نقول بعد خطبته العصماء في القاهرة : ارفع رأسك يا عربي فقد بانت الرؤية وظهر أوباما و"صبحت اللقية سود" كما يقول المثل اليمني وتبخرت الآمال وواصل سياسة سلفه ولسان حاله "أنتو من سكة وإحنا من سكة" ولم يكتف صاحبنا الأسود في البيت الأبيض بهذا بل طنش لنداءات الأمريكان بسحب القوات من أفغانستان رغم الفشل والخسائر معتبراً أن المعركة معركته على طريقة ( حبتي وإلا الديك ) ومع هذا جاءته جائزة نوبل للسلام وهي صاغرة وعلى طبق من ذهب " يا بخته " وهكذا الدنياء أرزاق وحظوظ و"من قوى صميله عاش" كما كان جدي يقول.

ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني يستلم الهدايا التي يبعثها رجال طالبان والمتمثلة بجثث القتلى القادمة بالعشرات ولسان حاله مع "أخوتك مخطئ ولا وحدك مصيب" .

إسرائيل مطنشة العالم من زمان وضاربة رجل على أخرى كما فعل عبد الملك الحوثي عندما عجل الله فرجه وظهر قبل أشهر في تسجيل مصور. 

الحكام العرب وهؤلاء طبعاً قد دخلوا موسوعة غينيس للأرقام القياسية في تطنيش شعوبهم وأصبح شعارهم ( طنش شعبك يتبعك ) .

في اليمن التطنيش ما شاء الله تبارك الله أكثر من الهم على القلب براً وبحراً وجواً ولأن الناس على دين ملوكهم فالشعب اليمني مطنش بعضه البعض لدرجة رثاء تستدر إشفاق العدو قبل الصديق والكافر المحارب قبل المسلم المسالم .

السلطة مطنشة لنداءات العقلاء وتقارير المنظمات الغربية تسوق الناس بصميل أخضر لقلة الخير تدفع أبناء الجنوب لينضموا للحراك وأبناء الشمال لينخرطوا في القاعدة وعلى قاعدة ( ضربني وبكى وسبق اشتكى ) تقصف فتقتل مسئوليها ومواطنيها وتشكوا من الإرهاب وتطالب العالم بالدعم وكله لظهر القاعدة وجاك من عرور ودعممه وبيانات حنانة طنانة في التلفزيون تقرأها المذيعة وتخرج تدور على حقها البالطو المسروق ومن يسلفها أجرة الباص .

حمى الضنك تفتك بأرواح المواطنين في بعض المحافظات ووزارة الصحة لسان حالها: إحنا ما لنا ؟! خليهم يموتوا يا أخي يرتاحوا مش في حديث يقول : ( إن الحمى تكفر الخطايا والذنوب ) خليهم يكفرون عن ذنوبهم وخطاياهم ويموتوا أنقياء.

وليس بعيداً أن يكون الخبرة أصحابنا قد أصدروا بيان ينص على أن انتشار حمى الضنك مؤامرة من عناصر القاعدة والحراك وأعداء الوحدة وضد الحكومة ورجالها الوحدويون الشرفاء !!

تنقطع الكهرباء عن المدن الساحلية فتبلغ الروح الحلقوم ويموت الرضع ويشيب الأطفال وتعاني النساء ويترك الطلاب المذاكرة والوزير يصرح بأن في مطلع عام 2011م سيودع اليمنيون مأساة انطفاء الكهرباء وهو يقصد 2011هـجرية وليس ميلادية لأننا نحن أبناء اليمن منذ خمسين عاماً عجاف نسمع مثل هذه التصريحات ونطنش لكن في العراق البلد المحتل والمنكوب عندما انطفأت الكهرباء قامت الدنياء ولم تقعد وخرجت المظاهرات في كثيرا من المدن وهيئة علماء المسلمين ما قصرت ناصرتهم بالفتاوى وخرج رجالها معهم في صورة من صور الالتحام بالناس وهكذا فليكن العلماء . 

والخلاصة طالما أننا في عام التطنيش للجميع فقد قمت بدوري في هذا المجال على أتم وجه وطنشت للمؤجر الذي يطالب بإيجار شهرين وطنشت لصاحب البقالة وطنشت لقناة الجزيرة فلم أعد أتابعها وقررت الاستراحة من سماع أخبار القتل وسفك الدماء وإزهاق الأرواح والكوارث البيئية والانهيارات الاقتصادية ودسائس العرب العاربة ومزايدات المستعربة وصياح فيصل القاسم الذي يحرش بين الإخوة والمرء ويده ورجله واستطلاعاته التي يجريها حول القضايا التي يناقشها مع الضيوف دائما تسجل نسبة 99% شانها شأن نتائج انتخابات الزعماء العرب وأظنهم قد شرعوا في السنوات الأخيرة يعملوا تخفيضات للشعوب في النسبة قد تنازلوا كثيرا ووصلوا للثمانينات وهذا خير كثير وبركة ومكرمة منهم من كان يتوقع أن يتنازلوا عن هذه النسبة التي ثبتت لعشرات السنين.!!

ولعل آخر صرعات التطنيش اليمنية ما طالعتنا به الأخبار عن منح الفنانة أروى جواز سفر دبلوماسي تكريما لجهودها في نشر الأغنية اليمنية وكنا نظن حتى الأمس القريب أن الهم الأول للدبلوماسية اليمنية هي تأمين الميزانية وإقناع المانحين والإنس والجن بدعم اليمن واتضح لنا أننا كنا على خطأ فالهم الأول للدبلوماسية اليمنية هو نشر الأغنية اليمنية لأننا حينما ننشر الاغنية سنقضي على كل مشاكل اليمن المزمنة ونحقق النهوض الحضاري والتنموي.!!

 أما عن التكريم الذي نالته الفنانة أروى والذي يظهر من التكريم لأول وهلة هو عن جهودها في نشر الأغنية اليمنية وهذا هو رأس الجليد الظاهر ففي الأمر غموض وقد رجح العديد من المراقبون أن التوجيهات الرئاسية جاءت في الحقيقة لدور الفنانة الرائد في كسر حصار غزة ولكنها أخفت هذا الأمر عن وسائل الإعلام خوفا على الفنانة من عيون الحاسدين ومكر المتأمرين لقد أكتشفنا بالأمس أن الذي قام بكسر الحصار عن غزة ليس أسطول الحرية والجهود التركية بل الفنانة أروى ويا خيبتنا الثقيلة تصورا ضللنا الإعلام وكذبت علينا قناة الجزيرة عندما كانوا يصورا لنا أحداث أسطول الحرية المزعوم وهو كما أتضح بالأمس فيلم مدبلج يعلم الله في أي جزيرة صوروه فالذي كسر حصار غزة هي الفنانة أروى والجواز الدبلوماسي قليل عليها ومفروض نعمل لها تمثال بجوار مجسم الإيمان يمان والحكمة يمانية حتى يتعلم طلاب جامعة صنعاء كيف استطاعت هذه الشخصية الفذة أن تغير مجرى التأريخ وتأتي بما لم يستطعه الأوائل ولا نامت أعين الحاسدين .!!