نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية #لا_لتطييف_التعليم.. حملة على مواقع التواصل الإجتماعي تكشف عبث الحوثي بالمناهج وقطاع التعليم حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين أول رد لتركيا بعد هجوم حوثي استهدف احدى سفنها
* علوي الباشا بن زبع
كتب الصحفي السيد ديفيد فينكل في صحيفة الواشنطن بوست عن انطباعاته وما شاهده خلال زيارته لليمن، والتي يبدو انها كانت منصبة على تجربتنا مع المعهد الديمقراطي الأمريكي ومديرته الاقليمية في صنعاء السيدة د.روبن مدريد، وخلاصة ما كتبه تتضح من عناوين حلقاته الثلاث، من (18-20/12/2005م): - الاولى : المثل الامريكية تواجه الواقع اليمني.- الثانية : كفاح من اجل السلام في مكان لا ينتهي فيه القتال.- الثالثة: الخيار المؤلم / البرنامج يوازن ما بين أمر الزعيم في مقابل احتياجات القبائل.ولأهمية ما اورده السيد فينكل حول قضية الثار القبلي ومحاولاتنا في المنظمة اليمنية للتنمية والسلم الاجتماعي والمعهد دراسة هذه القضية المستعصية والتعريف بهاوالمساهمة في معالجتها فان لي على ما كتبه فينكل التعقيب التالي: - بداية لا يسع المرء –رغم بعض التحفظ- الا ان يسجل الشكر للكاتب ولصحيفة عملاقة بحجم الواشنطن بوست، على الاهتمام بشأن محلي بحت كقضية الثأر في مجتمع غير معروف لملايين من القراء في الولايات المتحدة والغرب، كالمجتمع القبلي في بلد محدود الموارد كاليمن. وهذا ما نعتبره أحد المثل الاميركية التي تستحق الاعجاب، وهو السلاح الاكثر فاعلية في التأثير على عواطف الناس وفي تغيير كثير من المفاهيم العالقة في الذهنيةالعربية، ومنها الاعتقاد بان الاميركان لا يهتمون الا بمواقع الثروات والموراد وجماعات الضغط والمصالح.- كمواطن يمني – رغم مالنا من مآخذ على أداء الحكومة اليمنية –اتحفظ على ما اورده الكاتب من العبارات التي تعتبر عندنا مسيئة في حق الرئيس اليمني كرئيس دولة لا يصح تناول شخص بشكل مباشر حسب المفهوم الشائع في الثقافة العربية ،مع ادراكي ان مايعتبر في ثقافة العالم الثالث نقداً غير جائز، يعتبر بالنسبة لكاتب وصحيفة امريكية أمراً اعتيادياً وجائزًا في اطار حرية التعبير (بالمناسبة، حرية التعبيرهي موضوع رسالتي للحصول على درجة الماجستير).ولست هنا متحدثا باسم الرئيس او مخولا عنه لاناقش ما ورد في هذا الموضوع فالامر يعني الجانب الرسمي وهو اعلم بمدى الحاجة للايضاح من عدمها.- إن ما يعنينا هناهو التعقيب على بعض النقاط ذات الصلة بالشأن القبلي، وعمل المنظمة (مشروع مكافحة الثأر)، أو مااسماه الكاتب بـ (مشروع مدريد) وشخصيا أميل الى هذه التسمية، فمدريد للأمانة أاكثرنا، أطراف المشروع جهداً واصراراً على النجاح ، إنها بالفعل تعني ما تعمل، ولديها قدرة كبيرة على العمل وتحدي البيروقراطية. ولعلنا والسيدة روبن مدريد قد نجحنا معا إلىحد ما في تحقيق النظرية السياسية الجديدة، التي يسمونها (الدبلوماسية الشعبية او المباشرة) في أصعب المناطق واكثرها تعقيدا. ان ما نريد ايضاحه في هذا التعقيب، في اطار ما يعنينا كمنظمة ، يكمن في الآتي: كنت اتمنى على الصديق فينكل ، وهو صحفي نشط مغامركما بدأ لي من عينيه الحادتين وحركاته الملفتة، وابتسامات الاستغراب التي كان يوزعها على الحضور اثناء وجوده معنا في ورشة تدريب في مدينة المكلا –حضرموت في يوليو2005م- كنت اتمنى لو أنه كلف نفسه عناء ترجمة نظام المنظمة واوراق العمل والكتابات المتعلقة بموضوع الثأر والمجتمع القبلي في اليمن. فلو انه فعل لكان قدم صورة اكثر وضوحا عن موضوع الثأر والمشروع معا. فات السيد ديفيد ان يشير الى المواقف المتقدمة للقبائل المساندة للحكومة اليمنية فيالحرب على الارهاب، فهذه المواقف هي السبب الاهم الذي جذب المعهد الديمقراطي والكثير من البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية العاملة في اليمن الى الالتقاءبالقبائل والى الاعتراف بخلو مناطقهم من جماعات التطرف. وشجعهم هذا الموقف –بمبادرة روبن مدريد- على الاهتمام بزيارة بعض المناطق، والتعرف علىمشاكلها وفي المقدمة منها مشكلة الثأر.ليس من العدل الايماء الى ان المبادرين لتأسيس المشروع والمنظمة يريدون مالا، بدليل انهم صرفوا على ذلك الكثير من المال والجهد والوقت منذ بداية الفكرة في صيف 2004م وحتى الان، في مبادرة فردية تطوعية غير مسبوقة في هذه المناطق، قياسا بالعامل الزمني والاتساع الجغرافي وعملية التمثيل التي تجاوزت التعقيدات الموجودة في الوسط المستهدف من المشروع، والسيدة روبن تعرف هذا جيدا . لم أسمع ان أحدا من الاخوة الذين التقوا بالاخ الرئيس قد نقل عن الرئيس كلاماًُ يسئللأميركان او لمديرة المعهد، ولا اظن ان من اللائق هكذا التطرق لهكذا موضوع ، كما استبعد نقلاً كهذا فالقاعدة العرفية عندنا ان المجالس امانة. لم نََبلغ كمنظمة حتى الآن بأي توجيه رئاسي رسمي يمنع الاستمرار في المشروع، وكلما نعلمه بأن الاخ الرئس رحب بالفكرة وابدى استعداداً لدعمها، هذا ما فهمناه من فخامتهحينما التقيت به في صيف 2004م،على خلفية بداية التفكير في المشروع، وحينما التقى به بعض الاخوان في صيف 2005م، ومن يومها لم نتلق اي اعتراض من الرئاسة على غرار ماسمعنا انه حدث مع المعهد وممثله السيد ليس كامبل . ولا نزال نأمل ان مزيداً من ايضاح صورة المشروع على حقيقته، كفيل بتسهيل مهمة استئناف مشروع انساني ضروري لهذه المناطق يخدم وجود الدولة فيها، قبل ان يخدم ابناءها، فليس في الامر ما يبعث على القلق ونتوقع تفهم الرئيس للأمر. ليس مستغربا على البيروقراطية اليمنية الأميركية ان تقف حجر عثرة أمام جهد انسانيمن هذا النوع، فالبيروقراطية في اليمن كما هي في اميركا وفي اي مكان من العالم بيئة داعمة للإرهاب ،فهي تقف دائما عبر التاريخ امام كل عمل خير لتحمي الشر وتعينه على الاستمرار والحياة، وانما الغريب هو ان تتناغم الدبلوماسية اليمنية الاميركية مع البيروقراطية في مواجهة مشروع مدريد . ولا ادري كيف سمح لنفسه كل من وزير الخارجية اليمني والسفير الاميركي بصنعاء ان يتفقا على ان البرنامج يجب ان ينتهي، أوأية مصلحة للعلاقات الثنائية في قتل مثل هذه الفكرة. ولماذا يضيعون وقتهم في مواجهة مشروع صغير بهذا الحجم، مع أن لديهم قضايا كبيرة اكثر اهمية على طاولة البحث لم يحدثوا فيها التقدم المنشود. وهل نسوا انهم لا يستطيعون ان يقنعوا المواطن البسيط هنا او في اميركا بان هناك حقوقاً للمرأة في اليمن، بينما القبيلة بكل حجمها السكاني وثقلها الاجتماعي وتأثيرها السياسي لا تملك الحق في العمل لمواجهة كارثة اجتماعية مثل كارثة الثأر.
اخيرا أسجل هنا للرأي العام بأننا لسنا طلاب مال ولا دعاة تدخل خارجي في الشأن الوطني. اننا ننشد السلام والامن لنأمن على انفسنا واجيالنا من خطر الثار الذي يحصد الارواح ويسفك الدماء وييتم الاطفال ويرمل النساء ويدمر البسمة على كل الوجوه. نريد ان يعلم الجميع ان هذه الظاهرة هي التي تقف وراء تعثر التنمية وتضعف سلطة النظام والقانون في المناطق المستهدفة،وهي التي تساعد على اتساع الفقر والامية وتؤدي الى الكثير من الاعمال غير المشروعة كخطف الاجانب وقطع الطرقات وعرقلة الأمن والاستقرار والسكينة العامة. نقولها بصراحة هذه هي قضيتنا. اننا نواجه حربا مع ارهاب من نوع خاص هو الثأر الاعمى. اتفقتم معنا أم لم تتفقوا سنستمر في مكافحة الثار ما استطعنا، والتأويلات الفارغة للبيروقراطية المتخلفة لا تعنينا. فكفانا ارهاباً ثأرياً ولسنا في حاجة الىارهاب سياسي من نوع آخر.
* نائب رئيس المنظمة اليمنية للتنمية والسلم الاجتماعي