الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية #لا_لتطييف_التعليم.. حملة على مواقع التواصل الإجتماعي تكشف عبث الحوثي بالمناهج وقطاع التعليم حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين أول رد لتركيا بعد هجوم حوثي استهدف احدى سفنها 49 فيتو أمريكي في مجلس الأمن ضد قرارات تخص الاحتلال مصادر تكشف عن قوات عسكرية في طريقها إلى اليمن
مأرب برس ـ تحقيق ـ وردة العواضي:
هروب الفتيات من المنازل .. ظاهرة تهدد المجتمع اليمني !
أصبحت ظاهرة هروب الفتيات من المنازل ظاهرة عامة يشهدها الوطن العربي ,واليمن بصفة خاص.. ..وأسبابها متشابهة تقريبا مع اختلاف ظروف كل مجتمع.. وعلى الرغم أن هذه القضية في اليمن لم تعد مجرد حالات كما يدعيها "البعض وأصبحت ظاهرة إلا إن المجتمع مازال يعترف على مضض بوجود مثل هذه الظاهرة ويرفض الاعتراف بها .
الظاهرة بدأت في التفاقم منذ بداية 2000م،وأصبحت شيئاً لا يمكن إخفاؤه أو السكوت عنه ..فالأسباب التي تدفع الفتيات إلى ذلك موجودة وفي تفاقم مع مرور الوقت....وليس التكتم والهروب من المشكلة بحل لها،فهي قضية اجتماعية اقتصادية تؤثر على الفرد داخل أسرته وبالأخص على المراهقات بسبب عوامل منها الفقر و التفكك الأسري إلى جانب نقص الوازع الديني و الرقابة من الأسرة والمدرسة .... فهي تبدأ بفتات وتنتهي بكومة من المشاكل ،وهي قضية حاول المجتمع إخفاءها تحت طاولة العيب وعدم الإفصاح عنها حتى أصبحت اليوم, ظاهرة لا يمكن لسكوت عنها .....
معدل الهاربات
البلاغات عن هروب الفتيات خلال العام الماضي 2005م تؤكد انها ظاهرة لا يجب التهاون فيها بل لابد من سرعة الالتفات اليها من قبل الاسر والمدارس والجهات المعنية... وفي احصائية لحالات الهروب للعام 2005م تبين أنها ارتفعت ارتفاعاً ملحوضاً كما تؤكد التحريات و التي تفيد بالاتي: في شهر يوليو الماضي تم الابلاغ عن هروب ثلاث حالات 12عاما,18عاما, و12 عاما تم العثور عليهن( ولم نستطع معرفة كيف تم العثور عليهن ).
وفي شهر اغسطس ابلغ عن هروب تسع حالات من بينهن اجنبية واعمارهن:15عاما,30عاما,35عاما,وثلاث اخوات هربن في نفس اليوم 18,20,22 عاما,واخريين:10 سنوات وامراة في الاربعين .... وفي شهر سبتمبر ثماني حالات اعمارهن (14،18،18،19) عاما في مدينة الاصبحي ش 22مايو,وأخرى عشر سنوات,وحالة عمرها30عاما تعاني من حالة نفسية كما ذكر في البلاغ وحالة لإمراة عجوز تبلغ الثمانين....
وفي شهر نوفمبر تم الابلاغ عن 12 حالة هروب واعمارهن:28,20,13,38,18,18,11عاما وأخرى في الصف الخامس كانت تتسول وتم العثور عليها وأربع حالات,21,14,16,18عاما والاخيرة تم العثور عليها من قبل افراد النجدة، مع شاب تزوجها بشكل عرفي ...
وفي شهر ديسمبر وصلت الى عشرين حالة هروب كان اخرها امراة في العشرين متزوجة هربت من اضطهاد زوجها وسرقت مبلغ من المال خمسون الف ريال من والديها..,والبقية اعمارهن :25,20,13,11,17,18,22,24,16,15عاما واخريين مصابتين بحالات نفسية,واخريات أعمارهن37,21,18,20 عاما,وثلاث حالات كبار في السن في ال70و80و60...
هذا بالنسبة للحالات التى تم الابلاغ عنها ,ولكن ماذا عن الحالات التي لم يبلغ عنها بعد ..,وكم سيكون المعدل الحقيقي لهروب الفتيات في اليمن ...!!1
مراهقات هاربات ....
يقول احد رجال التحريات ان اكثر المحافظات التي يتم منها الهروب هي محافظة حجة التى يقل فيها الوازع الديني حسب قوله ,وريمة وإب,ووصاب وعدن,حيث تهرب الفتيات مع شباب وتتراوح اعمارهن بين 14 –20 عاما, والهاربات من محافظة عدن يهربن الى محافظة صنعاء والعكس الهاربات من محافظة صنعاء يهربن الى محافظة عدن ..ويتم العثور عليهن من الفنادق من خلال البلاغات التى تم الابلاغ عنها عن طريق الاهل ,حيث نقبض عليهن يرقصن أو يلهين مع الشباب,وهناك شبكات دعارة تستقطبهن وتدفع بهن الى الهروب والانظمام الى الشبكة ...
وعن أخر حالات الهروب يقول انها كانت عملية هروب فتاتين في ال17و16عاما من عائلة اغتربت في امريكا وكانوا عائدين لتوهم من امريكا , ضبطن في احدى الفنادق مع شباب وحبسن مع الشباب ومازال الشباب في الحبس ,اما البنات فقد هربن مرة اخرى من بيتهن ليعاودن الكرة مرة اخرى ...
كذلك هروب فتاة في ال15 من عمرها في اول اعدادي ,الي تعز مع الشاب الذي تحبه وأرادت الزواج به وعلى علاقة غرامية معه .. بعد أن اختفت قبلها في بيت صديقتها لمدة يومين ,وامسك بها بعد ذلك عن طريق أهل الشاب الذي هربت معه , وعن سبب هروبها فقد اتضح انه بسبب محاولة اهلها تزويجها بابن عمها الذى لا تريده .
من متنزهات الشيشة الى الضياع وعن الاسباب الاخرى للهروب او ما يسمى بالهروب غير العادي داخل العاصمة يقول احد رجال التحريات ان المسألة تبدأ بمصاحبة صديقات السوء والذهاب معهن الى المتنزهات للشيشه فتمكث هناك وقتا طويلا الى ان تكتشف انها تاخرت عن العودة الى البيت وبسبب الخوف من عقاب الاهل لا تعود الى المنزل ويكون اول طريق الضياع والهروب ....
وقبل خمسة شهور من العام الماضي 2005م هربت ثلاث اخوات من حي القاع الى عدن ويذكرن انهن عملن في المراقص هناك .....
بحثا عن دفء مفقود وبسبب غياب دفء وحنان وحب الاسرة تبحث الفتاة عن تعويضه خارج البيت معتقدة انه ملجأها الوحيد من جحيم اسرتها ولان مفهوم الحب اصبح مجرد ا فراغ عاطفة يعاني منه ا لشباب والشابات فيقعون في طريق الضياع ....وقبل عام هربت فتاتان شقيقتان 25عاما معاقة والاخرى 13 عاما من بيتهن بسبب معايرة اخوانهن من الاب بالسمعة السيئة لامهن, مع شابين اشقاء في شقة استاجرتها البنت المعاقة فوالدها اودع لها مبلغاً من المال في البنك ..وعندما تزوج بها الشاب (عرفي) واكتشف الاهل ذلك وحاول الاخ الاكبر للشاب ستر الموضوع وسحب البلاغ من المباحث وتزويج اخوه بالفتاة, تهرب الاهل ورفض اخوتها لان لديها مبلغاً كبيراً لا يريدون ان يصبح من نصيب الشاب الذي سيتزوجها ..وهكذا وحتى الان لاتزال العلاقة مستمرة بين الفتاة والشاب اما اختها الصغيرة فبدأت الانحراف مع الأخ الاصغر لذات الشاب في المتنزهات والمطاعم ومجالس القات والاهل لايبالوا.....!
عدن أقرب من البيت
وفي عام 2001 هربت فتاتان من محافظة صنعاء الى عدن مع شباب وتم القبض عليهن عن طريق ابلاغ ابن عم احداهن بعد ان وقعت بين يديه صورة لابنة عمه وهي مع صديقتها وشباب في شاطىء عدن......
وفي نفس العام هربت فتاة في ال17 من عمرها مع شباب وبنات الى عدن ومكثت هناك ايام حتى ارجعها والدها ...وتعيش هذه الفتاة في ظروف اسرية مفككة بعد أن طلق الأب الام وهو لا يعمل والام هي التى تعمل وترسل للاولاد مصروفهم تحت رعاية الاب بسبب ظروف عملها في الطيران .....والفتاة تشتري ثمن سكوت ابيها باعطاءه المال ليتركها كما تريد ....
وحالة اخرى وهي فتاة في ال25 حاولت مرارا الهروب من رقابة اسرتها .. حتى نجحت بعد 5 سنوات من المحاولة لتصبح مغنية بعد ان غيرت اسمها حتى لا يصل اليها اهلها,,وتعيش في شقة مع فتيات وتعمل ما يحلو لها دون رقيب ...
وفتاة اخرى في ال23عاما ضاقت بها الدنيا بسبب تحرش زوج امها حسب قولها ..وبدأت تتعرف على شباب بحثاً عن صدر حنون تعوض به ما فقدته في بيتها ,,وكان طريق ضياعها شيئا فشيئا حتى هربت من منزل والدتها ثم الى عدن حيث ذهبت الى بيت يجتمع فيه الشباب والفتيات .......
وقبل عامين هربت فتاة 12عاما مع اخوانها الذين يصغرونها سنا من محافظة الحديدة الى صنعاء هربا من عنف زوجة ابيها ..وعملت في التسول وكانت هي واخوانها ينامون في حوش احدى اللوكندات في الحصبة وهناك استغلها صاحب اللوكنده ليشغلها في الدعارة مع زبائنه ,حتى اعتادت الفتاة على الامر الى ان تم القبض عليها خارج اللوكندة مع رجل اخر .....
وفتاة في ال15 من عمرها هربت من بيتها بسبب شجار والدها مع امها ترك الاب على اثره البيت, ما دفعها الى تحمل مسئولية الاسرة والعمل في البيوت . وبعد ذلك التحقت بالشرطة النسائية ثم بدأت تصاحب شلة من الصديقات سيئات السمعة , تذهب معهن الى المتنزهات حتى جاء يوم هروبها من المنزل ...وعادت بعدها بأربعة شهور ...... .
ولصمت الأهل ثمن
و هناك حالات سببها جشع الاهل الذين لا يهمهم الا ان تجلب لهم المال من أي طريق كان و مهما كان الثمن ....وتتحدث احدي المدرسات انه
قبل سنة كانت هناك طالبة مراهقة ياتي اليها رجل كبير الى المدرسة يدعي بانه قريبها وتختفي معه ثلاث ايام من يوم الاربعاء حتى السبت حتى انفضح الامر واكتشف الاهل الامر واخرجت الفتاة من المدرسة ولا يٌعلم مصيرها حتى الان ...!!
(مراهقات في المراقص ....)
ويفجر احد المقيمين في عدن مفاجأة بحجم الصدمة ( هروب البنات وتواجدهن في مراقص عدن يتم بطريقة منظمة و ضمن شبكة مسنودة تستقطب المراهقات من المحافظات عبر مندوبين في المحافظات يقومون بالتنسيق معهن ...)
ويقول احد رجال التحريات في محافظة عدن ان اكثر الهاربات الى محافظة عدن يهربن من محافظة اب وتعز وأعمارهن تتراوح بين 15-25 عاما,,ويتواجدن في مراقص عدن وشواطئها وهناك من تحترف مهنة الرقص وهناك من ترقص برضى اهلها معللاً السبب في ذلك بعدم سؤال الاهل او الابلاغ عنهن ...وهناك بيت كبير للدعارة يجتمع فيه الشباب والبنات الهاربات ويتم فيه حجز طلبات للزبائن حسب قوله ... ويؤكد انه ليس من حقهم القبض على أية فتاة داخل الفنادق اذا لم يبلغ الاهل عن هروبها ..واضاف انه ايضا ليس من حقة القبض على أية فتاة مع شاب وهم في الشاطىء حتى وان بلغ عنهم اهليهم حيث يعني ذلك سجنهم ستة شهور ..
وعن محافظة صنعاء قال احد الشباب الذي عمل كسكرتير في احد الفنادق في شارع تعز التي تحيا فيها مراقص ليلية ان الراقصات فتيات يمنيات مراهقات وزبائنهن خليجيين اثرياء يمطرونهن بمبالغ مالية من رأسهن الى اخمص أقدامهمن ...
وفي فندق اخر في الاصبحي حيث يتم ترتيب مواعيد فتيات مع رجال خليجيين كبار من وقت الظهيرة من الساعة الواحدة حتى الخامسة وبعدها يخرجون خارج الفندق ليبعدوا عن عيون رجال الامن و ليعودوا من جديد الى الفندق بعد الثامنة.. ,,وقالت احداهن والبالغة الثلاثين من عمرها انها تفعل ذلك لتصرف على بيتها والاسرة لا تسألها من اين تجلب المال.. ....
وقبل شهور تم اغلاق مطعم في نفس الفندق في حي الاصبحي الذي كان فاتحاً للدعارة ..
وعن جهود رجال المباحث حول التحريات عن هروب البنات قال احدهم انه يتم التوصل الى الفتاة الهاربة عن طريق ارقام تليفونات للشباب التى تتواصل معهم والوصول الى أية خيوط توصلنا اليها,..او من خلال شجار وخلاف يحصل بين شلة الشباب انفسهم ..وأكثرهم نضبطهم في مراقص عدن والمتنزهات...ولا نقبض الا على الذين تم الابلاغ عنهم او بيوت الدعارة,فنحن ليس لنا دخل فيما يحصل داخل المراقص..
أسر تنهش لحم بناتها
في المعتاد تحبس الفتاة داخل البيت من أجل حمايتها من التحرش الجنسي والاعتداءات التى قد تتعرض لها في الخارج...لكن كيف يكون الامر عندما يحصل هذا داخل البيت الذي هو بالنسبة لها المكان الآمن والحامي لها !!!!وعندما يكون هذا من ابوها او اخوها أي الأشخاص المفترض ان يكونوا حاميين لها !!
(س) فتاة هربت من بيتها بعد ان تعرضت للأغتصاب من ابوها عدة مرات, منذ صغرها حتى اصبحت في عمر الصبا وبدأت تصاب بحالة نفسية فعندما تمشي لا تسير إلا وهي ملتصقة على الجدار من الخوف ....ولم تقف مصيبتها عند هذا الحد , فقد علم اخوها بذلك وطمع هو ايضا في أن يكون له نصيب مما يقوم به ابوه (ايش معنى انا) وراح الاخ يخبر اخوه الثاني بذلك حتى يصبح الناهشون للحم هذه الفتاة اخوين واب,..فعندما حاول الاخوان الأعتداء على اختهما جنسيا رفضت (س) واعترضت حتى وصل الخبر الى امها ..وكانت الصدمة الاكبر للفتاة من ردة فعل امها التي حطمت لها كل سقوف الحماية ..عندما تركت الام ابنتها لهذه الوحوش قائلة :(خذوها واشبعوا فيها ..) واخذت الام تحمى ابنتها الاخرى ترسلها الى قرية تحميهن من وحوش البيت وتترك ابنتها (س) لهم ,بعد أن شكت بها واتهمتها بانها هي التى اغرت ابوها منذ ان كانت طفلة ففي اعتقادها(ألام) لماذا الاب يقوم بذلك اذا لم يجد اغراء من ابنته الطفلة ..!!!!!!! ولماذا يطمع الاخوان بها إذا لم يكن السبب منها هي ..!! وبعد هذه الكارثة هربت الفتاة من البيت واصيبت بحالة نفسية حادة تسمى (هلوسة سمعية وبصرية) فتتخيل ان ابوها الوحش يلاحقها في كل مكان ويتتبع خطواتها,حتى وصل بها الحال ان ضربت رأسها ضربة مؤثرة ظانة بأن ابوها الذي قام بذلك,واسعفوها الى المستشفى,و بعد ان اخضعت الفتاة لعلاج نفسي,قام العم بأخذها معه الى بيته ,وعندما علم الأب الوحش بوجود ابنته في بيت اخوه اصر بان يستعيدها..واثناء هذا قامت زوجة العم بسب (س) ونعتها بالمنحرفة وانها تخاف منها من زوجها الذي هو عمها ان تغريه...فهربت الفتاة من بيت عمها ..ومن اسرة لم تجد منهم سوى النهش في لحمها ..
الأم تدفع الثمن
حالة اخرى فتاة صغيرة تتعرض للاغتصاب من ابوها منذ اعوام وعندما اكتشفت الام ذلك قامت بفصل فراش الأبنة عن فراش الأب,وعلم الأب بان ابنته كشفت ما يفعل بها ,فثار لكرامته "كيف تجرؤ ان تبوح بهذا "فأخذ الآلي ليقتل ابنتة حتى يغطي على جريمته البشعة , واثناء محاولة تصويب الآلي عليها والأم تقوم بحماية ابنتها , ردت الأم الآلي عليه(الاب) اثناء طلقة للنار وجاءت عليه الطلقة ومات...وتحولت القضيه الى المحكمة متهمة فيها الأم التى كانت تدافع عن ابنتها بأنها قتلت زوجها عمدا ,واخبرت الأم المحكمة عن ماحدث وكيف كان الأب يعتدي على ابنته جنسياً وانها كانت في حالة دفاع عن النفس وتزيح الآلي عن ابنتها ,,لكن وقبل ان تشهد الفتاة في المحكمة عن ما حصل وعن اعتداء ابوها عليها جنسيا , جاء العم يهدد ابنة اخوه بانه سوف يقتلها اذا تلفظت على جريمة ابوها ..وخافت الفتاة ولم تشهد في المحكمة ..ولبست الأم التهمة لأنها حاولت الدفاع عن ابنتها .....فهل يعقل ان تشعر فتاة بالأمان في بيتها وتبقي فيه وهي تشهد كل هذا ...!!؟
إقبلي وإلا....
كذلك حال الفتاة (ج) التي هربت من البيت بسبب ما تشهده من فسق يقوم به ابوها السكير داخل البيت, و احضاره إمرأة اخرى يزني معها داخل البيت , وعندما حاولت الأم ان تعترض هددها زوجها بانه سيقتلها وسيدعي انه وجدها هي التى تقوم بالفاحشة مع رجل اخر وقام هو بحماية شرفه كما اعطاه القانون هذا الحق ,..فسكتت الام ولم تحتمل الفتاة مشاهدة هذه المناظر في البيت وهربت ولا احد يعلم مصير تلك الفتاة ..
ضحية زواج مبكر
اما حالة (م)فقد شعرت بالظلم من قبل أهلها عندما زوجوها وهي صغيرة لا تعرف شيئاً عن الزواج لرجل يكبرها سناً, وكان زوجها يعاشرها بالقوة حتى صارت الفتاة تشكو لأهلها انه يغتصبها,فهي صغيرة عن الزواج .وعندما لم تجد من يفهمها ويسمع لها هربت من قريتها الى صنعاء وتولد لديها شعور بالانتقام من اهلها, و راحت تمارس الدعاره ظانه ان ما حصل لها من تزويج اهلها لها هو ايضا شبيه الدعارة لكن بدون رضاها ..فاصبحت الفتاة تمارس كل انواع الدعارة حسب ما يطلب منها الزبائن وتمرست في هذا وعادت الى قريتها محمله بالمال ..واستقبلها اهلها ولم يسألوها :"لماذا هربت ولا من اين لك هذا ؟..واخذت (م) تحرض بنات عمها على الهروب معها وتقنعهن بانهن سيعملن ويجنين المال ..واخذتهن الى صنعاء لتدخلهن الى الشبكة وتعلمهن الدعارة وكانت بنات عمها يرفضن ان يفعلن هذا إلا بالزواج..حتى وصل الأمر ب(م)الى ان تمارس الدعارة امام اعين بنات عمها لتحريضهن وايضا ممارسة اللواط امامهن ..لكن الفتاتين اصرتا على موقفهن و
و الحلال فقامت (م) بتمثيلية زواج على بنات عمها واحضار مأذون وهمي وشهود وهميين وزوجتهن بعقود عرفية لتستغلهن في الاصل في الدعارة ..وهكذا قبض عليهن بسبب شكوى قام بها احد زبائن(م) التى رفضت المضي معه وامسك بها هي وبنات عمها وهن داخل المنزل المشبوه وبنات عمها يبكين ويقلن للشرطة انهن مع ازواجهن و لكن ماهو الدليل فليس هناك عقد شرعي يثبت ذلك .....
وفتاة اخرى في العشرين اعتدي عليها جنسيا منذ ان كانت في الثامنة ,وهربت من البيت بسبب تحميل امها لما حصل لها ..فعندما كانت صغيرة كانت امها تأخذها لناس معارفهم و لديهم ولد شاب يتحرش بها وكانت تخبر امها بذلك ,لكن الأم كانت لا تهتم بما تقوله الفتاة , حتى انها سافرت - الأم وتركت الفتاة لدى تلك الأسرة واستفرد الشاب بالفتاة واغتصبها , ومنذ ذلك اليوم والبنت لم تعترف بما حصل لها وحملت كرهها لأمها لانها السبب فيما حصل لها اذ كيف تتركها عند اسرة شكت فيها من ابنهم الذي يتحرش بها مسبقا ومرت السنوات والفتاة لم تحتمل العيش مع امها وهربت من البيت , وتقول الفتاة المتهمة: لم اوافق على هذا هو من اغتصبني ,انا كنت صغيرة ولم استوعب ما كان يفعله معي ..."...وتخاف الفتاة من البوح وفضح المجرم خوفاً من ان تكثر السكاكين حولها....
وحالة اخرى لفتاة صغيرة عانت الضرب والاضطهاد من اهلها الذين يطلبون منها تنظيف البيت والقيام باعمال اكبر من طاقتها الجسديه,حتى قررت الهروب ,فأخذت معها احلى مالديها من فساتين في بقشتها , وببراءة لا تعلم ما يخفي لها العالم الخارجي من مأساة ذهبت مع احد عمال البناء تحدثت معه فقال لها انتظري حتى انهي عملي وبعد ذلك اخذها معه الي بيته واعتدى عليها , لكن الفتاة كانت غير مستوعبة ما يقوم به الرجل معها, اذ كان يغتصبها ,ففي مفهومها ان العنف هو ذلك الضرب والصياح وهذا لا يحصل من هذا الرجل , الى ان اعتادت على هذا الأمر واصبحت تطبقه مع الآخرين وبعد ان قبض عليها وعلم اهلها بوجودها في السجن تبرؤوا منها ....
المجتمع مسئووووول...
وعن اسباب هذه الظاهرة الخطيرة , تعتبر الاخصائية الاحتماعية /انتصار الرداعي- التى تقوم بالعلاج لمثل هذه الحالات ,ان السبب الرئيسي في هروب الفتيات من البيوت هو انتشار ظاهرة الفقر الذي يعد العامل الأساس و التفكك الأسري من الطلاق والضرب وغياب الوازع الديني كمثل وجود حالات زنا المحارم التى تدفع الكثير للهروب الى الشارع...وايضاً غياب التربيه الصحيحة والتنشئة من داخل الأسرة, –تقول انتصار: فمن خلال الحالات التى وصلتني ،اقيس على انه ليس هناك في المجتمع تنشئةاجتماعيه صحيحه توجه وتوعى فيه الفتاة عن الأشياء الخاطئة والاشياء التي تؤدي الى الخطأ والوقوع فيه , ..ليكون هنالك وعي عند الكثيرات بان هناك حدود يجب ان لا تتعداها حتى لا تقع في المحظور, وايضا تتعلم كيف تدافع عن نفسها عندما تجد احداً يتحرش بها وتسرع في الإخبار عنه قبل ان تغتصب...ولكن ما يحصل من خلال هذه الحالات انهم لم يأخذوا التنشئة والتربية الصحيحة من اسرهم, فهم وجدوا انفسهم وقعوا في الخطأ دون ان يكون عندهم علم اودروس مسبقة بان هذه النار ستحرقهم اذا ما اقتربوا منها..فهم لم يأخذوا الدرس الذي يعتبر بمثابة الانذار والتحذير لهم عن الوقوع في الخطأ, فوجدواانفسهم وقوعوا في الخطأ وفي مرحلة اللاعودة وبالتالي يستمرون فيها بسبب ان المجتمع لن يقبل منهم التوبه ....
ثانيا : نستتنج من خلال حالة (م) التى هربت وعادت الى اهلها ولم يسألوها اين كانت؟؟ دليل على ان الرقابه الاسرية غائبة وعدم السؤال عن مصدر الاموال التى كانت عندها يدل على جو التفكك الأسري..وما قامت به (م)امام بنات عمها من ممارستها الزنا ,دليل انها لم تأخذ تربية وتنشئة توعيها لان تقف عند حد معين لا تتعداه ..فهي نشأت وليست امامها أية حدود تقف عند ها ....
وتتابع : وعندما تتعرض الفتيات للاغتصاب من محارمهن وهم من المفترض ان يكونوا الحامين لهن ...تصل الفتاة الى مرحلة تقول في نفسها :هذا ما يحصل لي من قبل محارمي وفي داخل بيتي الذي هو مصدر الامان لي...اذن فلأخرج..فالغريب ارحم ان يفعل ذلك ولا محارمي ...(..فتنطلق وتنساق الى الضياع.. )، ايضا تجد مثل هذه الفتاة انها لم تتعلم من اسرتها كيف تخبرهم عندما يحاول احد من الاسرة او من الخارج التحرش بها,فهي تسكت حتى يعتدى عليها تماما,فهي اخذت تنشئة جعلتها ضعيفة تخضع للتهديد وتخاف ويكون من السهل استغلالها.. وعندما تحاول ان تعترض وترفض يحصل لها مثل حالة(س) لاتجد من يحميها وترى الجميع يريد نهش لحمها فتسكت وتتدمر نفسيا او مثل حالة الأم التى حاولت الدفاع عن ابنتها ولبست جريمة قتل لم ترتكبها ويقف العم ضدها بدلا ان يقف معها,اذن هذا يجعل أخريات يسكتن ويتركن الأب في الحالات الشبيهة يعتدي على ابنته طالما النتيجة هكذا لا قانون سيحميهن ولا احد ......وحالةأم (ج)التى هددها زوجها بأنه باسم القانون سيقتلها ويقول انه كان يدافع عن شرفه اذا لم تسكت..دليل ان المجتمع يحمي الرجل , وهذا سبب يجعل الكثيرات يسكتن عما يحصل لهن من انتهاك ويتفرجن واولادهن يضيعون من بين ا يديهن لأنهن يعلمن في النهاية انهن في مجتمع ذكوري لن يصدقهن احد وسيكون اللوم عليهن دائماً ..فكيف يمكن ان نمنع هذه الفظاعه من التفاقم...وتؤكد الاخصائية :ان سكوت المجتمع عن هذه الظاهرة وعدم الأعتراف بها والأسراع في علاجها سيؤدي الى المزيد من الضحايا حتى يخرب المجتمع من الجذور والأساس ويصل الى حالة انهيار كامل لا قدر الله ولا يمكن بعد ذلك ايجاد الحلول والمقاومة ..ولربما نجد ذلك في كل بيت ..فالسكوت يفسر حالة رضى ولا يعبر عن شكل مجتمع محافظ...عندما يرى الضحايا ان المجتمع لا يفعل شيئاً لحمايتها وجوابه هو :عيب الحديث عن مثل هذه الأمور "تكون النتيجة هو دفعنا لهؤلاء الضحايا الى المزيد من الأخطاء وتشجيع الضحايا الجدد علىالخضوع والسكوت الى ان يدخلوا هم ايضا في نفس طريق الضياع ..فهم لا يجدون المجرم يأخذ جزاءه ..لكن عندما يعي المجتمع حجم هذه المشكلة نكون ساعدنا في رفع الغطاء عما يحصل في الخفاء ورفع الأكمام من الأفواه وسنجد هذه وتلك تبوح وتقول :ابي عمل ذلك ,اخي عمل ذلك ,فلان سوي بي ذلك .."نكون ضمانا الحماية للاخرين في كيف يستطيعون الدفاع عن انفسهم بالقول والإستنجاد بمجرد محاولة احد الأعتداء عليهم سواء من داخل الاسرة اوالخارج لأنها ستضمن من سيقف بجانبها ويسمع لها دون ان يسكتها بقوله :عيب لا تتفوهي بمثل هذه الفواحش ,فنحن في مجتمع محافظ "...فهذه الظاهرة لن تضر بسمعة المجتمع بل السكوت عنها هوما سيضر به ..
السكوت ..ليس حلاً
لست ادري لماذا الإصرار على عدم البوح و حتى لا تتكرر المأساة مع آخرين ...هناك ضحايا يتجرعون..يجب فتح الباب حول هذا الموضوع ودراسته...هل السكوت هو علامة رضى على ما يحصل ..!! الوضع لا يحتمل ان نسد اذاننا ونحجب اعيننا عن الحقيقة,,هناك جيل معرض للضياع..والأسوأ من هذا عندما تفقد الفتاة الأمانه في داخل بيتها!!وتتعرض للاغتصاب..
الأن الامر اكبر من ان يقول خطباء المساجد ان جلوس الفتاة في بيتها حل لحمايتها ... فهناك حالات تتعرض للاعتداء من محارمها ...اذن جلوس الفتاة في البيت لم يعد ضمان حماية كما يفترض فالمسألة هي اخلاق ووازع ديني يجب ان يتحلى به كل مسلم .. ..فمصيبتنا هي رفضنا للحقيقة وهي واضحة ونحاول ان نغطي الشمس بايدينا ...يجب ان ننتبه ونتعلم كيف يمكن أن نحمي البقية ..