إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء'' الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا
(يمن جديد .. مستقبل أفضل ) فقط للدعاية .. . وسلطة محلية ديكورا وبالتعيين فقط .
قانون السلطة المحلية مأساة فاجعة تستحق الرثاء والبكاء عليها كجزئية من واقع هذا الوطن المحكوم بمزاجية الفرد واستبداد الفساد ، ولعل إلقاء نظرة على قانون السلطة المحلية وما جرى له من تعديلات خلال الفترة الماضية يكشف عن حجم التهميش والإفراغ والإخلال لبنية السلطة المحلية وكينونتها وصلاحياتها ووجودها .
في البدء كان دستور دولة الوحدة الذي أعطى السلطة المحلية دورها ومكانتها الحقيقية في إطار مكونات النظام السياسي بموجب قانون الحكم المحلي الذي وفر البنية الدستورية والقانونية المكتملة الأركان لسلطة محلية حقيقية قائمة على شروط الديمقراطية والحريات وذلك كمكون هام للبناء المؤسسي للدولة .
بعد حرب صيف 94 التي ترتب عليها تراجعا عن الديمقراطية والمشروع السلمي لدولة الوحدة والانقلاب عن الالتزامات الدستورية تجاه البناء المؤسسي للدولة الامر الذي أفضى تلقائيا العودة بالبلاد الى عهود الشمولية فكان بالتالي دستور دولة الوحدة في تلك الظروف هو المستهدف الرئيسي والنتيجة المباشرة لاستحقاقات تلك الحرب كونه الحامل القانوني لمجموعة الشروط والمضامين والمبادئ الدستورية للبنى المؤسسية لهيكل الدولة اليمنية وقد تعرض الدستور في إطار ذلك الاستهداف لمشروع بناء مؤسسات الدولة الى إفراغ شامل لجوهر مضامينه المتعلقة بالضمانات والشروط والمبادئ الدستورية التي تنظم البناء المؤسسي للدولة والتي تتعارض مع رغبات الحكم الفردي ونزوعه للاستفراد بالسلطة المطلقة وكانت النتيجة طبيعية بمنطق القوة ان يتم إعادة تفصيل دستور يكرس الحكم الفردي ويركز السلطات والصلاحيات المطلقة في شخص فرد عوضا عن المؤسسات .
السلطة المحلية نالت نصيب الأسد من ذلك الاستهداف حيث تم نسف قانون الحكم المحلي كلية وإفراغه من محتواه وعليه تم تجريد السلطة المحلية نهائيا من سلطاتها وصلاحياتها و وجودها واستنسخ قانون منفصل أخر اختزل السلطة المحلية برمتها في مجرد إدارة محلية ملحقة تابعة لرئيس الجمهورية له مطلق التصرف في شئونها بموجب ماخوله ذلك القانون .
بعد ذلك في عام 2002 وتحت تأثير الضغوط الدولية المطالبة بإصلاحات ديمقراطية حقيقية اضطر الرئيس صالح ان يعلن عن انتخابات لأعضاء مجالس محلية أعطاها جزءا محدودا من صلاحياته واشترط نجاح هذه المجالس المحلية على ضوء تقديره وتقييمه لأدائها ، ولقد كانت تجربة المجالس المحلية صعبة بكل المقاييس اذ انها ظلت تعمل في شروط غير قابلة للحياة بدون امتلاك أية سلطات ومسؤليات الى جانب انعدام منظومة قانونية تشرع عملها وتحميها وتحدد الشكل القانوني والدستوري لوجودها الا فقط في اطار ما تم منحه لها من صلاحيات لاوجود لها أصلا ولقد كان الهدف من وراء ذلك هو إفشال تجربة المجالس المحلية كنواة لسلطة محلية منذ البداية لقطع الطريق على أية اصلاحات حقيقية ممكنة ووأد تجربة المحليات في مهدها خوفا من تراكم وتطور ايجابي يسهم في اتجاه تاسيس ديمقراطية حقيقية تثبت الحقوق الوطنية وتعيد للارادة الشعبية اعتبارها .
التجربة كررت مؤخرا مرة ثانية في اطار نفس الظروف القائمة والمعطيات التي تعمل في ظلها المجالس المحلية وأعضائها الذين لايعدون اكثر من مجرد موظفين في ادارة تابعة ملحقة لا سلطة لها أصلا ووجودها فقط ديكور أضافي في تزيين لوحة الديمقراطية أمام الخارج والضغوط الدولية ولضمان استمرار استدرار المساعدات والقروض .
ان استمرار التعامل مع السلطة المحلية بهذا الشكل وانتقاصها وإفراغها من مهامها ومسؤولياتها ووظيفتها انما يهدف لافشالها للوصول الى حالة من الاحباط بعدم جدوى الاصلاحات الديمقراطية في طريق البناء المؤسسي للدولة الامر الذي يكرس الحكم الفردي في حياة الشعب كأمر واقع لا يوجد ماهو أفضل منه وكذا يصب في صالح قوى الفساد وسطوتها وتعزيز نفوذ الفردية والاستبداد الذين يرون في سلطة محلية حقيقية بداية توجه حقيقي نحو الديمقراطية كجزء من رد الاعتبار للارادة الشعبية الأمر الذي يعتبرونه مصدر خطر على المصالح وحدا للنفوذ وتقليصا للسلطة المطلقة في كل شئ .
أخر تطورات ملف السلطة المحلية هي وعود الرئيس في برنامجه الانتخابي بايجاد سلطة محلية حقيقية بصلاحياتها ومؤسساتها وانتخابات المحافظين مباشرة كجزء من الإصلاحات الموعودة في البرنامج لكن سرعان ماعاد الرئيس عن كل ماوعد به في شهر رمضان الفائت واعتبر ذلك مفاجأة عندما اعلن تراجعه عن اجراء انتخابات مباشرة للمحافظين ورؤساء الوحدات الادارية وأعاد موضوع انتخابات المحافظين الى المجالس المحلية بدلا عن الانتخاب المباشر من الشعب وذلك في شكل أخر للتعيين مثلما جرى عندما قام بتعيين شخصا بديلا عنه كرئيس لمجلس القضاء الأعلى وألان موضوع انتخابات المحافظين احيل الى لجنة شكلها الرئيس نفسه لدراسة وتقديم اليات وحلول لطريقة انتخابات المحافظين حسب رؤية صالح بدلا من ان يكون هناك قانون ينظم مختلف شئون السلطة المحلية .
الأمور التي تبعث على الحيرة والاهتمام والأسئلة التي تطرح نفسها بقوة هي :
ماهي مبررات المخاوف والقلق من الانتخابات المباشرة للمحافظين ورؤساء الوحدات الإدارية وإعطاء المحليات سلطاتها وصلاحياتها لأداء مسؤولياتها ووجباتها ؟
لماذا كل هذه محاولات الالتفاف المستميتة للحيلولة دون تمكين السلطة المحلية من استكمال هيئاتها وبنيتها لتكون سلطة محلية حقيقية جزءا هاما من مكونات الدولة والنظام السياسي ؟
كيف يمكن تفسير وفهم تناقضات الديمقراطية اليمنية التي تسمح لليمنين بالانتخاب الحر والمباشر للمنصب الاول في البلد الذي يمثله هرم السلطة التنفيذية وهو رئيس الجمهورية بينما تنتقص من حقوقهم وتحرمهم من انتخاب ممثليهم في ادارة وتصريف شئونهم المحلية والبلدية ؟
لا ندري كيف نفسر حال الديمقراطية اليمنية هل هي ناشئة أم متوسطة ام متقدمة ؟
وان كان اليمنيين على مستوى من الوعي والتأهيل والإدراك بالديمقراطية قد جعل انتخابهم للمنصب الأول والهام في البلد حقا أساسيا من حقوقهم الدستورية فمن البديهي ومن باب أولى ان يسمح لهم بانتخاب رؤساء وحداتهم الإدارية والمحلية كحق طبيعي بسيط جدا لاجدال عليه ! ! !