وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين
في العصر الحاضر وخاصة في بلاد الإيمان والحكمة ،كشر المنكر عن أنيابه، فهو كالحرباء متلون، وكالشيطان متغير، فصوره متعددة، وألوانه مختلفة ، يأتي على شكل موجة من الشهوات ، أو طائفة من الشبهات ، وعاصفة من الكذب والافتراءات، أو رذاذ من الكلمات المبتذلات ، تقذف من هنا وهناك ، هدفها الطعن والسخرية بالإسلام وحملته ، وهذا ما نشاهده في بعض الصحف الغثائية ، مستقلة وحكومية ، أو المواقع الالكترونية ، أو البيانات الارتزاقية ،وهذا ليس بغريب ، فالله عز وجل قال \" إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ. وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ \" سماهم الله مجرمين ،لأنهم من المؤمنين يضحكون ويسخرون، مرة ومرات ، مرة على شكل كاريكاتير خبيث، وأخرى على هيئة مقال سخيف ، لا يعبر إلا عن خبث صاحبه ، وفساد كاتبه ،هدفه الأمر بالمنكر، والنهي عن المعروف ، وإسكات الدعاة والعلماء العاملين، ونصرة للباطل وأهله المفسدين ، فيُقبلون كالشياطين بخيلهم ورجلهم، ينصر بعضهم بعضا ، قال تعالى \" الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ \" هذا هو منهجهم قاتلهم الله ، إشاعة المنكر وإظهار الباطل ، والسعي لإخماد أهل الحق، مستعينين بالسنة حداد تجيد التلبيس كإبليس ، فتضحك على العوام ، والجاهلين بالإسلام ،عبر نوافذ الإعلام، كما قال تعالى \" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ\" أي يجيدون الكلام ، ويأتون بأمور لم يعهدها المسلمون من قبل ، باسم التجديد والحداثة ، والتنوير والمرونة، وهؤلاء هم الذين حذرنا منهم صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح حين قال \"سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم. \"
وكذلك يستمدون قوتهم العنكبوتية من أموال أوليائهم الكفار، لكنها عليهم حسرة وبوار، كما قال العزيز الجبار \" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ\" هذا هو سلاحهم ، ظانين أنهم على هزيمة الحق قادرون ، كما يوحي إليهم شياطينهم ، هيهات هيهات، ستزل بهم ألسنتهم الملبسة، ويخرج الله اضغانهم ، \" لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ \" وتتكشف للأمة الحقائق وتنجلي ، عندما يُصرع هُبل العصر ، فلن تجدهم بعد ذلك إلا أوراقا متطايرة تهوي بها الريح في مكان سحيق، فان لم يعجل لهم الله ذلك في الدنيا فأين سيفرون منه يوم القيامة قال تعالى \" بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا*الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ\" هذه هي النتيجة الحتمية ، لكل متمرد على الله ، مستعين بأعداء الله ، محارب لأولياء الله،
أما العلماء فأنى لهم أن يسكتوا أو يُخمدوا ، وهم يعتقدون أن لعنة الله ستلحقهم إن فعلوا ذلك، ويعلمون أن من أوجب الواجبات الجهاد بالحجة والبيان، والرد على أهل البدع والبهتان ، ممن استزلهم الشيطان ، حمايةً للدِّين من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين ، يقول العز بن عبد السلام رحمه الله \"أوجَبَ الله على العلماء إِعْزَازُ الدِّين وإذلال المبتدعين، فَسِلاحُ العَالِـمِ عِلْمُهُ كَمَا أَنَّ سِلاحَ المَلِكِ سَيْفُهُ وسِنَانُهُ، فكَمَا لا يجوزُ للملوكِ إِغْمَادُ أسْلِحَتِهِمْ عن المُلْحِـدِينَ والمشركين، لا يجوزُ للعُلَمَاءِ إِغْمَادُ أَلْسِنَتهمْ عن الزائغين والمبتدعين. فَمَنْ نَاضَلَ عنِ الله وَأَظْهَرَ دينَ الله كان جديراً أنْ يَحْرُسَهُ الله تعالى بِعَيْنِهِ التي لا تَنَامُ، وَيعزَّهُ بِعِزِّهِ الذي لا يُضَامُ.\" وقد قال بعضهم: مَنْ سكَت عَنِ الحقِ فَهوَ شيْطَان أَخْرس. فالساكتون عصاة آثمونَ مُندَرِجون تحت قوله تعالى: \" كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ\" وقد عدَّ العلماء الكلام في أهل البدع والزيغ والانحراف والتحذير منهم مِن باب النَّصيحة لعامة المسلمين، وبيَّنوا أن هذا الأمر لا يُعَد مِنَ الغيبة المحرمة، فعن كثير بن زياد أنه قال: \"يقَال: أَهل الأهواء لا حرمة لهم\" ويندرج تحت هذا دعاة العلمانية ودعاة البدعة والخرافة ودعاة الإباحية و الفجور ، ومثيري الشبهات والشهوات ، وكل ملبس يهدف إلى تمزيق القيم ، وهدم العقيدة، وإشاعة الفاحشة ،ومن هنا نقول لا هدنة مع المنكر أيا كان شكله ، لا هدنة مع الظالمين وناهبي الحقوق ، لا هدنة مع مروجي الفاحشة والفسوق، لا هدنة مع دعاة الفتنة والمروق، لا هدنة مع مروجي الاتفاقيات الدولية ، لا هدنة مع من يهدم الأسرة، ويريد تمرد المرأة على بيتها وعفتها ،وأخلاقها وحجابها ، لا هدنة مع دعاة الاختلاط والارتداد ، لا هدنة مع حماة الرذيلة وأعداء الفضيلة ،لا هدنة مع من أراد أن يغير الأحكام الشرعية ، باتفاقيات كفرية ،،ومعتقدات غربية ، لا هدنة مع أي فاسد كان، ومع أي نوع من أنواع الفساد ،مهما كان صاحبه ، أو اعتلت مراتبه، كيف تكون هدنة والمولى عز وجل يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم \" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ \" لا هدنة لهم معنا إلا إذا تابوا لرب الأرض والسماء ، فان فعلوا ذلك فهم أحبابنا وإخواننا ، فكما كنا نبغضهم من اجل الله سنحبهم كذلك من أجله ، إن معيار الولاء والبراء عندنا هو الإسلام ،نحب الناس بقدر ما يحملون من خير، ووالله إنا نتمنى لهم الجنة ، والنجاة من النار ، كما نتمنى لأنفسنا ،وما زجرهم عن المنكر إلا حماية لهم من غضب الله ،ورحمة وشفقة عليهم من النار ، لأنه حق على الله من بارزه بالمعاصي ، أن يسجنه في ناره ، وما جهاد الكفار إلا رحمة بهم حتى لا يزدادوا كفرا، وكذلك جهاد المنافقين والغلظة معهم رحمة بهم حتى لا يزدادوا إثما ،فان أصروا على العناد ، وإفساد العباد والبلاد ، فإن على العلماء والدعاة آنذاك أن يجدوا ويجتهدوا في بيان عوار باطلهم مهما كانت منزلته، أوعلت رتبت فاعله ،وأن يحتسبوا الأجر في ذلك، وأن يوطنوا أنفسهم على ما سيلاقونه من أذى، فلا يصح أن يهدأ للعلماء بالٌ والعدو على أبواب منازلهم، بل وربما في دورهم، إذا فنحن لهم بالمرصاد ، مستعينين بالعزيز الجبار ، ولن يطمعوا بهدنة على الإطلاق، حتى نقف معهم بين يدي الله يوم ينادى \" هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ\".