يمن جديد . . مستقبل أفضل .... كذبة كبيرة أم برنامج سينفذ
بقلم/ ريما الشامي
نشر منذ: 18 سنة و 3 أسابيع و 5 أيام
الأربعاء 25 أكتوبر-تشرين الأول 2006 06:47 م

  مأرب برس / خاص

مهام كبيرة أمام صالح وبرنامج عمل مثقل بالمسؤوليات والتحديات في فترتة رئاسته الحالية والأخيرة حسب الدستور و يمن جديد ومستقبل أفضل هو ماتعهد به صالح لشعبه وترجمه الى برنامج تفصيلي مليء بأجندة عمل وخطوط عامة عريضة ووعود يتطلب منه العمل الجاد حتى يستطيع الوفاء على الأقل بقدر معقول من برنامجه الذي صار مسئولاً عنه إمام الشعب.

الوعود والاستحقاقات المتضمنة في هذا البرنامج وضعت صالح اليوم وجها لوجه في مواجهة مباشرة أمام شعبه بعد كل سني حكمه الممتدة 3عقود ليقف مسألا خلال ولايته الجديدة عن مدى جديته ومصداقيته إزاء ما تعهد به لمواطنيه في يمن جديد ومستقبل أفضل.

قال صالح قبل عام مبررا آنذاك قراره بعدم ترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة والذي عاد عنه بعد ذلك فقال ان الناس قد ملوه وانه أيضا قد مل الناس وهذا يعني ان الناس لديهم خبرة طويلة ومتراكمة عمرها 28 عاما تصل الى حد الملل من صالح وسياساته في الحكم وهذا أيضا يعني أنه لم يعد بمقدور صالح التنصل من تنفيذ برنامجه الذي وعد الشعب به لأن الشعب يحفظ رئيسه عن ظهر قلب وعلى إدراك ووعي كامل ولن يقبل أيضا بأية التفافات واختلاق مبررات وصناعة أزمات للهروب من استحقاقات البرنامج والتنصل من الالتزامات والاستحقاقات بيمن جديد ومستقبل أفضل وعلى ذلك فان صالح اليوم على محك حقيقي وجاد في مواجهة استحقاقات الوفاء ببرنامج عمله الأمر الذي يقتضي منه الجدية والعمل الدؤوب وتوجيه جهوده وسياساته فقط في اتجاه تنفيذ أجندة عمل برنامجه والتزاماته لهذا الشعب على الواقع العملي .

صالح له خبرته طوال 28 سنة في الحكم وإدارة البلاد بسياسات أنتجت هذا الواقع الذي يعيشه شعبه اليوم فسادا شاملا يلف كل تفاصيل حياة اليمنيين ويهدد بانهيار كافة مقومات الحياة ويعي صالح جيدا ان المرحلة اليوم مختلفة وجديدة وتستحق ان تكون تأسيسا ليمن جديد ومستقبل أفضل بآليات جديدة وبرنامج جديد ليس له صلة بالمطلق بإعادة إنتاج سياسات 28 سنة لم تحصد الا الفشل والدمار لبنى المجتمع والانهيار لمقومات الدولة والحياة كنتيجة منطقية للفساد لذلك فان الأوضاع المأساوية المريعة التي يعيشها الشعب لم تعد تسمح بصناعة أزمات جديدة وتكرار سياسات قديمة والابتكار فيها للهروب الى الامام أو الى الخلف من مواجهة استحقاقات المطالب الشعبية الموعودة بيمن جديد ومستقبل أفضل .

واليوم صالح في بداية فترة ولايته الجديدة يقف في مفترق طرق فهو يواجه قوة أمر واقع تفرضه مصالح قوى ومراكز الفساد التي انتجت وترعرعت خلال ال 28 سنة الماضية وترى استحالة التفريط في مصالحها وفي الجهة الأخرى يواجه إجماع شعبي يطالبه الوفاء بتنفيذ برنامجه يمن جديد مستقبل أفضل الأمر الذي عقد موقف صالح للغاية ,وجعله وبين فكي كماشة الارتهان للفساد ومجهر الرقابة الشعبية التي وضعت برنامجه يمن جديد مستقبل أفضل لقياس أدائه وجديته إزاء التزاماته.

وصالح في موقفه هذا يدرك ان اللجوء الى الآليات والسياسات التي أنتجت الفساد أو حتى التحوير والابتكار فيها غير مجد ولن تقدم أو تؤخر له شيئا بل ستعقد أزمته وستضعف موقفه أكثر وهو في غنى عن ذلك ولعله وعى ذلك جيدا ذلك خصوصا خلال تجربته في الانتخابات الرئاسية الأخيرة .

ليس أمام الرئيس إلا التفكير مليا قبل ان يحدد وجهته اما باستمرار ضعفه أمام الفساد والارتهان له وهو يعرف ويعي جيدا أثقال الفساد التي يتحملها عن المفسدين بالنيابة ويدفع ثمنها هو شخصيا أو باستطاعته اذا أراد مواجهة الفساد وفك الارتباط بقواه واستغنائه عن خدماتهم حيث سيكون عندها بمقدور التصدي للفساد ومواجهته بأجندة برنامج عمله يمن جديد مستقبل أفضل المسأل عنه أمام شعبه والذي بموجبه يمضي فترة ولايته الأخيرة .

ومن ناحية أخرى حتى اذا كانت أجندة التوريث طاغية وحاضرة لدى الرئيس بقوة فإنها لا تتقاطع مع التزاماته إزاء تنفيذ برنامجه ووعوده لشعبه بيمن جديد ومستقبل أفضل اذ ان جدية الرئيس وعزمه بتنفيذ برنامجه سيكون له أثار ايجابية في موضوع التوريث اذ ان الرئيس على الأقل سيتحرر من أثقال قوى و مراكز الفساد التي تكبله ومن ثم سيتحرر نجله نهائيا من أية استحقاقات سوف يدفعها بالوراثة عن أبيه اذا لم يتم فك الارتباط بالمطلق مع الفساد ومن ثم يمكن أن تأتي عملية صعود احمد للحكم تلقائية بطريقة مدنية دستورية ومؤسسية وليس شرطا بعد انتهاء ولاية ابيه في حالة مشابهة لحالة الرئيس الأمريكي الأصغر بوش الذي يسوقه الرئيس دائما في حديثه كمبررات لتوريث نجله وهذا سيؤدي بالضرورة إلى انتفاء ادعاءات توريث صالح لنجله عن طريق فرضه بقوة الجيش و بدعم قوى الفساد .

انها حقا مفترق طرق وخياران أمام الرئيس اما اختيارا لطريق الأسهل والأقصر وهو مواصلة الرضوخ و الارتهان الدائم للفساد وقواه و في مقابل ذلك الهروب إلى صنع أزمات جديدة للتخلص من مواجهة وتنفيذ استحقاقات برنامجه لكنه سيجد نفسه بالمحصلة هو الذي يتحمل أوزار هذه ألازمات وأوزار الفساد الذي يتخذه مظلة له ولمصالحه حسب اعتراف صالح نفسه وإما اختيار طريق يمن جديد ومستقبل أفضل البرنامج الذي وعد بتطبيقه واقعا عمليا في حياة الشعب .