حديث إلى فخامة الرئيس علي عبد الله صالح
بقلم/ د . محمد صالح المسفر
نشر منذ: 14 سنة و 10 أشهر و يومين
الأربعاء 20 يناير-كانون الثاني 2010 10:07 م

الأحداث في اليمن الشقيق تتسارع وكل يوم يمر تزداد تعقيدا، ذكاء الرئيس عبد الله صالح مفرط ولا ينكره يمني واحد سواء من أنصاره أم من معارضيه. فأرجو أن يتسع صدر فخامة الرئيس علي عبد الله صالح لكل كلمة أقولها هنا أو في أي وسيلة إعلامية أخرى في الشأن اليمني انطلاقا من إيماني وحبي لاستقرار اليمن وسلامه وحدته وسيادته واستقلاله.

سيادة الرئيس: ثلاثون عاما ونيف مضت وأنت على قمة هرم القيادة السياسية في اليمن، هل سألت نفسك ماذا حققت لليمن خلال هذه الفترة الطويلة من الزمن؟ سوف تقول حققت الكثير والكثير جدا ولكن لا تنس انك تنظر إلى ما فعلت بعينين، ويقدر عدد سكان اليمن بعشرين مليونا ينظرون إلى ما تعمل بأربعين مليون عين. ونحن نؤمن برأي الأغلبية ونصدقه، ستقول ان أعظم انجازاتك قيام الوحدة اليمنية وهي الحلم لكل يمني بل لكل عربي يحب هذه الأمة ويؤمن بأنها ذات رسالة خالدة، أقول نعم ولا جدال في ذلك ونحن أنصار الوحدة وأنصار الثورة اليمنية عام 1962 دفعنا الثمن غاليا لنصر الثورة ومن بعدها الوحدة، ولن نرحم من يتآمر على وحدة اليمن، لكن اليوم يكاد العقد الثمين أن ينفرط وتتناثر مكوناته الأمر الذي يصعب إعادة جمعه.. اعرف أن كل ولاة امرنا (الحكام) يريدون البقاء في هرم السلطة إلى يوم أن تلتف الساق بالساق فلا مفر، لكن تظل عيناه على الدنيا فيعمل المستحيل قبل يوم الوداع الأخير لتسليم سلطاته إلى اقرب الناس إلى نفسه ولعله ابنه إن كان له ولد أو اقرب الناس من الأهل، في النظم الملكية الوراثية التي نشأنا في ظلها قد يقبل الناس بها، لكن الأمر المرفوض أن تسود تلك السنة في النظم الجمهورية وهنا تحل الكارثة. إن الشعب العربي لا يريد أن يسمع من حاكم عربي يرأس جمهورية يقول أنا ومن بعدي ابني أو الطوفان.

ليس عندي شك بأنك استطعت تصدير أزمتك مع الحوثيين إلى احدى دول الجوار مستخدما أدوات التخويف الجاهزة للاستخدام وهي النفوذ الإيراني والمد الشيعي، فصدقك القوم واندفعوا بكل ثقلهم لنصرتك في هذا المجال، كانت ردة الفعل الشعبي في مناطق الشمال التكتل والتوحد ضد نظامك القائم في صنعاء وضد شركائك من دول الجوار. واتسعت دائرة الكراهية في اوساط يمنية واسعة النطاق لتصل إلى رفضكم كقائد لليمن، وثق سيادة الرئيس باني ضد هذه الكراهية لكم لإيماني بأنك صانع الوحدة اليمنية وانا مع صناع الوحدة. لاشك بأنك تعلم أن وتيرة التحزب والتكتل ضد شركائكم من دول الجوار في مواجهة الحوثيين زادت واتسعت دائرتها، واتسعت دائرة المواجهة في أنحاء كثيرة من جغرافية الشمال اليمني، ورحت تستعين بقوى من خارج الدائرة العربية، فاستدعيت البعبع المخيف \\\'تنظيم القاعدة\\\' وقلتم ان القاعدة تخطط لإعمال إرهابية على مستوى محلي وعربي وعالمي فتسارعت قوى الشر الدولية إلى صنعاء لتقديم العون والمساعدة للقضاء على القاعدة فرصدت أمريكا 120 مليون دولار لمكافحة تنظيم القاعدة، و40 مليون دولار مساعدات اقتصادية وشتان بين المساعدتين، وينعقد مؤتمر في لندن مع نهاية هذا الشهر تحت شعار دعم حكومة أفغانستان وتدارس الأوضاع في اليمن، واخشى ما أخشاه أن يجمع المؤتمرون في لندن على اصدار قرار باعتبار اليمن دولة \\\'فاشلة\\\' وهذه أم الكوارث على اليمن نظاما وشعبا.

سيادة الرئيس حراك في الجنوب يشتد وقعه، وتتسع دائرته، وتتعاملون معه بعنف غير مبرر تحت ذريعة محاربة الانفصاليين والقاعدة، ويقيني وذكاؤك الخارق لا يخونك بأنك تعرف جوهر المشكلة في جنوب اليمن، وتعرف طرق حل ذلك الإشكال دون إراقة الدماء، أهلنا في الجنوب يعتبرون جنوبهم إصبع نهيبة للمقربين والمحسوبين على فخامة الرئيس ووليت عليهم كما يقولون بالشواهد والأدلة من لا يخاف الله ولا يحترم حق المواطنة والقانون، إنني اتفق معكم فخامة الرئيس بان للوحدة أعداء ودعاة الانفصال يتكاثرون، لكن ثق بان الغالبية العظمى من الشعب في الجنوب دعاة وحدة ويعملون على ترسيخها، لكن الظلم والطغيان والفساد والاستبداد ونهب أموال الخلق امور تجعل الناس يفرون من الوحدة إلى أي جهة تحقق لهم العدالة والمساواة واحترام الحقوق.

آخر القول: تشتد أحزاني وآلامي كلما رأيت الطيران اليمني وآخرين يقصفون الحقول والقرى اليمنية بحجة محاربة القاعدة \\\'الإرهاب\\\' وسلاح محاربة القاعدة والقضاء عليها في اليمن لا يتأتى بالمدفعية والطائرات ولكن بإعلان الحرب على الظلم والظالمين، الفساد والفاسدين، وعدم الارتماء في أحضان الغرب وأمريكا لتحقيق مطلب التوريث كما يفعلون في مصر.