مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل
الحراك السياسي الذي يشهده اليمن لا نظير له في العالم العربي. فالرئيس اليمني علي عبدالله صالح شغل الناس بانسحابه من المنافسة على الموقع الذي استأثر به منذ ثلاثة عقود، وبتراجعه من الانسحاب يخوض معركة انتخابية جدية. ومع أن خروجه من القصر الرئاسي احتمال مستبعد إلا أنه يظل واردا. ويسجل له أنه الحاكم العربي الذي فكر، ولو مجرد تفكير، في التنازل عن السلطة ودخل في مغامرة غير محسومة.
الانقسام في اليمن صحي، فهو على أسس سياسية برامجية، وينحصر في اللقاء المشترك بمرشحه فيصل بن شملان والمؤتمر الشعبي العام بمرشحه علي عبدالله صالح. في الحملة يظهر صراع المصالح والمبادئ، لا صراع الطوائف والإثنيات، كما في أكثر البلدان العربية. أين الحراك السياسي في اليمن من الاحتراب الطائفي في العراق ولبنان!
الرئيس برنامجه ينحصر في الاستمرار والاستقرار بعد أن اكتوى اليمنيون بنيران حرب الأهلية في سنين خلت. وهو بالنهاية موحد اليمن. أما اللقاء المشترك الذي يضم تحالف التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) والحزب الاشتراكي والناصريين والقوميين فبرنامجهم يرتكز على التغيير ورصيده دولة فاشلة وفساد كبير. والأرقام المحلية والدولية تصنف اليمن باعتباره دولة فاشلة وتعتبر من أكثر الدول فسادا في العالم...
المعركة الانتخابية حامية والطرفان قويان ولا تنقصهما الإمكانات. فاليمن دولة فاشلة بكل المقاييس التنموية. وفي تقارير الأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمة الشفافية الدولية تأتي في ذيل القائمة. وبلد كاليمن لا تنقصه الموارد ولا ينقصه البشر. وحاله في تراجع لا في تقدم.
عدن المفتوحة على البحر ناسا وأفكارا صلتها بالحداثة مبكرة، منذ استعمرها الإنجليز في القرن الثامن عشر. كانت ميناء الفحم حيث كان الطاقة المستخدمة في حركة السفن تلك الأيام، وفي القرن الماضي تشكل فيها أول مجلس تشريعي منتخب في الجزيرة العربية. ومنها كذلك انطلق أول تلفزيون وأول إذاعة.
اليوم عدن في حال بائسة، رأيت فيها فقرا لم أره إلا في العراق أيام الحصار. أطفال حفاة وكبار وجوههم مغبرة، كهرباء تنقطع، فقر تتشارك فيه مع اليمنيين جميعا. الفشل هذا سلاح المعارضة الفعال. الرئيس رد بأسلحة متنوعة، فهو حقق – ولو بالشراكة مع الاشتراكيين حكام الجنوب- أول وحدة عربية ناجحة. وبموازاتها تنمية سياسية جعلت اليمن متقدما على مستوى عربي. لم يكتف بهذين السلاحين، هاجم المعارضة لأن رئيسها مستأجر. بمعنى أنه لا ينتمي إلى أي حزب من أحزاب المعارضة.
المعارضة ترد بأن الرئيس نفسه كان خيارها في الانتخابات السابقة مع أنه ليس منها، فوق ذلك فعقد الأمة بالفقه الإسلامي مع الحاكم هو عقد تأجير لا عقد تمليك. هو مستأجر عند الأمة "إن خير من استأجرت القوي الأمين". وفيصل بن شملان مرشح اللقاء المشترك لا يختلف اثنان في اليمن على استقامته في المواقع التي تولها، وقلما يجتمع اثنان في اليمن على نزاهة مسؤول.
اتهام آخر وجهه الرئيس للإسلاميين عندما اتهمهم بـأنهم قوى الإرهاب والظلام. ورد الإسلاميون بأنهم ما حملوا السلاح غير مرتين برغبة من الرئيس. في السبعينيات تمكنوا من هزيمة الاشتراكيين الذين كادوا يدخلون صنعاء فاتحين، وكافأهم بعدها بأن منحهم المعاهد العلمية، وهي مدارس تمولها الدولة ويدرس فيها الإخوان المسلمون مناهجهم. وفي المرة الثانية في منتصف التسعينيات عندما خاضوا المعركة ضد الانفصاليين، وقضى منهم أكثر من خمسمائة شهيد.
قصارى القول، المشهد السياسي اليمني فيه حراك قل أن تجده في بلد عربي آخر. وسواء خسر حزب المؤتمر أم اللقاء المشترك، فالمؤكد أن الفائز هو اليمن، والأهم من ذلك أن تسير عجلة التنمية الاقتصادية بذات سرعة عجلة النمو السياسي الذي يصل مستويات مشجعة قد تغري بلدانا عربية تحقق تنمية اقتصادية وفشلا سياسيا...؟