الجزائر .. حزب الجيل الحر ??
بقلم/ دكتور/محمد لطف الحميري
نشر منذ: 15 سنة و 5 أشهر و 7 أيام
الثلاثاء 16 يونيو-حزيران 2009 04:54 م

تشهد الساحة السياسية الجزائرية حالة من الترقب بعد أن تداولت عدد من الصحف الجزائرية والمواقع الإلكترونية أنباء عن تحضيرات مكثفة لإعلان حزب جديد يقوده شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، لتكون من مهام هذا الحزب حشد المؤيدين لسياسة الرئيس الجزائري وتعبيد الطريق لرئاسيات 2014 إما بمواصلة التشبث بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة أو بترشيح خلف له يكون من أقرب المقربين إليه والأكثر إيمانا ببقاء منهجه في الحكم خاصة أن الجزائر تفتقر إلى خليفة بحجم بوتفليقة بعد أن بدى الملعب السياسي في الانتخابات الرئاسية الماضية خاليا من أي شخصية كاريزمية تقنع الرأي العام المحلي .

وبغض النظر عن صدقية ما تناولته الصحافة الجزائرية ونفي عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي للرئيس ما تردد من تسريبات إلا أن كثيرا من المحللين يرون أنه حان الوقت لخروج سعيد بوتفليقة رجل الظل والمستشار الخاص إلى الأضواء ليلعب دورا ويكسر الروتين السياسي بعد أن تمكن النظام من تفتيت كثير من الأحزاب الفاعلة وبالأخص منها الإسلامية حيث أصبحت مهمومة بحالات التشظي والانشقاقات، فحركة مجتمع السلم أحد أحزاب التحالف الرئاسي أصبحت حركتين وحركة النهضة الإسلامية أصبحت حركات وقريبا حزب التجمع الوطني الديمقراطي وحزب جبهة التحرير الوطني حيث تشير التوقعات إلى أن عددا كبيرا من قيادي وأعضاء هذين الحزبين سينخرطون في الحزب الجديد تماما كما حدث عند بداية تشكيل حزب أحمد أويحي فالانتهازيون كثر وهم يؤمنون بتغيير الأولوان والولاءات حيثما كانت المصلحة فالغاية تبرر الوسيلة كما يقال .. لكن مصادر مقربة من هذا الحزب ترى أنه سيكون حزبا جديدا نظيفا وأنه سيبحث عن وجوه جديدة نظيفة اليد تضمن كسب رهان زحزحة الحرس القديم ونيل ثقة المواطن الجزائري الذي يتزعزع إيمانه كل يوم بالديمقراطية ودواتها إلى درجة اتساع رقعة الأغلبية الصامتة بشكل غير مسبوق.. وتضيف تلك المصادر أن المؤتمر التأسيسي لحزب سعيد بوتفليقة سيعقد في فصل الخريف المقبل وأن القائمين على هيكلته يكثفون اتصالاتهم مع شخصيات معروفة داخل البلاد وخارجها لضمان انطلاقة قوية جدا تمكن الحزب من الترويج بفاعلية لمشروع العفو الشامل لكل من تورط في أحداث ما عرف بالعشرية الحمراء وسيكون لعناصر الجماعات الإسلامية المسلحة نصيب الأسد من هذا المشروع الذي يدافع عنه الرئيس بوتفليقة ، وفي حال أيد الجزائريون العفو الشامل فسيكون ذلك أول فعل سياسي ينجزه الحزب الجديد بنجاح ، وسيمكنه ذلك من السير بخطى حثيثة وواثقة لتحقيق فوز في الانتخابات التشريعية لعام 2012 ليتخلص الرئيس من صداع وتناقضات أحزاب التحالف الرئاسي .

أضف إلى ذلك فإن تمهيد السبيل للانتخابات الرئاسية عام 2014 يتطلب شروطا أخرى أصعب غير إنشاء حزب سياسي ومن تلك الشروط إزاحة بعض الجنرالات الذين قد لايروق لهم أن يأتي الرئيس بمن يتوسم فيه صفة الخلافة ، فقد كشفت إحدى الصحف الجزائرية واسعة الانتشار أن الرئيس بوتفليقة تسلم قائمة تتضمن أسماء ضباط ذوو رتب عالية بلغوا سن التقاعد وأنه من موقعه كقائد أعلى للقوات المسلحة سيطبق القانون الأساسي للمستخدمين العسكريين ، وفي حال تم إنفاذ هذا القانون فقد نشهد الإعلان عن تغيير في المؤسسة العسكرية بمناسبة 5 يوليو المقبل وسيطال هذا التغيير إن تم فعلا نحو 40% من الجنرالات وعلى الأخص من كانوا أعضاء في جيش التحرير الوطني ، وهذا يؤكد أن هناك مساع جدية من بوتفليقة وأخيه وأنصارهما لإثبات خطأ مقولة أن من يحكم الجزائر هم العسكر .. وأن حزب الجيل الحر أوجيل الغد حسب تسريبات سابقة هو الصورة المشرقة لعهد جديد وإن كان توريث الحكم من بين صفاته ..

M_hemyari_y@yahoo.com