آخر الاخبار
سيدي الرئيس اليمن أغلى من المؤتمر 2
بقلم/ خالد صالح باوزير
نشر منذ: 15 سنة و 6 أشهر و 3 أيام
الأربعاء 20 مايو 2009 04:03 م

مما لا شك فيه أن بلادنا تمر هذه الأيام بحالة إستثنائية يعرفها الجميع ، وتعيش أزمة تلقي بظلالها على كافة الأصعدة في البلد ، وقد تحدث عنها الأخ رئيس الجمهورية في المؤتمر السابع للمؤتمر الشعبي العام الذي انعقد مؤخراً في العاصمة صنعاء ، وكان مما قاله أن أبواب القصر الجمهوري ستكون مفتوحة لعرض المشكلات التي تهدد البلاد ، ومناقشة سُبل حلها تحت سقف الوحدة وهذا ما نريده جميعاً وطالما أنني كما ذكرت سابقاً لا أستطيع الوصول الى القصر الجمهوري لأسباب عديدة فسوف أواصل حديثي مع الأخ الرئيس عبر وسائل الإعلام ، راجياً أن يصل صوتي اليه فأقول له .

سيدي الرئيس أنت ربان السفينة وأنت قائد النصر عام 94م لذلك من المهم جداً أن أذكرك بما قاله مؤلف كتاب ( الف ساعة حرب ) والذي تحدث فيه عن يوميات حرب 94م ، ووجه في نهاية الكتاب كلاماً لكم باعتباركم الطرف المنتصر قال فيه ( أيها المنتصر ، لقد وهبك الله النصر المبين بمرأى العالم ومسمعه ، رغم المؤامرات العظمى ضدك من الداخل والخارج ، فماذا أنت صانع الآن ؟ إن الشعب الذي وقف الى جانبك موقف الصدق والإخلاص وقدّم دماء فلذات كبده وأمواله على حين فقر ومسغبه ، مع دعاء ودموع في ليله ونهاره ، ما زال ينتظر الجديد المفيد ، كرد للجميل وأداء لواجب المسؤولية ووفاءً بالوعود ، فلم يعد للشعارات مكان في قلوب أبناء الشعب ، مالم يؤيدها العمل الصحيح ، والتصحيح لا يكون بالفاسدين والمفسدين \" متى يستقيم الظل والعود أعوج \" فعوداً الى جادة الصواب والتجرد ( واتقوا يوماً ترجعون فيه الى الله ، ثم توفى كل نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون) فالمعاناة الإقتصادية في ظل غموض التوجه السياسي والإداري تهدد اليمن بكوارث أخلاقية وإجتماعية وسياسية وإن \" العود أحمد \" وإسناد أمور الأمة الى غير أهلها ليس إلا بدء في مرحلة أبعد من الأولى ضياعاً ومتاهةً ، وقد لا يكون غضب المنتقم الجبار على الظالم بقدر غضبه على من ولاه أمر العباد ، .

لقد أحببنا فيك تحيزك لصف الوحدة اليمنية ، ورفض الخنوع لأعدائها فانحاز اليك الشعب رغم اقتحام كل المهالك حتى تحقق النصر ، وقد حان الآوان للتحيز الكامل مع الشعب باختيار الأكفأ لقيادته وسياسته وعدم إسترضاء شخص أو جهة أو حزب بشيء من أمانة المسئولية وظلم الأمة ، فلقد كان حجم الوعود كبيراً ، فالوفاء الوفاء وإن مستقبل اليمن فيما بعد الحرب يقع على ذمة المنتصر فقط ، فخطوا تاريخكم الذي بدأ يوم 7 / 7 / 94م كما شئتم وإياكم أن تهزموا أنفسكم فإن التاريخ لا يرحم المهزومين ( وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال ) .. انتهى كلام مؤلف كتاب الف ساعة حرب والذي وجهه لكم قبل حوالي خمسة عشر عاماً ، والذي لاشك عندي بأنكم قد اطلعتم عليه في حينه ، سيدي الرئيس دعني أسألك بصراحة وأقول لك أين أنتم من هذا الكلام ؟ هل انحزتم الى الشعب كم انحاز اليكم حينها ؟ هل وليتم الأكفأ لتولي القيادة السياسية والإقتصادية والعسكرية ؟ هل وفيتم بالوعود الذي قطعتموها للشعب في ذلك الوقت ؟ إسمح لي سيدي الرئيس أن أكون معك صريحاً وأقول لك أنه لم يتحقق شيء من ذلك ، بل على العكس ازداد الوضع تدهوراً في كافة المجالات ، وتولى أمانة المسئولية في الكثير من المرافق الهامة العسكرية أو الإقتصادية شباب حديثي خبرة وما ذاك الا لقربهم منكم أو إنتمائهم الى المؤتمر ، ولقد انحزتم الى المؤتمر وتركتم الشعب بعد أن أفهموك خطأً أنهم يمثلون الشعب ، ولو كانوا كذلك ما جرى الذي يجري الآن في بلادنا ، ولو كانوا يمثلون الشعب حقاً ما احتجتم الى تشكيل لجان للدفاع عن الوحدة يصرف عليها الملايين وتتواجد في المناطق التي فاز فيها المؤتمر الشعبي بأغلبية ساحقة ، ومن المضحك أن الذي يتزعم هذه اللجان الآن هم افراد من المؤتمر بعد أن أفهموكم أن البقية هم أعداء للوحدة ، وهكذا انقسم المؤتمر الى قسمين قسمٌ يثير الفوضى في الشوارع ويقطع الطرقات ، والقسم الآخر يترأس لجان الدفاع عن الوحدة ، سيدي الرئيس لقد قرأنا في كتب التاريخ أن تفكك دولة سبأ قديماً كان بسبب فأر سد مأرب الذي خرب السد فانهارت الدولة ( وتفرق القوم أيدي سبأ ) وإني أخشى والله أن يكون الفأر الذي سيتسبب بانهيار الدولة اليمنية الحديثة هو ( المؤتمر الشعبي العام ) الذي أصبح مظلة للكثير من الذين يعملون ليلاً ونهار من أجل إنهيار النظام وتحقيق أحلامهم فيما بعد ، سيدي الرئيس مازال في الأمر متسع فندعوك الى الإنحياز الى الشعب وترك الإنحياز الى المؤتمر أو الإنحياز الى التوريث ، فكما قال الأستاذ سالم صالح محمد بانكم ما زلتم الأمل الذي نعلق عليه آمالنا بتغيير الوضع الحالي وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الآوان وإياك أن تنهزم فالتاريخ لا يرحم المهزومين ، ومرة أخرى أقول لكم سيدي الرئيس اليمن أغلى من المؤتمر .