دور اللقاء المُشترك في إلغاء وهم شرعية الحراك
بقلم/ همدان العليي
نشر منذ: 15 سنة و 8 أشهر و 19 يوماً
الخميس 05 مارس - آذار 2009 09:37 ص

مأرب برس – خاص

عندما أنتقد الحراك فيما أكتب ، فأنا أنتقد كيان سياسي مطعون في نسبه وقبيح في هدفه ومُجرم في فِعله ،

كيف لا وهدف الحراك الرئيسي هو: تمزيق اليمن ، وهذا الهدف واضح ومُعلن وغير قابل للتحوير والتفسير بحسن نيِّة من قِبل البعض حتى يصلون إلى شرعنة هذا الكيان الموبوء بفوبيا الحقد والضغن لوحدة اليمن ..!

فالحراك ليس حراكاً يهدف إلى التغيير في اليمن كما يعتقد البعض ..! وليس هو من يُكافح الفساد والمُفسدين ، لأن الأخطاء أبداً لا تُصحح بخطايا .. و من يؤمن بأن الحراك أداةً فعَّالة في مُحاربة الفساد وإسداء الحقوق لأهلها ورفع الظلم وقطع أيدي اللصوص ؛ فهو واهم وعن الحقيقة غائب ، فالحراك وجهاً آخر للفساد ، بل أشد منه وطأة وجوراً على الوطن ، فأزلامه يُقدمون السُم في الأباريق المُخصصة للعسل ، ويُثيرون براكين الفتنة باسم إخماد نيران الفساد ..!

و أقول هذا لأني موقن بأنَّ :

-الظلم لا يُرفع عن المظلوم بضرب فتاة رَفعت صور أباها المقتول مُطالبةً بقاتله ..!

-والسعي إلى تطوّر اليمن لا يأت عن طريق هدم مُجسم جمالي في شوارع العاصمة الاقتصادية اليمنية عدن ، فهذا تخريب وليس بناء ..!

-والفساد لن يُجتث إن خرجنا إلى الشوارع ونادينا بشعارات طائفية مكروهة مثل ( برع برع يا زيود ) فمن المعلوم أن من قرب من الفتنة بعدت عنه السلامة ..!

 -ولن نستطيع إيقاف السلب والنهب بمجرد الكذب واحتقار وازدراء الآخرين واتهامهم بالإجرام والسرقة بغير وجه حق وهم من عوامة الناس البسطاء ..!

 -كما لن يرفع الله بلاء الفساد عنَّا ونحن نتفنن في سرد مُصطلحات القدح والسب في عُلمائنا ، وفي المُقابل نُبجِّل ونُمجِّد سُكارى وقتلة ..!

- والتضرع لقادة الغرب واللهث أمام أبواب البيت الأبيض ومحكمة لاهاي ؛ لن يكون حلاً لأوضاعنا في اليمن ، ومن تمعن في عواقب الآخرين الذين سبقونا أدرى بما سيحدث للوطن إن تمادينا في ذلك .

كل هذه الأساليب التي استنكرتها آنفاً ؛ يتَّبعها الحراك وما خفي كان أعظم ، فعلى أي دين سماوي استند من يُشرِّع الحراك ؟ ، وعلى أي منطق دنوي إنساني استند من يُدافع عنه؟ فهذه الأساليب لا تُشير إلا إلى عدم شرعية الحراك وخبثه وخطره على البلاد ..! ولذا يجب رص الصفوف وتآزر الجهود وتوحّد كل الأطياف السياسية في اليمن لمُكافحته .

وهذا ما أتمنى أن نلمسه في الأيام القادمة -إن شاء الله- بعد اتفاق تأجيل الانتخابات الذي أعتبره قرار حكيم توصل إليه كل الفرقاء في الساحة السياسية اليمنية في وضعنا الحالي ، لأن المُستفيد من الشرخ السياسي اليمني هو الحراك في الداخل ، ومن يكره مصلحة اليمن في الخارج ، كما لا أُنزِّه الحراك من جريمة السعي لتوسيع هذا الشرخ السياسي في اليمن بين الفينة والأخرى ، وذلك عن طريق أتباعه المغروسين في بعض الأحزاب السياسية والذين سرعان ما ظهروا على حقيقتهم بمُجرد إعلان اتفاقية تأجيل الانتخابات ، فدل ذلك على أن هؤلاء لا يُحسبون على أي حزب يمني بل على الحراك ، فقد أظهروا هذا بوضوح حين قالوا أن اتفاقية تأجيل الانتخابات ما هي إلا التفافاً حول الحراك وليس مُصادرةً لحق الشعب اليمني في الانتخابات ..!

ومما لا شك فيه بأن القاعدة الشعبية للمُشترك في المُحافظات الجنوبية تؤرق قادة الحراك ، خاصةً وأن المُشترك سيلتفت حالياً إلى حل القضية الجنوبية بدأً بالتشاور الوطني الذي حدث مؤخراً .

ففي حين كان " المؤتمر " فقط هو العدو اللدود للحراك في السابق ، بات " اللقاء المُشترك " اليوم هو الآخر صخرة صلدة ، بل أعتقد أن المُشترك أشد تأثيراً من " المؤتمر " في الساحة الجنوبية ، وذلك لأن " الحزب الاشتراكي " لازال يحتفظ بكتلة شعبية لا بأس بها في المُحافظات الجنوبية ، كما أن عُلماء المُحافظات الجنوبية لديهم شيء من الولاء لحزب الإصلاح و هذا قد يسحب البساط من تحت الحراك ..!

ولذا- أعتقد - أننا سنلحظ في الأيام القادمة هجمة شرسة يشنها الحراك على اللقاء المُشترك ، يتم فيها تقبيح وتشويه صورة المُشترك وقادته بشتى الطرق وأحقرها ، والله بكل شيء عليم وقدير .