الدور الديبلوماسي العربي في محرقة غزة
بقلم/ د. محمد معافى المهدلي
نشر منذ: 15 سنة و 10 أشهر و 24 يوماً
الإثنين 29 ديسمبر-كانون الأول 2008 03:12 م

وهكذا في كل يوم يثبت يهود أنهم أمة دماء وإفساد وحرق وتخريب، وأنهم خطر على البشرية والإنسانية، جمعاء، وليس فقط على الفلسطينيين، لقد شاهد العالم بأسره تلك المجازر البشعة التي تقشعر لها الجلود وتتفطر لها الأكباد، في غزة الأمل والشموخ والإباء والنصر والعزة العربية.

غير أنّ مما يجب أن نقف إزاءه في هذه المحرقة الجديدة التي تنفذها إسرائيل، هو الدور العربي المخزي، في هذه الجريمة التاريخية الشنعاء.

ففي الوقت الذي زارت فيه ليفني القاهرة، وأعلنت من وسطها وعلى مرأى ومسمع من وسائل الإعلام، حيث قالت: أن حكومتها سوف تزيل حماس من الوجود... لم تهتز شعرة عربية في جسد \"الديبلوماسية\" المصرية، أو \"الديبلوماسية\" العربية وكأن الأمر لا يعنيها في شيء، وكأن ليفني إنما تتحدث عن شعب في أطراف الأرض، أو في غابر التاريخ، وليس شعباً مسلماً شقيقا مجاوراً يقف في خط المواجهة الأول مع إسرائيل، ويقف مدافعاً عن الكرامة العربية والمصرية على وجه أخص!!.

والأدهى والأمر أن تشارك ما يسمونه ب\"الديبلوماسية\" المصرية، في المؤامرة القذرة، حيث ترسل تطميناتها للمجاهدين الأبطال أنه ليس هناك ما يدعوا للقلق، بشأن اجتياح غزة، وأن إسرائيل حريصة على التهدئة، في الوقت الذي كانت ال إف16، تعد العدة لليوم الأحمر، على مشارف غزة!!.وهو ما يفسر قتل كبار القيادات في الشرطة الفلسطينية، تقبلهم الله في عداد الشهداء.

إن الدور الديبلوماسي العربي بمواقفه المخزية بفرضه الحصار على الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، حيث منع الفلسطينيين من كل أسباب الحياة، في الداخل، وكل وسائل الدعم والمساندة في الخارج، وفرض أعراب الديبلوماسية العربية على الشعب المجاهد الحر الموت البطيئ، وإلى هذه اللحظة، هذا الدور العربي للأسف هو وراء هذه المحرقة التاريخية، والموت الجماعي للعشرات من الفلسطينيين حيث لا دواء ولا مستشفيات.

ولا نريد في هذه الظروف الصعبة والحرجة أن نسترسل وأن ننكأ الجراح عن التاريخ المخزي وتاريخ العار والشنار ل\"لديبلوماسية العربية\" التي إلى هذه اللحظة تأبى وترفض كثير منها التعامل مع الحكومة الفلسطينية المنتخبة، في غزة، وتآمرت عليها بكل وسيلة وطريقة لإسقاطها، فأبت عليهم إرادة الله وقدرته ذلك، وازدادت حماس حماساً وقوة ومنعة والتحاماً بشعبها.

إن المواطن العربي ليقف في طول أمل وانتظار لما يمكن أن تسفر عنه القمة العربية المرتقبة في الدوحة، والتي من المقرر أن تعقد يوم الجمعة القادم، حيث تكون إسرائيل قد فرغت تماماً من تصفية غزة وما حولها!!.

ومع ذلك فلا يزال الأمل يحدوا كل مواطن عربي أن تقف الحكومات العربية مع شعوبها ولو لمرة واحدة، ينتظر المواطن العربي بفارغ الصبر قرارات بحجم الكارثة والمأساة التاريخية، والتي من أهمها ما يأتي:

1) فتح المعابر، وبالأخص فتح معبر رفح وبصورة مستمرة فلا يغلق أبداً.

2) سرعة إيصال الغذاء والدواء والكساء، والمال، إلى الشعب الفلسطيني، ليواصل مسيرته المباركة في المقاومة والجهاد.

3) دعم قوى المقاومة والممانعة والجهاد في فلسطين، وتوفير الغطاء الأمني والإعلامي لها.

4) قطع كافة العلائق مع الكيان الصهيوني، الديبلوماسية والتجارية والثقافية.

5) الاعتراف بحكومة الشعب الفلسطيني في غزة، والتعامل معها كحقيقة واقعة لا مجال لتجاهلها أو التؤامر عليها.

6) إيقاف كافة وسائل الحوار الفلسطيني الإسرائيلي، على اعتبار أنه نوع من العبث والخبل، حيث لا يعقل التحاور مع مجرمي حرب وحكومة تحرق الأخضر واليابس، وتدمر كل شيء.

7) العمل على وحدة الصف الفلسطيني وتجاوز محنة الانقسام، والضغط العربي على قيادة رام الله أن تخضع لالتزاماتها الشعبية والدستورية.

8) على الجامعة العربية ألا تتحول إلى غطاء للمخادعة وتتويه الرأي العام العربي والإسلامي عن الأحداث الجارية في غزة، وأن تتعامل مع ملف غزة بعيداً عن الإملاءات الأميركية والصهيونية.

9) على الشعوب العربية والإسلامية القيام بواجب النصرة والإخاء الإسلامي بدعم القضية وجمع التبرعات والأغذية والأدوية، وأن تقوم دول الخليج بوجه أخص بفتح أبواب التبرع بالمال والدم، بدلا من إنفاقها على الملاهي والألعاب والفنادق في أوربا.

10) على الشارع العربي أن ينبض بالحياة وأن يعلن في كل مكان نكرانه واستنكاره لهذه الجريمة التاريخية، وأن يعلن الدعم والمساندة والوقوف مع إخوانه الفلسطينيين في السراء والضراء.

11) على الإعلام العربي التحرر من التبعية للآخر، وأن ينقل القضية كما هي، وأن يفتح الأبواب للدعم المادي والمعنوي.

12) على الشركات والبيوتات المالية والرساميل العربية والإسلامية التنافس والتسابق في دعم الشعب الفلسطيني بالمال والدم، وكل غال ونفيس.

والحمد لله رب العالمين،،،