إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء'' الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا
بعد أسابيع من قدومي من اليمن واستقراري في هذه الشقة بالقاهرة علمت بأن جارنا ناقد أدبي معروف وله إصدارات عديدة فتشوقت لزيارته والاستفادة منه في تطوير مهاراتي في كتابة القصص . طرقت بابه ففتح لي مستغربا فعرفته بنفسي فدعاني للدخول وبعد شرب الشاي أخبرته بهوايتي في كتابة القصص ورغبتي في تطوير قدراتي الإبداعي فسألني فجأة :
ـ تعرف باولو كويلو ؟ فأجبته : ـ نعم أعرفه الأديب البرازيلي مؤلف " الخيميائي " قاطعني : ـ مشى باولو كويلو 700 كيلو متر على قدمه على مدى 77 يوما من مدينة ريودي جانيرو إلى مدينة سانتياجو دي كومبو ستيلا فشكلت هذه الرحلة التحول الأكبر بحياته وكتب عنها أول رواياته " حاج كومبو ستيلا "
.. وقاطعته هذه المرة : ـ لم أفهم هل تريدني أمشي إلى الإسكندرية مثلا لكي أكتب قصة ؟! أجابني بهدوء : ـ
لم أقصد أن تمشي ، أقصد لابد أن تخوض تجربة ، أن تعيش مغامرة ، أن تخاطر ، أن تسافر ، أن تعيش حياة طبيعية بكل ما فيها ولو حتى تتخانق مع البواب وتروحوا القسم ، المهم أن لا تنعزل أن تعيش حياة طبيعية لكي تكتب . شكرته وغادرت .
. ورنت في أذني جملة الناقد الأخيرة " أن تتخانق مع البواب " ، فعلا هذا البواب سيئ جدا ويحاول بشتى الطرق أن ينصب علي ويسحب مني أي مبلغ ، مرة لإصلاح المصعد ، ومرة بذريعة خدمات تنظيف المصعد ، ومرة يشكو لي مرض ابنته ويطلب مساعدة ، لا يكاد يمر يوم دون أن يأتي طالبا النقود بأي ذريعة ، لقد نفذ صبري ولا بد أن أخوض أول تجاربي معه .!
غلي الدم في عروقي وأرتفع السكري لدي وقررت أن المواجهة وليكن ما يكون ، نزلت إليه ، كان يقعد في باب العمارة على كرسيه يرتشف الشاي ويدخن النرجيلة ، وصلت إليه والشرر يتطاير من عيني فركلت النرجيلة حتى تناثرت وسكبت الشاي على رأسه واشتبكت معه ، طرحته أرضا وأشبعته صفعا وركلا لولا أن صاح فهرع إلينا أربعة من البوابين خلصوه مني فحاولت مواجهتهم فتكاثروا علي وضربوني بكل ما بهم من قوة وأنا أقاوم ومن حسن حظي أن وصل ثلاثة من السكان من اليمنيين فخلصوني منهم وحملوني إلى شقتي وهو يمطرنا بالشتائم المقذعة ويتوعدني بالسجن والعقاب .
عندما فتحت الزوجة لي الباب ورأت ما حل بي من الدمار الشامل صرخت وصرخ الأطفال فطمأنتهم وتحاملت على نفسي وأنا أنزف وذهبت إلى قسم الشرطة واتهمت البواب بأنه قد أعتدى علي وضربني مع مجموعة من أصدقائه ، فسألني الضابط :
ـ معك شهود يا أستاذ ؟ ـ أيوه معي شهود ثلاثة من اليمنيين وعاد الضابط يسألني : ـ
ما فيش مصريين شهود ؟ هززت رأسي نافيا فتحدث : ـ أصلا سيطعن في شهادة أصحابك لأنهم بلدياتك ، سيقول تعصبوا معك . وسكب لي الشاي قائلا :
ـ أنت أول يمني يعمل مشاكل مع البواب وزلت لساني : ـ أصلا أنا أكتب قصص وأردت أن أخوض التجربة . استغرب الضابط : ـ كيف يعني تخوض التجربة ؟!
صمت فقد أدركت أنني تورطت . فعاد يسألني : ـ يعني تخوض التجربة تقوم تضرب البواب علشان تكتب قصة صح ؟! وضحكت رغم بي من الألم والأوجاع :
ـ أيوه صح ضربته لأجل أكتب قصة لكنهم تكاثروا علي وضربوني . وأضفت : ـ والبواب شخص نصاب وحرامي وكل يوم عايز مني فلوس . أقترح الضابط أن يأتي بالبواب ونعمل صلح ونسحب المحضر وهو ما حدث . وبعد أيام بعد أن بدأت جروحي تلتئم بدأت أكتب القصة ولسوء حظي لم أتمكن من الكتابة . وقررت خوض تجربة جديدة . خرجت أرتشف الشاي بالبلكونة فرأيت في البلكونة المقابلة لنا فتاة قدرت عمرها بحوالي 17 سنة وقد جلست على كرسي وبيدها كتاب تقرأها وقلت لنفسي : ـ
هي هذه التي يخوض معها الكاتب تجربة مش يتضارب مع البواب .! وناديتها : ـ
بس بس بس بس التفتت إلي : ـ في إيه ؟ وأضافت : ـ أنت بتنده على قطة ؟ عايز إيه ؟! سألتها : ـ أنت اسمك إيه ؟
ـ مها ـ وأنت اسمك إيه يا عمو ؟ ـ عمو من أولها لا أنا زعلت منك ـ أنت عايز إيه ؟ ـ عايز أتعرف وأخوض التجربة أشارت بيدها ناحيتي قائلة : ـ ما بلاش يا عمو لم أفهم وأصررت على طلبي : ـ نتعرف على بعض ونحب بعض واصلت الإشارة بيدها نحوي : ـ
ما بلاااش ـ لا أنا مصمم أخوض التجربة ـ أنت بتهزر يا عمو صح ؟ ـ لا أنا مصمم أخوض التجربة ولم أكمل تلك الجملة حتى أحسست بيد غليظة تمسك بي من الخلف وتسحبني إلى الداخل ، لقد كانت زوجتي تقف خلفي ونفذ صبرها فألقت القبض علي ورغم اني أقسمت لها الأيمان المغلطة أن غرضي شريف وأنني فقط أريد خوض تجربة حب لأكتب قصة قصيرة ، وإذا طالت قصة الحب ممكن أكتب رواية ، إلا أنها لم تستوعب الأمر واشتبكنا في معركة حامية الوطيس وكسرنا نصف أدوات المطبخ ، وبقينا بعدها لأيام نعالج جروحنا . بعد أيام خرجت أتوكأ على عكاز وعندما رأتني مها وزميلاتها وهن عائدات من المدرسة أشارت لهن نحوي وانفجرن بالضحك ، إحدى البنات سألتني بسخرية : ـ إزيك يا عمو العاشق ؟! جرجرت نفسي ومضيت بألآمي وضحكاتهن تلاحقني كرشقات حجارة . والمشكلة أنني لا كتبت قصة قصيرة ولا سلمت من الضرب .!