الجنوب والروس .. وإسرائيل وعزرائيل
بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي
نشر منذ: 3 سنوات و 9 أشهر و 19 يوماً
الأربعاء 03 فبراير-شباط 2021 05:45 م
 

 كان من يسمونه( الرئيس عيدروس الزُّبَيْدي) أكثر وضوحاً في حديثه إلى قناة RT التلفزيونية(روسيا اليوم) .. وكأنها الفرصة السياسية الأخيرة لمجلس الانتقالي في الحياة.

تعامل الرجل مع قضية التطبيع مع إسرائيل كمواطن إماراتي وليس حتى جنوبي عربي, وهو يبارك تطبيع أبو ظبي-تل ابيب باعتبار ((التطبيع مبدأ أساسي لأمن المنطقة بحسب قوله؟؟.

أما مستقبل نشؤ دولة في جنوب اليمن فيربطها الرجل بمدى مباركة ودعم الصديقة الحنونة(الودود الولود) إسرائيل.

وما قاله الدكتور عبدالكريم السعدي في تعليقه عن ابتعاد عيدروس عن الديبلوماسية ليس دقيقاً.. لأن عيدروس الزُّبيدي يدرك ما يريد رغم تشكيكه الشخصي ضمنياً قبل غيرهً بقيام دولة جنوبية.

ولكل ذلك يتحدث عن دولة الجنوب بصيغة( إذا قامت/ عندما توجد) الله كريم.. مثل أزمة السيولة في البنك المركزي..وعلى طريقة أِمام الجمعة الصنعاني الذي كان يقرأ سورة النصر .. فبدأ ب(( إذا جاء .. إذا جاء.. إذا جاء)) ونسي ما بعدها وهو يتلبج بأسعاف أحدهم فطفش المصلون من الوقوف,وصاحوا بصوت واحد(( وإذا ما جاااش)).

كان عيدروس أكثر ديبلوماسية إلى درجة التوسل عند حائط المبكى لمباركة إسرائيل.

فبدأ رشوته السياسية لنتنياهو والكنيسيت بمباركة التط(بيع) بدون طلب من أحد.

وإذا لم تفهم إسرائيل المغزى فإنها تفتقد إلى الديبلوماسية وليس عيدروس الزبيدي الذي ينتظر منها الإعتراف بالجنوب العربي أو الإنجليزي مقابل اعتراف مجلسهم المجاني بها لوجه الله..

واضح ان قادة الانتقاليين لم يفهموا من مفاتيح لعبة السياسة إلا أن يهرولوا إلى أحضان الوالدة إسرائيل والخالة(صهيونية)وعيال زايد لبلوغ المطامح والرضى عنهم.

أما رئيس مجلس الانتقالي فقالها بالفم المليان وبكل شجاعة(جُرأة) على طريقة سنتحالف حتى مع الشيطان الرجيم :

 باركنا التطبيع مع إسرائيل لأن هذا مبدأ سلام في المنطقة ويؤسس للمستقبل البعيد بإذن الله تعالى.. وعندما تكون عندنا في عدن عاصمة للجنوب العربي ذات سيادة من حقنا أن نعلن التطبيع وبشكل كامل وهذا حق سيادي لنا بأذن الله تعالى.))

إنتهى كلام عيدروس (بإذن الله).. ونحن نقول له ونعم بالله و(على بركة الله).. حصل الإعتراف بإسرائيل قبل قيام دولة وكيان( إذا/ عندما يكون//إن شاء الله)) فلا تنتظرون دعم إسرائيل لدولتكم بعد منحها الإعتراف المجاني مقدماً.. أما أن إسرائيل سوف تقدر ذلك من عيدروس الزبيدي أم ستتنكر له كما تنكرت قيادات الانتقالي لهويتها الوطنية.

فلا يوجد أصحاب قضية حقيقية يتنكرون لأصلهم .. ولن يعترف بهم أحد وهم يستجدون قيام أي شيء وفي أي رقعة ولو محدودة على طريقة((الذي سيسخره أرحم الراحمين)).

من المعيب على الكيان الصهيوني الصديق تجاهل استغاثة إنسانية بهذا الحجم.. أقل شيء إن إسرائيل تتذكر مطالبتها قديماً بوطن قومي لليهود.. مع الفارق أن هؤلاء استماتوا في الدفاع الثقافي عن هويتهم الدينية الجامعة.. وعيال عم حقنا في الانتقالي يبحثون عن وطن مستقل وتقرير أو قَرْقَرَة مصير بتنكر مريع لانتمائهم الوطني.. أقل شيء يقولون نحن(جنوب يمني) على طريقة إخوتنا من مقديشو(صومالي يمني-صومالي عربي) أو حتى هندي عدني.. ولماذا دولة من عدن هل لأنهم حولوها إلى قرية تتناسب مع همجيتهم.؟؟

فهل تعترف إسرائيل بمن لا يعترف ويقر بهويته..

وهل ينتظر من لا يعترف بهويته الطبيعية أن يعترف به الآخرون.

* تزوير جوازات سفر!!*

ماذا لو حدث بالفعل أن دول العالم أخذت تصريحات قيادات الانتقالي على محمل الجد أنهم((ليسوا يمنيين)) هل ستسمح لهم بالتنقل والسفر بجوازات مزورة خاصة بالجمهورية اليمنية..؟.

أقل ما يمكن أن يفعله الإسرائيليون هو حبتين تعليقات عامة ترحيبية أو إشادة أفيخي أذرعي وشمعون ناحيم بعيدروس وهاني بن بريك قبل أن يعلنوا تمردهم على تل أبيب وسحب اعترافهم بأسرائيل وعزرائيل عليهما السلام..!!.

فمهلاً دكتور عبدالكريم السعدي.. كان بإمكانك تأجيل نصائحك للأنتقاليين إلى ما بعد قيام دولة الجنوب العربي( أذا قامت/عندما توجد/لو/ إن شاء الله)).

يبدو أن الكثيرين لم يسمعوا نشيد ((وطني الجنوب)) الذي عزفته مراسيم الزعامة الروسية عند استقبال وفد الانتقالي رفيع المستوى إلى موسكوفا رغم البرد القارس وانشغال الروس بأوضاعهم الداخلية المستجدة.

وعلى بركة الرب ابدأوا أولًا بالتطبيع مع الداخل الجنوبي نفسه.. فمن من اليهود سوف يثق بجماعة لم تتصالح مع نفسها وأهلها في الداخل.. وهل يكفي أن يكون خال نائب رئيس مجلس الانتقالي هاني بن بريك من الفلاشا لضمان ضحك تل أبيب من اعتراف عيدروس الزبيدي بها ألذي لا يقدم ولا يؤخر...؟؟..

فعلاً الجماعة بدأوا يشتغلوا سياسة في شياصة.

* تجاهل الروس لماذا ؟*

ونسي عيدروس وجوقته أو لم يتذكروا أن السوفييت الروس بدأوا يتخلون عن جنوب اليمن بكل فصائله المناطقية القبلية المتناحرة بعد كارثة ١٣ يناير ٨٦.م .. ولا يؤملون على أردأ من بقي منهم.

ألا تعتقدون أن الروس يرغبون بإقامة جسور حقيقية مع تيار الائتلاف الوطني الجنوبي الذي غادرت قيادته موسكو بعد لحظات على متن الطائرة التي قذفت بكم إلى هناك ..

عن أي زيارة تاريخية والروس يفضلون عقلية البزنس مان أحمد العيسي على عقلية المخربين التاريخيين.. ولماذا تخلى الرفاق القدامى عن عدن التي تساومون الآخرين عليها وبها اليوم كرهينة بعقلية أسوأ من يناير.. وبالتقسيط المريح.

يبدو أنكم لا تعرفون ولن.. معنى أن العالم يخاطب عقليات ..إلا إذا كنتم لم تستوعبون معنى تخلي الروس عن شطحاتهم الآيديولوجية وجنوحهم للواقعية والمنطق.