عمران وفن الرسم في الصحراء
بقلم/ صالح محمد راشد
نشر منذ: 3 سنوات و 10 أشهر و 15 يوماً
الأربعاء 06 يناير-كانون الثاني 2021 04:44 م
 

عمران تلك المحافظة المكلومة التي لم تستطع البوح بما أصابها ويصيبها فهي كالدرع الذي يتلقى الطعنات والنبال حتى اذا انتهت المعركة رماه صاحبه جانبا دون أن ينبس له بكلمة شكر.

إن كانت اليمن تدفع ثمن موقعها الاستراتيجي في هذا العالم فعمران تدفع ثمن موقعها الاستراتيجي بالنسبة للجمهورية اليمنية فهي البوابة الشمالية للعاصمة صنعاء وهذا يعني أنها الحصن الأهم في قلعة الجمهورية حيث لا تصل الإمامة السلالية القادمة من حجة وصعدة الا بعد القضاء على عمران.

وهذا ما حصل عام 2014 عندما بدأ الحوثيون مسيرة انقلابهم من قفلة عذر ثم العصيمات فحوث مرورا ببني صريم وريدة حتى وصلوا الى بوابة عمران حيث صمد أمامهم أحرار الجمهورية لشهرين. وما إن سقطت عمران حتى انكشفت سوأة العاصمة صنعاء و بقية المحافظات التي سقطت تباعا.

الجدير بالذكر أن عمران تحملت العبء الأكبر في التضحيات من تصفيات للأحرار وتفجير للمنازل والمساجد ودور القرآن ومصادرة للممتلكات.

وبعدما تعرضت عمران لهذا التنكيل والاضطهاد لم يستسلم أحرارها بل توجهوا صوب العاصمة صنعاء وارحب لمواجهة الانقلابيين هناك ولما أمروا من قيادة الجمهورية بالانسحاب انسحبوا باتجاه مأرب الصمود حيث تكونت نواة المقاومة المناهضة للانقلاب حيث تم التصدي لزحف الامامة الذي وصل إلى الجفينة. فتم إخراجهم منها أذلة صاغرين وتم استعادة فرضة نهم وأجزاء واسعة من صرواح وتم تحرير الحزم والغيل وعدد من مديريات الجوف وكان ﻷبناء عمران نصيب الأسد في التضحيات ولهم الباع الأكبر في تحرير تلك المساحات وتطهيرها من رجس أحفاد الامامة السلالية. ورغم كل هذه التضحيات و الصفحات المشرقة في تاريخ النضال الوطني ﻷبناء عمران الا أنهم يجدون أنفسهم كمن يرسم أجمل اللوحات على رمال الصحراء حيث تأت الرياح الهائجة لتطمر ما تم رسمه وكأنه لم يكن. يوما بعد يوم ونشاهد تضحيات أبناء عمران تتسرب من بين أيديهم ليجنيها غيرهم ثم يرميهم بالتهم و ينسب اليهم الخيانة والعمالة وخذلان الوطن. ليس هذا فحسب بل وينعتهم بالغباء والغوغائية والجهل.

انهم يشوهون صورتنا ويزورون تاريخنا ويلونون تضحياتنا بالسواد القاتم على مرأى ومسمع منا ومن مسئولينا وقياداتنا و أعلامنا ومشائخنا.

انهم يحتقرون جهودنا وولاءنا الوطني ولا تزال الحرب قائمة ولا نزال في المواقع والمتارس فكيف سيكون حالنا بعد ان تضع الحرب أوزارها.

هذه حقيقة لا ينكرها إلا أعمى البصر والبصيرة ونحن إذ نرفع أصواتنا عاليا ضد تلك الحملة التشويهية الرعناء لا نريد شق الصف ولا التقاعس عن أداء الواجب ولا اشغال الاحرار بمعارك جانبية بل نريد من قادتنا ومسئولينا ان يكون لهم موقف في التصدي لهذه الحملة الممنهجة الجائرة فنحن نضحي بخيرة رجالنا ونسقي الوطن أزكى الدماء ولكنا نأبى أن نفقد سمعتنا وصورتنا الوطنية البهية بل نريد لتلك التضحيان أن تخلد في سفر النظال الوطني بأحرف تليق بها وتحفظ مكانتها.

 

وفي ذات السياق , نطالب قادتنا ومسئولينا بدءا بمحافظ المحافظة وحتى أصغر موظف أسند إليه شيء من أمرنا أن يتحملوا مسئولياتهم وأن يتقوا الله في أبناء المحافظة الذين يعانون من مرارة النزوح وانقطاع المرتبات وغلاء المعيشة والايجارات كما نناشدهم بالتواجد بين أبناء المحافظة وتلمس حاجاتهم وحلحلة مشاكلهم.

كما نتمنى من جميع أبناء المحافظة توحيد الصف وجمع الكلمة والمطالبة بالحقوق وتفعيل مبدأ التكافل الاجتماعي.

وفق الله الجميع لما فيه مصلحة البلاد والعباد

دمتم والوطن بخير.