أغبياء الحوثي عشية العيد
بقلم/ علي العقيلي
نشر منذ: 7 سنوات و شهرين و 18 يوماً
الثلاثاء 05 سبتمبر-أيلول 2017 08:28 م
 

مع اقتراب عيد ( الأضحى أو الفطر ) يبدأ كل غائب أو مغترب بالتفكير في العودة إلى أسرته، وقضاء العيد مع أمه وأباه وأخوته وبين أطفاله، ويبدأ بترتيب نفسه للسفر إن أمكن وسنحت له الظروف، وإن حالت دون ذلك لا يكاد ينقطع عنهم بالاتصال بعد أن يشحن جواله برصيد كاف يتيح له مهاتفة كل افراد أسرته وأقاربه .
هذا هو حال كل مغترب عن أسرته خارج الوطن، أو غائب عن أهله في أصقاع البلاد، سواء كان في عمل أو وظيفة أو يؤدي واجبه الوطني في صفوف الجيش والمقاومة بالرباط في جبهات القتال أو المراكز الأمنية، هذا هو حالهم جميعاً كل من سبق ذكره نتيجة ذلك الشعور العاطفي الذي يمتلكونه ويفتقده أغبياء الحوثي وصالح .
عشية يوم عرفة وزعت قيادة مليشيا الحوثي وصالح على عناصرها في جبهات القتال ملايين الرصاص وآلاف الأعيرة ومئات القذائف وعشرات العبوات والألغام ودفعت، بأولئك الأغبياء إلى المحرقة، وقد كان الأجدر أن توزع على عناصرها كروت اتصال لتتيح لها فرصة التواصل مع أسرها علها أن تدخل السرور عليها وتطمئنها، بدلاً من تحويل أعياد تلك الأسر مسلوبة الإرادة إلى جحيم بجعالة الموت التي وزعتها على ابناءها ليلقوا حتفهم في عدوانهم الذي تدفعهم قيادتهم إلى شنه على الآمنين عشية عرفة وصبيحة الأضحى، وأفسدت بذلك فرحة العيد لدى أسرها ولدى العديد من الأسر اليمنية التي استشهد ابناءها في الدفاع عن أرضها وعرضها والتصدي لعدوان غادر تشنه عناصر مليشياوية غبية تعاني من نضوب كبير وجاف حاد في العواطف .
ليس بغريب تجرد تلك العناصر الغبية من الانسانية بعد جفافها من الشعور العاطفي، فقد تجردت من القيم الإسلامية وانسلخت عن الثوابت الدينية، حتى أصبحت ترى أن تفرغ خصمها لأداء الصلاة والتقرب إلى الله بالعبادات في المناسبات الدينية كصيام يوم عرفة وأداء صلاة عيد الأضحى فرصة سانحة للغدر به وتحقيق مكسب عسكري، دون أدنى احترام لشعائر الله المعظمة .
تستغل مليشيا الحوثي وصالح التزام اعدائها بالتفرغ لذكر الله في المناسبات الدينية المقدسة التي فرضها الله كصيام رمضان وعيدي الفطر والأضحى، في الوقت الذي هي فيه تتهمهم بالعمالة لأمريكا وإسرائيل ومحاربة الله ورسوله ودين الإسلام، ذلك الدين الذي تستغل التزام اعدائها بأداء فرائضه وذكر الله في أيامه لتحقيق مكسب عسكري جاعلة من تلك المناسبات الدينية العظيمة مواسم للغدر .
عندما تبدأ قيادة المليشيا الانقلابية بتجهيز عناصرها الغبية للغدر بالجيش الوطني في المواسم الدينية كيومي عرفة والأضحى، تطمئنهم بأنهم سيحققون انتصاراً ساحقاً، لأن العدو الصهيوأمريكي سيكون منشغل بصيام عرفة وصلاة العيد ونحر الأضاحي !!!.
يقولون لعناصرهم الغبية انتم تحاربون أمريكا وإسرائيل، دون أن تُشَغّل تلك العناصر الغبية عقولها في التفكير لماذا سنستغل انشغال العدو بصيام عرفة وصلاة وأضاحي العيد ونحن نحارب أمريكا وإسرائيل ولا نحارب المسلمين ؟؟!! ولماذا نحن لا ننشغل بصيام عرفة وصلاة وأضاحي العيد ونحن مسلمين، بينما العدو الذي نُكَفّره ونخرجه عن الاسلام، ونزعم انه من دول الكفر أمريكا وإسرائيل، بينما هو يتفرغ لأداء فرائض الإسلام، ونحن نستغل انشغاله بدلاً من اداءنا تلك الفرائض ؟؟؟!.
وهذا دليل آخر على غباء عناصر مليشيا الحوثي وصالح وتجردها من العقول البشرية والعواطف الانسانية والقيم الاسلامية والأخلاق العربية، ومعاناتها من نضوب الدين الاسلامي بداخلها وجفاف الضمير الانساني .
تلك العناصر الغبية وقادتها الفجرة يصفون رجال الجيش والمقاومة بالتكفيريين، أي أن رجال الجيش والمقاومة يكفرون مليشيا الحوثي وصالح ويصفونهم بالكفار، ولكن رجال الجيش والمقاومة لو كانوا كذلك لما اصطفوا لأداء صلاة عيد الأضحى هذا العام في صرواح آمنين وغدر بهم العدو الحوثي لأنهم يعتقدون أنهم مسلمين مثلهم وسيتفرغون لأداء صلاة العيد .
هكذا استغل الحوثيون تفرغ الجيش الوطني لأداء صلاة العيد كما استغل اجدادهم من قبل تفرغ الجيش المصري لأداء صلاة عيد الأضحى وغدروا بهم، كما روى ذلك وأكده العسكري المصري المتقاعد "أبو بكر البحيري" في مقابلة له على قناة " BBC " تحدث فيها عن أحداث هو جزء منها عندما كان جندياً مشاركاً ضمن القوات المصرية البرية المساندة للجمهورية في البلاد ضد الإمامة 1962 – 1967 م .
في صبيحة يوم عرفة العام الماضي 9 ذي الحجة 1437 والذي وافق 11 سبتمبر 2016 م، هاجمت مليشيا الحوثي وصالح الغبية المتجردة من الانسانية وقيم الاسلام، مواقع الجيش والمقاومة في جبهة مجبجب شمال بيحان، مستغلة انشغال رجال الجيش والمقاومة بصيام يوم عرفةـ وشنت هجوماً غادراً فجر ذلك اليوم، إلا ان الأبطال كانوا على يقظة تامة وتمكنوا من كسره، وقتل العشرات من عناصرها وتحرير عربة عسكرية كانت بحوزتها بعد ان كانت قد نهبتها من معسكرات الجيش بعد انقلابها على السلطات الشرعية في صنعاء سبتمبر 2014 م .
فتسببت تلك العناصر الغبية في مقتلها في هجومها الغادر صبيحة عرفة وأدخلت الحزن على أسرها مع اقبال العيد، وبسببها وفي سبيل التصدي لعدوانها والدفاع عن النفس استشهد من أبناء القبيلة البطل مجاهد شعنون العقيلي وأدخلت الحزن على أسرته، كما أصيب في ذلك اليوم الشيخ القائد صالح بن سالم العقيلي والذي استشهد فيما بعد في معركة أخرى منتصف يناير الماضي في جبهة الساق شمال بيحان .
وفي هذا العام ومع الساعات الأولى من فجر يوم عرفة الموافق 31 اغسطس 2017 م، شنت عناصر مليشيا الحوثي وصالح الغبية هجوماً غادر على مواقع الجيش والمقاومة في جبهة الساق شمال بيحان مستغلة اقبال عرفة، وتمكن ابطال الجيش والمقاومة من كسر هجومها وقتل العشرات من عناصرها، واستشهد منا البطلين عبدالله أبو ابكر العقيلي وفضل المسلعي الضيفلي في سبيل الدفاع عن النفس والوطن .
وفي صبيحة عيد الأضحى المبارك هذا العام شنت المليشيا هجوم غادر على مدينة عسيلان غربي شبوة، مستغلة تفرغ رجال الجيش والمقاومة لأداء صلاة العيد ونحر الأضاحي، دون ان تحترم تلك الشعيرة الدينية المعظمة، ورغم غدرها ومباغتتها لرجال الجيش والمقاومة إلا انها تلقت ضربات موجعة وقتل نحو 11 من عناصرها وتم أسر 2 فيما استشهد 5 من رجال الجيش والمقاومة .
هكذا حولت المليشيا الغبية عيد الأضحى إلى ذكرى حزينة في كل عام لأسرها بعد ان لقيت حتفها في عدوانها الغاشم صبيحة يوم العيد، كما تسببت في ذلك أيضاً لأسر من تسببت في استشهادهم يوم العيد من رجال الجيش والمقاومة من أبناء الشعب اليمني المدافعين عن أنفسهم من عدوان وبغي تلك العناصر الغبية في مختلف جبهات القتال .
ولم تأت عشية عيد الأضحى المبارك إلا وقد هلك معظم تلك العناصر الغبية في معاركها الغادرة خلال يومي عرفة والأضحى والتي دفعتها إليها قادتها الذين ذهبوا لقضاء العيد مع أطفالهم بين أسرهم بعد ان ارسلوا الأغبياء إلى خارج الحياة في يوم عيد دون ان يتيحوا لهم الفرصة لموادعة أسرهم ولو هاتفياً وليس لقضاء العيد معهم أو حتى العودة إليهم بعد العيد !!! لن يعودوا إليهم أبداً .
الأغبياء الذين يتعرضون للتعبئة الطائفية المتطرفة يتحولون إلى كائنات ضارة حتى على أنفسهم، وبقائهم على وجه الأرض كارثة، ليس على أنفسهم فحسب، بل حتى على أسرهم وعلى كل أبناء الشعب اليمني، وأكبر دليل على ذلك كل تلك الحرب المدمرة التي يشنونها ضد ابناء الشعب اليمني منذ نشأة تلك المليشيا الإرهابية المتطرفة وبدئها الحرب الطائفية من صعدة عام 2004 وحتى هذه اللحظة من كتابة هذا المقال .. هلكت وأهلكت .