مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل
كثير من اليمنيين يتابع ما يحصل دائماً ولا يفكر أين تكمن عقدة الصراع ، قد يقول قائل : أن اليمن كله عقد فأي عقدة تعني ؟ ، وهذا قول صحيح ، لكن المتابع للأحداث في شمال اليمن وجنوبه يلاحظ أن اليمن مصاب بعقدة مميزة ، تابع معي منذ عهد الأئمة ونحن في حروب دائمة ومستمرة ، فلو استعرضنا فقط مابعد ثورة ٢٦ سبتمبر في الشمال لم تستقر الأوضاع ، فبعد السلال قام القاضي الإرياني بإنقلاب ، وكان يرددون أغنية "وانظر السلال من فوق السحاب " ، وفعلاً لم ينزل من فوق السحاب الى اليمن ، وما أن بدأ القاضي يضعف نصيبه في الجيش ، اذا بالحمدي يخلفه في إنقلاب سمي أبيض ، وسواءاً كان أبيضاً أو اسوداً ، لكنه لم يستمر فترة حتى قُتل ، وجاء الغشمي الذي لم يستقر على الكرسي حتى قُتل وجاء صالح ، وبعده بفترة حصل الإنقلاب الناصري ، ومرت فترة ليس بالكبيرة فإذا بِنَا بحرب التخريب كما سميت وهكذا دواليك ، وليس الجنوب بأفضل حال ، فرفاق الدرب لم يتركوا قحطان وإذا بهم يأتون بسالمين بعد معركة بين الأحباب ، سالمين لم يرق لهم فأخرجوه بمثل تلك الحرب ، وتمنى الشعب أن يستقر الوضع كون الباقي ربما أكثر قرباً من بعض ، .
ولكن هذا لم يستمر فترة حتى حصلت حرب مدمرة والتي سميت بحرب يناير ١٩٨٦ م ، وإحتاج الشطرين الى بعضهما بعد إنهاك من الصراع بتوحد اليمن وتنفس اليمنيون الصعداء بالحرية والتعددية السياسية ، وتمنينا أن تكون المحطة الاخيرة ، ولكن هذا الحلم لم يكتمل فقامت حرب صيف ١٩٩٤ م واستلم المؤتمر الزمام ، وبدأ التاسيس للعمل المدني الذي لم يرق لصالح ، فالتف عليه ، وفي كل مرة يقدم مسرحية جديدة فيما يسمى بالإنتخابات سواءاً النيابية او الرآسية ، وكانت الأحزاب والتنظيمات السياسية تعديها كما يقول إخواننا المصريين ، الى أن وصلت الى محطة انتخابات ٢٠٠٦ م ، حيث تكتلت كثير من الأحزاب وراء المناضل الكبير المهندس فيصل بن شملان ، ولكن الحلم لم يكتمل ، وأعلنت بعدها الأحزاب السياسية النضال السلمي لجر الصراع من الإحتراب الى الإقتراب ، ومن نضال السلاح الى النضال السلمي ، وفعلاً حاول الشباب تفعيل هذا النضال ، ووصل ذروته في ٣ فبراير ٢٠١١ م ، ولكن الربيع العربي عجل بإخراج الشباب في ثورتهم ١١ فبراير ٢٠١١ م وكانت سمفونية جميلة ، جمعت مختلف فئات الشعب ، والغريب انهم جميعاً اتفقوا على ترك السلاح في المنازل ، والخروج عزلاً متناسين ثاراتهم ، متآخين في ذلك المكان الذي أدهش العالم وأصبح نموذجاً يحتذى به ، وكم كانت فرحتنا ان ينظمَّ الحوثي الى هذه السمفونية ، ولكن الطبع غلب التطبع و أعادنا الى مربع الصفر وعُدنا الى الإحتراب من جديد وهاجم دماج وسار حتى وصل عدن اليوم .
بعد هذا الاستطراد سيقول السائل أين عقدة الصراع ؟
مادام لم تفهم من هذا السرد عقدة الصراع ، فعقدة الصراع تكمن في السلاح والمليشيات المسلحة ، وقد قدر الله -ولا راد لقضائه والحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه - أن تجمعت دول التحالف لضرب هذه العقدة .
فلماذا لا نغير حالنا الى وضع آخر (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) ؟!
ونأخذ تجربة اليابان ، ضُرِبٓتْ بالقنبلة النووية فحولت إمكاناتها الى الإقتصاد وأصبحت اليوم من الدول العضمى في جانب الإقتصاد .
ولهذا أوجه دعوه الى :-
١- عبدالملك الحوثي لعلها تجد اليه طريقاً - اللهم افتح قلبه لها - إترك العناد ، وقدم مصلحة الشعب ، ومد يد السِلم ، وإقبل بالصلح ، وبادر الى الحوار ، ولا يهمك المكان مادام ذلك في مصلحة الأمة ، وكان العرب يسمون من يسعى الى الصلح سيداً هذا قبل الاسلام ، وقد أكد ذلك جدك صلى الله عليه وسلم عندما قال ، في جدك الحسن : " إن إبني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " وتحقق ذلك وكان حقاً سيداً ولم يلتفت للمرجفين والمزايدين وكان يقود جيش من مائة الف من المقاتلين الأشداء والشرعية معه ومع ذلك تركها قربى الى الله وحقنا لدماء المسلين فنال القيادة والسيادة والشرف العالي العظيم ، والأجدر بك ان تقتدي به - وهو أحق من يقتدى به - وعندما نظر عمرو بن العاص رضي الله عنه رجع الى معاوية رضي الله عنه وقال له : فئتين من المسلمين سيبيد بعضهم بعضاً ، فقال معاوية رضي الله عنه : لا خير في الحياة بعد هؤلاء ، فمن نحكم بعدهم ، وسمي هذا العام عام الجماعة ، عندما تنازل الحسن رضي الله عنه ،
فلماذا لايكون عامنا هذا عام الجماعة ؟!
٢- المؤتمر الشعبي العام ، الأمة تنظر إليكم ، فأنتم من ننتظر منكم الكثير ، فتجاوزوا صالح ، ولا تجعلوه يحرق ما تبقى من رصيدكم الجماهيري ، وقولوا له : الى هنا نتوقف فمصلحة الشعب فوق المصالح الشخصية - والخرق يكبر على الراقع - فلن يغرق الآخرون وتنجون انتم فهذا محال ، ودعونا نسحب جميعاً فتيل الحرب ، وننشر ثقافة التسامح والسلام ، و ننتقل من الإقتتال الى الإعتدال ، ونتمثل بقول الشاعر :-
إذا احتَرَبتْ يَوْماً، فَفَاضَتْ دِماؤها، تَذَكّرَتِ القُرْبَى فَفَاضَتْ دُمُوعُها
ونجعل هذا العام عام التسامح والتآخي ، عام الألفة والمحبة ، عام لم شمل الأسرة الواحدة ، عام تُفتح فيه صفحة جديدة بيضاء ناصعة نقية ، عام تتجلى فيه الحكمة اليمانية والإيمان ، عام نحقق فيه نبوأة محمد صلى الله عليه وسلم ، أتمنى أن تلامس هذة المعاني نفوس عالية ، وقلوب رقيقة وأفئدة لينة - كما وصفكم به الصادق المصدوق جاءكم أهل اليمن وهم ارق قلوبا وألين افئدة - . (( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ))
٣- اخواني في الإصلاح ، أعلم حق اليقين أنكم قدمتم الكثير ، وتنازلتم لدرجة وصموكم فيها بالجبن والخور ، والله ما هو طبعكم ولا هي شيمة من شيمكم ، وقد تحملتموها برحابة صدر ، طاعة لله ، وتغليباً لمصلحة هذه الأمة ، وحرصاً على هذا الشعب ، وحفاظاً على المقدرات العامة ، ولا يضركم أن تسمعوا من الجهلة أنكم عملاء ودواعش ، تمثلا بقول الله عز وجل : (( وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً )) ، فاكثروا من التنازلات ، وواصلوا مساعيكم للملمة الأمة ، ضمدوا الجراح ، امتصوا تشنج المكلومين ، اكفلوا الأيتام ، واسوا الفقراء ، إجعلوا هذا العام عام يغاث فيه الناس وفيه يعصرون ( الحلال ) .
٤- آيها الشباب ، أنتم عماد الأمة ، وسر نهضتها ، أنتم من قدمتم الشهداء ، وأنتم من بذلتم الجهود ونزلتم الى الساحات وقارعتم الباطل ، فأنتم رافعة الأمة ، وأنتم من قال فيكم الشاعر
لا يرتقي شعب الى أوج العلا
مالم يكن بانوه من ابنائه
فأنتم من تبنى بكم الأوطان ، وتتحقق بكم الحرية ، فساعدوا شعبكم للخروج الى بر الأمان ، والله معكم ولن يتركم اعمالكم
* اللهم اهدنا بهداك ورضنا برضاك وألطف بِنَا فيما جرت به المقادير ، امين