جنون الحوثي في مواجهة نظام هادي
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 9 سنوات و 10 أشهر و يومين
الأربعاء 21 يناير-كانون الثاني 2015 09:58 ص

على مدى ساعة و15 دقيقة من حديث الحوثي حول أسباب الأحداث الأخير , لم أجد فيه مبررا يبيح له حقا ما أقدم عليه من خطوات , وإنما هي أمور فنية إدارية قانونية يمكن حلها والإتفاق عليها مع القائمين عليها دون الحاجة لهذا العمل الانقلابي العنيف . ولكن يتضح جليا أن هناك ما يزعج الحوثي وجماعته ويقلق كثيرا من يقف وراءه في الداخل والخارج أكثر من مسودة الدستور والهيئة الوطنية والشراكة وغيرها من الشماعات التي يدندن بها .
 وأرى أن مصدر قلقه هو أنه وبرغم ما أنجزه من إقصاء وتسيد لخصومه , ما زال هناك من يقف بكل شموخ وقوة عائقا أمام جدوله الزمني نحو تنفيذ مخططه التوسعي . وهذا تمثل أمامه في " مأرب " و " إلإصلاح " وقد ذكرهما في خطابه أكثر من مرة . الحوثي وحلفاءه يرون أن مأرب والإصلاح نقطة هامة أمام كل ما يخططون له من سيطرة وتقسيمات , ولذا يضغطون على النظام ليكون مظلة لهم في سرعة التخلص من هذا السد الصلب الشامخ أمامهم , وذلك لأسباب عدة منها : 1 ـ إن " مأرب " ستكون موطنا لكل فرد في هذا الوطن أمام توسعهم ليس الإصلاح ومن معه من رجال القبائل وحسب , بل أنها ستكون قبلة يتوجه نحوها كل مخلص غيور ـ 2 ـ مأرب تشكل موقعا هاما فهي مدخل للمحافظات الجنوبية وخاصة " شبوة وحضرموت " , وهذا سيجعل القبائل الجنوبية تنضم لهم فسقوط مأرب بوابة الدخول إليهم ـ 3 ـ ستجد " القاعدة " في المواجهة حربا جهادية يجب عليهم دخولها , وهذا يدعو لتنامي القلق في نفسية الحوثي ومن يقف وراءه ومعه . ـ 4 ـ تمثل مأرب مصدر إمداد لطاقة الكهرباء والغاز والنفط , وذلك سلاح هام قد يستخدم ضدهم بطريقة وأخرى . ـ 5 ـ يمتاز رجال مأرب خاصة واليمن عامة بالبأس والثبات مع امتلاكهم للعتاد اللازم للدفاع عن محافظتهم وأهلهم ـ 6 ـ تمتاز مأرب بعلاقات متينة مع القبائل في عموم اليمن وخارجه ولهم أنساب وسلالات تنتشر في دول مجاورة , وهذا يستدعي مد يد الدعم المادي واللوجستي إن لم يتطلب تدخلا مباشرا منهم ـ 7 ـ يمثل الإصلاح تنظيما مترابطا قويا وله تحالف قبلي متين وأفراد يمتلكون رغبة نفسية قوية في خوض شرف الدفاع عن أصول دينهم وكرامة وطنهم وحياة أهلهم , وما كان يصدهم سابقا إلا تعبد الله في طاعة قيادتهم وفق ما تراه من جلب مصلحة ودرء مفسدة , ولكن إن لم يكن من الموت بدٌ فمن العار أن يموت \" الأخ \" جبانا .
أظن ذلك أكثر ما أثار حفيظة الحوثي دون غيره من الأسباب الأخرى . وشدني نبرة التحدي القوية التي صفع بها وجه المجتمع العربي والدولي في حالة تهورهم للتدخل في اليمن . وكذلك مدى استهتاره بكل أرواح ومكتسبات الوطن , وعدم اهتمامه بما سيحصل من دمار وقتل وفتنة إن لم يتم تنفيذ طلباته تحت مظلة الحكومة الشرعية . وهذا ما عناه وهو يكرر أن سقف الإجراءات التي سيقوم بها في حالة عدم الاستجابة عاليا ومفتوحا .
الحوثي لن يتورع عن احراق الوطن بمن فيه في سبيل تحقيق أهدافه . فمن سيقف في وجه الحوثي وجبروته وتهديداته المجنونة . بعد الله العزيز , لا أجد إلا اصطفافا شعبيا متراصا أمام هذا الإعصار القاتل لتفتيته وإرهابه وتحجيمه , وأن يسانده دعم حكومي ويشاركه إمداد أمني وعسكري . وإن لم يكن كذلك فالبديل سنون عجاف دامية سنعيشها جميعا وستطول ليذوق مرارتها أحفادنا , والذين لن يجدوا أمامهم إلا تحميلنا المسئولية بدلا من الثناء والترحم علينا .