معالي وزير الخارجية .. !!
بقلم/ د. طه حسين الروحاني
نشر منذ: 10 سنوات و شهر و 22 يوماً
الخميس 02 أكتوبر-تشرين الأول 2014 09:50 ص

وانا استمع الى كلمتك ..

شعرت بالحرج وانت تتحدث عن الخدمة المدنية ونظام البصمة والصورة في محفل دولي ..

شعرت بالشفقة وانت تتوسل الى الحاضرين والمجتمع الدولي لأي شكل من اشكال المساعدات الإنسانية ..

شعرت بمجافاة الواقع وقلب للحقائق وانت تشيد بدور الهيكلة وتحسن الوضع الامني ..

شعرت بنوايا التراجع وانت تتحدث عن الحوار والسلم والشراكة ثم تستعرض وجهة نظر معينة ..

شعرت بوعد من لا يملك ولا يعلم وانت تتنبأ بمشارف الدستور والاستفتاء ثم السجل الانتخابي ..

شعرت بالإحباط وفقدان الامل وانت تهمل محور المخرجات وبقية الاستحقاقات الدستورية ..

شعرت بالاشفاق عليك مرة اخرى وانت تلقي التهم جزافا يمينا وشمالا غير مقدر حجم ومسؤولية ما تقول ..

شعرت بخبرتك المتواضعة .. على الأقل فيما يتعلق بالشأن اليمني .. !!

..

مع احترامي وتقديري لشخصك .. نحن نتكلم عن أداء لم يكن موفقا ...

..

معالي الوزير كنت اتمنى ان لا تنسى بانك تلقي كلمة الجمهورية اليمنية، كان يجب ان تكون كلمتك باسم جميع اليمنيين لا ان تكون متحدثا باسم طرف بعينه وتتحامل على الأطراف الأخرى دون اثبات او دليل تمتلكه انت او غيرك، لم يكن خروجا عن اللياقة الدبلوماسية ان تكون منصفا حصيفا عادلا في قولك وتوصيفك للمشهد،

معالي الوزير ان تتبنى وجهة نظر معينة حتما سيفرض عليك اقحام كثير من عناصر التأييد لما تقول، اغلبها ستكون مغالطات جافة وعكس للحقائق وهذا ما ظهر جليا في كلمتك، واجزم انك لم تكن مقتنعا بما تقول كما كان شأن من تبقى من الحاضرين بعد مغادرة الاغلبية والذين يعرفون اليمن ربما اكثر مني ومنك،

معالي الوزير مسودة الدستور الى الان لم تنجز والسجل الانتخابي مازال بعيد المنال والتحسن الأمني الهش الذي ذكرته لا وجود له على الواقع، والهيكلة لم تكن الا قرارا استحقاقيا لاكمال التسوية المزعومة، ورغم ما ذكرت من التفاصيل الا انك لم تعرج على شاهد يسوقنا الى شيء كنا نطلق عليه انتخابات،

معالي الوزير نعم وضع البلد سيء واقتصادها ضعيف لكن ليس بالصورة القاتمة التي رسمتها وليس بالقدر الذي وصفته في تسجيل اعلى نسب الامية والفقر والبطالة واظهار اليمن انها تعيش في حقب ما قبل التاريخ لاستعطاف المانحين او تغطية لفشل وعجز حكومتك التي مارست سلوكا عدميا في معالجة الاوضاع،

معالي الوزير نعم من لا يشكر الناس لا يشكر الله لكن ليس هكذا يكون الامتنان، ثم ان الاستطراد والاسهاب في الثناء والشكر ربما يعطي رسالة مغايرة وتقرأ بشكل خاطئ، تحدثت وكأن اليمن لا شيء بدون المبعوث الاممي، وبالغت وكأن اليمن كانت في سير الغابرين لولا دعم ورعاية الدول العشر،

معالي الوزير تعلم ويعلم الجميع انه لا يوجد جهة معنية سوف تسألك عن ما قلت، ولذا فانت في فسحة من القول كما تشاء، لكن يكفي التاكيد بالعلم ان ذلك النوع من الخطابات كان وما يزال جزءا اساسيا من المشكلة وليس الحل وبكل اللغات هو من اوصلنا الى ما نحن عليه،،

معالي الوزير .. شكرا ،،،

https://www.facebook.com/taharawhani

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
  أحمد الجعيدي
حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
أحمد الجعيدي
كتابات
مصطفى راجحسقوط النُخبة
مصطفى راجح
محمد عبدالحكيم الصلويبَشائر النَصر ..
محمد عبدالحكيم الصلوي
مشاهدة المزيد