شركة غوغل تكشف عن نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي 13 دولة يصدرون تحذير عاجل إلي إسرائيل من الهجوم على رفح السلطات المحلية بمحافظة مأرب تمهل أصحاب محطات الغاز غير القانونية 72 ساعة للإغلاق الطوعي اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات الثانوية العامة للعام 2023-2024 قناة الحرة الأمريكية تكشف تزويرا وفبركة قامت بها المليشيات الحوثية استهدفت الرئيس بوتن بمقطع فيديو .. حقيقة علاقات موسكو مع صنعاء احذر منها فورا .. أطعمة تجعلك أكبر سنًا وتسرع الشيخوخة رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص لرئيس بوتن الجهود الروسية لاحتواء التداعيات المدمرة على الاوضاع المعيشية والسلم والامن الدوليين السعودية : رئاسة الحرمين الشريفين جاهزة لاستقبال الحجاج الاتحاد الآسيوي يدعم مقترح فلسطيني بإيقاف إسرائيل دوليا صحيفة أمريكية تكشف أغرب حالات التجسس الصينية على أسرار عسكرية أميركية
مأرب برس - خاص
ربما لم يكن يخطر ببال اليمنيين جميعا سواء في الشمال او الجنوب في عام 1990 وهم يشهدون ميلاد اليمن الموحد انه سيأتي يوم تعود فيه قضية الوحدة لتصبح محل نقاش وتجاذبات بين أبناء اليمن. لا شك أننا سواء في الشمال أو الجنوب كنا ننظر للوحدة علي أنها محطة التغيير الكبرى في حياتنا نحو مستقبل أفضل ، تغيير يتعدى مجرد دمج الكيانات الإدارية في الشمال والجنوب ليشمل الجوانب السياسية والإقتصادية بل والإجتماعية والثقافية. مازلت أتذكر الناس في مجتمعنا القبلي قبيل إعلان الوحدة وهم يتحدثون كيف أن الوحدة ستلغي جميع الثارات القبلية وستضع كل الدماء ليبدأ الناس عهداً جديداً من بدأ فيه بالقتل أصبح مجرماً تأخذ العدالة فيه مجراها. الكثير في الشمال كان يتوقع من الوحدة دولةً يكون فيها النظام والقانون هما السلطة العليا وكانت جميع النفوس مهيأة لذلك وفي الناحية الاخرى كان المواطن في الجنوب يرى في الوحدة متنفساً من الكبت وعودة نحو الإستقرار ومشاركة الجميع في إاستثمار خيرات الوطن . اليمنيون في الشمال والجنوب كانوا يرون في الوحدة الرخاء والإزدهار والقوة وأن تتحول الأموال التي كانت تنفق علي الجوانب العسكرية والامنية نتيجة التوتر بين الشطرين أن تتحول هذه الأموال نحو البناء والرخاء الاقتصادي للمواطنين جميعا في الشمال والجنوب. لقد كان الجميع يأمل أن تكون الدولة الوليدة مثالاً للدولة الحديثة علي مستوى المنطقة والعالم العربي .
إنه من الغباء اليوم عدم الإعتراف بان هناك حالة من الإحباط لدى الكثيرين لما وصل اليه الحال في جميع الجوانب السياسية والاقتصادية ، حالة الإحباط هذه تقود الكثيرون إلى إعادة التفكير والمراجعة في كل شيء وحتى في ما يراه البعض ثوابتاً كالوطن والثورة والوحدة.
وكذلك فإنه أيضاً من السذاجة أن نتصور أن الحل يكمن في عودة كل شيء إلي ما قبل الوحدة وكأن هذه السنوات السبع عشر لم يتغير فيها شيء أوكأن الأمر بكل سهولة يقتصر علي عودة براميل الحدود والأعلام كما كانت. إنناجميعاً في الشمال والجنوب نختزن الكثير من الاحتقانات المناطقية والإجتماعية التي تراكمت علي مدى سنوات وهي قابلة للانفجار عند ما تجد من يشعلها ويساعد علي إشتعالها وعندما ينفرط العقد فانه بالتأكيد سيوجد الكثيرون محلياً وإقليمياً وعالمياً التي تتوافق وتتعارض مصالحهم في تفجير مثل هذه الإحتقانات في شمال اليمن وجنوبه وستأخذ أشكالاً مختلفة علي حسب كل منطقة وحسب تقاطع وتوافق المصالح فيها.
العزف اليوم علي نغمة الإنفصال يستخدمه الكثيرون لحسابات مختلفة فبينما يراه البعض وسيلةً للجماهيرية والنجومية لأنه في ظل الاوضاع الحالية يجد له صدىً كبيرًا، يجده البعض الآخر وسيلةً للإنتقام والثار الشخصي لفقدان مراكز قوته وإمتيازاته وتراه أحزاب المعارضة بعبعًا تخيف به الحزب الحاكم وتذكره أنه ثمرة لما جنته سياساته . وعلي الناحية الاخرى يرى الحزب الحاكم في مثل هذا المشروع وسيلةً تساعده علي البقاء والإستمرار وإستخدامه لتخوين كل من يعارضه أو يعارض سياساته بل وتجييش الناس خلف مشروع الدفاع عن الوحدة باعتباره الحارس الوحيد لها . وبين هذا وذاك سيظل المواطن اليمني البيسط جيلاً بعد جيل يدفع الثمن وفي كل مرة يكتشف بعد عشرات السنين أن التجربة فشلت وأن عليه أن يبدأ تجربةً أخرى بحثاً عن العدالة والرخاء . إننا جميعاً بحاجة إلي التفكير هذه المرة بطريقة مختلفة حتى نصل إلي نتيجة مختلفة.