مكتب المبعوث الأممي يلتقي بمؤتمر مأرب الجامع ويؤكد حرص الأمم المتحدة الاستماع إلى الأطراف الفاعلة مجلس القيادة يجتمع ويناقش عدة ملفات في مقدمتها سعر العملة والتصعيد الحوثي بالجبهات بترومسيلة بحضرموت تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير المازوت بمناسبة اليوم العالمي للجودة...جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة اعتذار رسمي في ايطاليا بسبب القدس من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟ رصد طائرات مسيرة ''مجهولة'' تحلق فوق 3 قواعد تستخدمها أميركا في بريطانيا صحيفة أميركية تتوقع أن يوجه ترمب ضربات تستهدف قادة الحوثيين وتُعيد الجماعة إلى قائمة الإرهاب مستجدات حادثة العثور على حاخام يهودي ''مقتولاً'' في الإمارات اليمن تسجل أول حالة إصابة بـ ''جدري الماء''.. ماذا نعرف عن هذا المرض؟
في "الجامعة العبرية" بالقدس المحتلة وتحديدا بقسم دراسات الإسلام والشرق الأوسط قدم الباحث اليهودي "إسرائيل تيكونسكي "دراسة بعنوان: "الدعوة المحمدية في القرن الحادي والعشري...مواعظ عمرو خالد نموذجا".
وأكد الباحث أن الهدف الأساسي من دراسته يتمثل في عرض وتحليل أسلوب الداعية الشاب عمرو خالد وإستخدامه للدروس الدينية كأداة لتوجيه رسالة للشباب والطبقة الأستقراطية بشكل يخرج عن الصورة النمطية
للداعية من خلال مظهر متمدن و طريقة خطاب جذابة وعصرية.
والباحث "الإسرائيلي" الجنسية له باع طويل في الدراسات الخاصة بالشرق الاوسط إضافة إلى عمله لفترة كمستشار ثقافي للسفارة إسرائيل بمصر.
وفقا لرؤية الباحث فإن عمرو خالد يختلف عن غيره من الدعاة الآخرين من عدة أوجه:
أولا: المظهر الخارجي، من خلال حرصه على إرتداء الملابس الأنيقة والفاخرة مع رابطات العنق ذات الألوان الكثيرة، ووجه ذو شارب منمق دون لحية، هذه مفردات لمظهر عصري جعله يختلف كثيرا عن دعاة المسلمين بشكلهم النمطي باللحي، والجلابيب يخوفون ويهددون.
الوجه الثاني: يرجع إلى وسائله في الدعوة والانتشار من خلال قدرته للتجاوب مع التكنولجيا الحديثه بتوصيل رسالته عن طريق القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت ووكالات الإعلان، كذلك خروجه من جدران المسجد بإلقاءه المحاضرات للتجمعات بالنوادي وقاعات الاجتماعات الكبرى إلى الصالونات بمنازل الصفوة بمصر والخليج العربي وهو ماحقق للداعية الشاب مزيدا من الشهرة والانتشار.
وجه ثالث جعل خالد متميزا وهو جمعه بين التعليم العام والشرعي وكذلك تبنيه مبدأ التنمية بالإيمان حيث في أحاديثه ودروسه ولقاءاته بوسائل الإعلام على ضرورة إحياء الوطن العربي فيما يسميه بالنهضة وذلك يتحقق من خلال الدمج بين الدين و العمل.
وأصبح برنامجه "صناع الحياة" مبادرة لمشروع اجتماعي هام في العالم العربي وأوروبا وفي إطاره يعمل الشباب في المجتمع, يجمعون الملابس للمحتاجين ويعدون معونات غذائية للفقراء في شهر رمضان ويقومون بأعمال تطوعية ومساعدة للمجتمع.
الأسلوب الغربي
ويرى الباحث أن عمرو خالد اتبع أسلوب حركة "نيو إيدج" الاصلاحية الغربية من خلال استعارته واستفادته من كافة الأساليب الدعوية المتنوعة لأغلب التيارات الدينية المتواجدة على الساحة مادام أسلوبها موافق للعقيدة الإسلامية باستخدام أساليب التواصل الحديثة للقرن 21 مثل القنوات الفضائية وشبكة الانترنت ووصل الأمر إلى أن تخطت برامجه شعبية برنامج "أوبرا وينفري" كما حظي موقعه على الإنترنت بالمركز الثالث في قائمة أكثر المواقع العربية شهرة على الإطلاق عام 2005 من خلال تصفح أكثر من 26 مليون زائر له.
المنهج الواقعي
وأشارت الدراسة إلى أن "خالد" يتوق لبناء منهج واقعي وإصلاحي جديد للإسلام في مقابل شيوع التعصب الديني وهو ما شجع على خلق منهج انتقائي جديد من خلال أسئلة وأفكار وأساليب وأنواع تيارات دينية أخرى دون الخروج عن الدين الإسلامي وإطاره العام.
ويرى الباحث أن "خالد" استفاد أيضا من أفكار المتصوفه حيث اشتملت بعض دروسه على حكاياتهم وحبهم النبي وضرورة الاقتداء به, كما يتسم أسلوب خالد بأنه أسلوب انتقائي ومن الواضح أنه استعار بعض أفكار وأساليب متنوعة من تيارات دينية أخرى وذلك عن طريق استخدام بعض المفاهيم والأفكار العصرية، وأحيانا يستخدم أسلوب ينطوي على المفارقة الزمنية من خلال تجربة لتقديم وجهة نظره.
كما قدم "خالد" لشخصية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في دروسه بمفردات عصرية بالرغم من كونه عاش في القرن السابع الميلادي، وكأنه حتى الآن وثيق الصلة بأتباعه، إضافة إلى تواصل الداعية بلغة الشباب المسلم ومعالجته الموضوعات التي تستحوذ اهتمامهم في العصر الحديث رغم اختلاف أنماطهم شرقا وغربا.
ظاهرة عمرو خالد
أضافت الدراسة أن "ظاهرة عمرو خالد" - كما أطلق عليها الباحث- لفتت انتباه المراقبين والمستشرقين الجدد وشبهه البعض بـ "الدعاة المسيحيين" في التليفزيون الأمريكي، ففي تقرير للصحافي "لبروبيل" حول خالد في صحيفة "الاندبندنت " البريطانية قدم عمرو خالد بوصفه "بيل جراهام" الإسلام.
واستشهد الباحث بمقال للكاتبة "سامنتا شبيرو" بجريدة "النيويورك تايمز" تحدثت فيه عن عمرو خالد, وأثنت عليه وتطرقت في بداية المقال لأسلوبه في الحشد الجماهيري وقدرته على تناول القصص الديني بطريقة تجذب الجماهير، واستخدامه لبعض الأفكار المدنية الحديثة مثل دور المرأة بالمجتمع والحرية والعدل والمساواة، كذلك استعمال المصطلحات الجديدة في تقديم الشخصيات والرموز الاسلامية كتقديمه النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أنه قائد دولة، وقدم خالد أيضا, اعتكاف النبي في غار "حراء" قبل النبوة على أنه كان من عادات المجتمعات العظمى قديما إن أرادوا تقديم أعمالهم يعتكفون في أماكن نائية لكي يروا العالم بصورة أخرى.
هذا إضافة إلى تقديمه للسيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ على أنها كانت سيدة أعمال ناجحة جدا، وسيدنا "عثمان بن عفان" على أنه من أفضل رجال الأعمال في المدينة حيث إنه كان شديد الثراء، وبهذا أراد خالد أن يخلق جيل جديد من رجال الأعمال الذين يكون لديهم القدرة على دعم الدعوة.
تأثير واسع
تطرق الباحث أيضا إلى موقف السلطات المصرية من عمرو خالد قائلا: "استمر خالد في دعوته بمسجد الحصري بعد ذلك تم إجباره على أن يستكمل دعوته في مسجد بعيد جدا في مدينة 6 أكتوبر في أطراف القاهرة وذلك بضغط من السلطات المصرية لخوفها الواضح من اتساع شعبية خالد، وحدث ذلك في نفس الوقت الذي كان يلقي فيه خالد دروسا في بيوت نساء العائلة الحاكمة بمصر وفاز بانتشار واسع وارتدت عدد من الإعلاميات والفنانات الحجاب كنتيجة لتأثرهن به".
أضاف الباحث: "في أكتوبر 2002 أنذرته الداخلية المصرية بأن لا يعطي دروسا في مصر مرة أخرى وذلك لخوف الحكومة المصرية من النجاح الكبير والانتشار الواسع الذي حظي بانتشار واسع في وسائل الإعلام, خاصة المجلة الأسبوعية "روز اليوسف"، وعلى إثر ذلك خرج من مصر وهاجر إلي بريطانيا لكنه ظل يشغل وسائل الإعلام المصرية من خلال برامجه الناجحة عبر الفضائيات وأثرها على الشباب المصري، كما تأثر به الاف الفتيات بارتدائهن الحجاب
وتخلى الشباب عن أسلوب حياتهم الخاطئ من حفلات وتعاطي مخدرات وأطلقوا الحية وأصبحوا من مرتادي المساجد.
يكمل الباحث كلامه قائلا: "استمر خالد في توجيه برامجه التلفزيونية من خلال القنوات الفضائية "اقرأ" و"أوربت"و "دريم" , واستمر في نشر مقالاته في الصحف المصرية، مركزا هدفه في لندن لنوعين من الجمهور، جمهور الشباب المسلم في العالم العربي، وجمهور الشباب المسلم في أوروبا.
كما دعا الشباب المسلم في العالم العربي وأوروبا للعمل لإحياء الأمة الإسلامية العربية عن طريق تغيير أسلوب حياتهم من أجل المجتمع ومساعدة المحتاجين في إطار مشروع صناع الحياة.
كما دعا المسلمين في أوروبا بأن يتعايشوا ويندمجوا داخل المجتمعات التي يعيشون بها".
السيرة النبوية
أشار الباحث أيضا إلى تطرق خالد في دروسه إلى الأهمية الكبيرة لتعلم السيرة النبوية باعتبارها الشريان الرئيسي للأمة الإسلامية والتي بفضلها يمكن تحقيق النهضة وأن يجلب الإصلاح للأمة الإسلامية، مؤكدا على الجانب العملي للسيرة النبوية وتجسيد مشروعات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ القائد بداية من التخطيط وتحديد الأهداف وكيفية تحقيقها مرورا بالتثبيت بالهدف ومعرفة الجوانب المختلفة للإدارة والقيادة والمبادرة والإبداع وتأهيل جيل الشباب نهاية بالمغزى من الفشل، كما قدم أسلوب تعامل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع قريش على أنه نموذج لإدارة الأزمات، بدأ من مرحلة التخطيط الاستراتيجي واتخاذ الخطوات الايجابية والاستجابة للتطويرات وأيضا أسلوب إجراء المفاوضات.
الدعاة الجدد
ووفقا لرؤية الباحث يعد عمرو خالد الأكثر معرفة و نجاحا وانتشارا بين مجموعة الدعاة الشباب الذين يطلق عليهم "الدعاة الجدد" والذين بدءوا طريقهم منذ بداية تسعينيات القرن العشرين في العالم العربي، وإلي جانب عمرو خالد هناك صفوت حجازي وخالد الجندي من مصر والحبيب علي الجفري من اليمن، والذين استعاضوا عن الأسلوب المعتاد لرجل الدين العالم بالاختلاط بالجمهور وتلبية احتياجات جمهور الشباب عن طريق الدعوة الإسلامية المنفتحة .
ويختتم الباحث دراسته بالقول بأن هؤلاء الدعاة الجدد غير مؤهلين فقط لتزويد لجموع المستمعين بالتوجيه الأخلاقي والروحاني والنهج الديني وليسوا أهل لإصدار الفتاوى على عكس العلماء والمفتين لكنهم نجحوا في الوقت نفسه بالخروج بالخطاب الإسلامي من جدران المساجد إلى فضاء أوسع وأرحب.
* محيط