حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء
يتقن صُناع القرار في اليمن ثلاثة أشياء:صناعة الخصوم،وصناعة الرموز، وتكسير التحالفات. ويفشلون
في تحدي التنمية والوحدة الوطنية والمواطنة المتساوية!!
ما إن انتهى الرئيس علي عبدالله صالح من آخر كلمة له في خطابه بمناسبة 30 نوفمبر ودعوة المعارضين في الخارج للعودة -عدا من تلطخت أيديهم بالدماء حسب استثنائه- حتى سارع مصدر مؤتم
ري ليقطع الطريق إن كان مقصوداً بهذه الدعوة الرئيس السابق علي ناصر محمد، المقيم حالياً في سوريا والحليف السابق للرئيس صالح.
في بداية الاضطرابات في (الجنوب) أرسل الرئيس شاباً من أعضاء اللجنة العامة -وليس الإرياني- للقاء علي ناصر وتمت اللقاءات وعقدت اتفاقات بين الطرفين لكن (صنعاء) لم تمض لنهاية الطريق، على ناصر التزم الصمت ورفع بعض المتظاهرين صوره في مظاهرات الجنوب وازدادت الأمور سخونة، فرأى علي ناصر أن الأجواء مواتية لاستعادة زمام المبادرة والاقتراب من موقع (التأثير) والقيادة، ودار لغط حول قضية محاولة اغتياله وخرج باتهامات صريحة لـ(صنعاء) في حوارات صحفية، وسخر من وضع الرئيس في الجنوب دون التوصل لحلول وقال جملته الشهيرة: (معشق في المعاشيق)!
- علي ناصر رجل سلطة ولديه تجربة وتحالفات داخلية وخارجية، يمتاز بمرونة منذ محاولته الاقتراب من سياسة الانفتاح الرأسمالي حين اختلف مع رفاقه في عدن عام 86م، يحظى بثقل في مؤسسة الجيش، وهناك تياره الموجود في السلطة منذ عام 94م والذي تعزز بخروج الحزب الاشتراكي.
نسج علاقات متينة مع الولايات المتحدة الأمريكية وكانت الإدارة الأمريكية تفضله مرشحاً للمعارضة اليمنية في الانتخابات الرئاسية الماضية، الشتائم التي يوجهها له الإعلام الرسمي والحزبي الموالي طوال السنوات الماضية وحضور قيادات للمتقاعدين شعبياً محسوب عليه والهتافات وتعليق صوره أثناء المظاهرات يجعل منه رمزاً ضمن عدد آخر من الرموز في الداخل والخارج، كعلي سالم البيض الذي يفضل الترقب وعدم المغامرة من جديد، ومحمد علي أحمد الرجل القوي والصلب المترقب من لندن وإطلاق إشارات عبر مقالات في أوقات الذروة، وكذلك حيدر العطاس القريب من الأسرة الحاكمة في الشقيقة السعودية وثقل الرأسمال الحضرمي وتحالفه مع الأمير (سلطان) صاحب التأثير الأقوى في النظام السعودي.
العطاس أطلق صفارة البداية عبر حوار شديد اللهجة في قناة «الحرة» الأمريكية فكان توقيت الظهور والوسيلة التي اختارها رسالة مزعجة جداً لـ(صنعاء) وإن استعاد هدوءه مؤخراً في حواره مع صحيفة «الوسط».يوصف العطاس برجل الدولة ومهندس الإصلاحات الاقتصادية على عكس الجملة الشهيرة للشيخ عبدالله الأحمر بأنه مهندس الانفصال.وأصبح العطاس رجل (الإقليم) رقم واحد والذي يعول عليه في أي اتفاقات أو مفاوضات قادمة.وباختصار فإن العطاس يمكن تلخيص شخصه بأنه مزيج من كفاءة فرج بن غانم -رحمه الله- وفهلوة عبدالقادر باجمال، بخلاف الأستاذ عبدالرحمن الجفري الذي يجيد فن صياغة النظريات والمواثيق والمعاهدات وتقديم الرؤى المستقبلية.
إذن فالمشهد (الجنوبي) معقد من الداخل وليس من السهل الحديث عن هيئات وأشخاص وبرامج دون الدخول في عمق التناقضات الشخصية والبرامجية والمحملة بتركة الماضي وحسابات مصالح المستقبل وضغط الجغرافيا ومزاياها.
فمثلاً (تاج) في الخارج وهم محدودون من ناحية التأثير يجاهرون صراحة بمطالب انفصالية ربما للحصول على مكاسب أعلى، وهناك الرأسمال الحضرمي الذي يميل للحديث عن (الفيدرالية) بينما علي ناصر وتياره في السلطة يميلون لانتزاع مكاسب وحضور أقوى في السلطة، أما المتقاعدون الذين أخرجهم الفقر والإقصاء تم دمجهم فيما بعد بمشاريع سياسية باعتبار أن الظلم في الحقوق ومصادرة الأرض وإقصاء القيادات المدنية والعسكرية هي محصلة لعمل سياسي مركزي ومواجهته أيضاً تحتاج عملاً سياسياً وبرامج أكثر من تسوية بضعة آلاف على الراتب!
فجذور المشكلات (السياسية -الحقوقية -الاقتصادية -الاجتماعية) كلها تقود إلى المصب الرئيس للنهر وهي السياسات الرسمية العامة التي جعلت من وظيفة (السلطة) الاستيلاء على ما في يد الغير ومصادرة حقه وإقصائه من موقعه وتولت بالتزامن مع ذلك شتمه ووصمه بالخيانة والعمالة وصناعته رمزاً وإن كان في مواصفاته ما لا يؤهله لذلك. بالنسبة للسياسة الدولية (أمريكا والإقليمية) فيبدو أن ما يجمعهما تجاه اليمن نتيجة واحدة، هي إضعاف اليمن وليس تمزيقها، لأن ذلك سيقود لكارثة تعم شرورها على الإقليم وستزيد من مشكلة الإرهاب وستعرقل مكافحة هذه المشكلة.
وداخلياً فإن كل المشاريع المطروحة في شمال الشمال ودعمها الإقليمي (إيرانياً) والمشاريع المطروحة في الجنوب وتململ (الوسط)، كل ذلك يدفع باتجاه التساؤل عن قدرة النظام وشرعيته في تمثيل مصالح أبناء اليمن جميعهم؟ وهو ما يقودنا جازمين للتأكيد على أن أياً من المشاريع المطروحة لن يكتب له النجاح بمفرده إذا لم يكن أصلاً يسبب دوامة ويمثل كتلة بارود تفضي بأصحابها إلى التهلكة، وإن اليمن (شمالاً وجنوباً رجالاً ونساءاً) يحتاجون اليوم لمشروع وطني لا يستثني أحداً ولا يتجاوز أحداً.. يواجه الظلم والفساد، ويعيد للنظام والإنسان والمواطنة معناها