علي ناصر رئيساً لحكومة وحدة وطنية
بقلم/ حسين العجي العواضي
نشر منذ: 17 سنة و 3 أسابيع و 5 أيام
الخميس 25 أكتوبر-تشرين الأول 2007 01:06 م

منذ كنت طالباً في المرحلة الإبتدائية في مدرسة أبناء البدو الرحل (الشعلة) بيحان شبوة في بداية السبعينيات حتى تخرجي من الكلية العسكرية عام 1980م، وما بعدها لم احضر مهرجاناً شعبياً أو حزبياً أو رسمياً، ولم اسمع خطيباً سياسياً او مداخلة في ندوة أو شاعراً في أمسية شعرية أو نقاشاً عاماً في الشطر الجنوبي قبل الوحدة إلا والجميع يرددون بكل فخر واعتزاز وإيمان أن 26 سبتمبر هي الثورة الأم لثورة 14 أكتوبر دون أدنى شعور أن ذلك ينتقص من القيمة الوطنية والتأريخية لثورة أكتوبر ولمست وغيري بعد تحقيق الوحدة وإعلان 22 مايو عيداً وطنياً يمنياً تراخياً ملحوظاً لدى أبناء المحافظات الجنوبية في الإحتفاء بمناسبة ثورة 14 أكتوبر بما في ذلك تبادل التهاني الشخصية بهذه المناسبة.

انطلاقاً من شعور وطني يمني وحدوي ان يوم 22مايو هو ذروة أمجاد اليمنيين وعيد أعيادهم.

وان الحلم الذي سقطت من اجله قوافل من الشهداء وانسابت في سبيله انهار من الدماء والشعار الذي كانوا يرددونه صباح مساء في كل مؤسسات الدولة والكليات والمعسكرات والمدارس لنناضل من اجل الدفاع عن الثورة وتحقيق الوحدة قد أصبح حقيقة.

وإن 22مايو بداية عصر جديد يتشكل ومستقبل فريد يبتسم يستبشر به الجميع، فيه خير ورفاه وازدهار اليمن وسعادة كل اليمنيين.

رأينا أبناء الجنوب وهم يفككون مؤسسات دولة كان يحسب لها ألف حساب في المنطقة

رأيناهم وهم يؤيدون دستور الوحدة بنسبة تقارب 100% بينما كانت النسبة في الشمال اقل من ذلك بكثير، رأينا قيادات الدولة والحزب يأتون الى صنعاء بقلوب صافية ونوايا صادقة وآمال عريضة.

رأيناهم يسلمون لإخوانهم في صنعاء بكل ثقة وطيب خاطر حتى أمورهم الشخصية يرتبون لهم منازلهم ومرافقيهم وحراسة حتى طباخيهم ولاقينا منهم نحن زملاؤهم في الشمال بعض اللوم بل التقريع عندما كنا نحذرهم مما يحاك لهم من قبل شركائهم في الوحدة والسلطة.

سمعنا علي سالم البيض وقد سمعت ذالك بنفسي عندما كان يحذره البعض من أن دمج الحزب والمؤتمر فيه نهاية الحزب عندما طرحت الفكرة في حينه وهو يقول إن الحزب أداة لتحقيق غايات وانه مستعد للتضحية به في سبيل الحفاظ على الوحدة وترسيخها وبناء الدولة المنشودة وبالتأكيد ليست القائمة.

الدكتور محمد حيدرة مدسوس المتهم اليوم وتياره بالانفصالية سمعته عندما أتيت الى منزله بعد إعلان نتائج انتخابات 1993م وأنا قادم من مأرب وكنت محتداً للنتائج التي أُعلنت وكان عنده بعض الزوار فأخذني الى مكتبه في المنزل ومعنا العميد علي القاضي وكان بجوار المكتب صورة للشهيد الشيخ احمد عبد ربه العواضي فأشار الى صورة الشهيد وقال أخ حسين الشهيد أحمد وغيره من قوافل الشهداء ضحوا من أجل تحقيق وحدة اليمن وبناء الدولة ألمركزية الحديثة المزدهرة.

الوحدة تحققت والآن ننشد بناء الدولة وهذه النتائج تسهل تحقيق هذا الهدف لأنها تطمئن الأخ الرئيس الذي لا نستطيع ان نبني الدولة بدون دعمه ومباركته وهو القادر على تحجيم مراكز القوى وأوكار الفساد كما أنها تكبح جماح فريق لدينا في الحزب يحمل رؤية لا تسهل تحقيق هذه الغاية.

نسرد هذه المواقف ونستشهد بها وهي غيض من فيض لا لشي الا لنعرف بأي ذهنية وخلفية وطنية دخلت قيادة الحزب وأبناء الجنوب الوحدة وأين أوصلتهم ممارسات نظام صنعاء اليوم

البعض منهم ينادي بجنوب عربي

والبعض ينادي بفيدرالية

 والبعض ينادي بإصلاح مسار الوحدة

والبعض يحيي ذكرى ثورة 14 أكتوبر في موطن انطلاقتها ردفان بهوية جنوبية.

والبعض إذا لم نقل الكل إذا استفتوا اليوم على الوحدة بصيغتها الحالية لقالوا لها لا وألف لا.

هل لأن هؤلاء الناس يهوون شقاوة ونكداً أم أنهم اكتشفوا أنهم قد خدعوا وان الشريك الذي كان يمد يده لهم وللوحدة ويكيل لهم أجمل عبارات المديح كان في نفس الوقت يكيد لهم ويتأبط خناجره ويحد سكاكينه ويفخخ متفجراته ويجهز الهيلوكسات ويفتح البازارات لمن هم قابلون للبيع والشراء ويعد العدة للحرب إن لم تنفع هذه الأساليب ولم يقبلوا بالتّدجين وان غايته من الوحدة محو كيان اسمه الجنوب وإضافة الى سلطته مساحة شاسعة من الأرض غنية بالثروات عليها مجاميع من البشر سوف يحولهم الى رعية.

بالتأكيد ان كل الممارسات التي حدثت بعد الوحدة وحرب صيف 94 الظالمة وما رافقها من استباحة لكل ما هو جنوبي وما تلاها قد أكدت ذالك وعمقت لديهم الشعور بالخديعة واليأس من إمكانية إصلاح الأوضاع وبناء يمن قوي عزيز موحد يشعر كل أبنائه بالمواطنة المتساوية، وتبخرت الآمال التي كانت تحدوهم وكل اليمنيين عشية إعلان الوحدة واهتزت كثير من المفاهيم والمسلمات التي كانوا يحملونها في عقولهم وقلوبهم ووجدانهم.

 وإذا تمادى هذا النظام في ممارساته وفي اعتقاده ان أساليبه وتكتيكاته العتيقة مثل الاحتفاء المفاجئ هذا العام بذكرى ثورة 14 أكتوبر والتهديد بحزب العسكر ونبش خلافات الماضي لازالت قادرة على إتيان أُكلها واحتوى هذا الحراك الشعبي ذا الطابع الجنوبي النابع من عمق معاناة الناس وإرادتهم ورغبتهم في حياة حرة كريمة فانه بذلك يرتكب اكبر خطاء في حق نفسه واكبر جريمة في حق الوطن والوحدة والشعب.

لأنه يجبر أبناء الجنوب على خيار المطالبة بالإنفصال ويجعلهم أكثر اصطفافاً وتلاحماً واندفاعاً لحركة الاعتصامات والمسيرات السلمية والتي لولا تمسكهم الواعي بسلميتها لكانت مذبحة ردفان أو الضالع أو حضرموت سبباً كافياً لإشعال الحرائق إلا أننا لا نستبعد ان تدفعهم ممارساته الرعناء الى تعدد الأساليب واللجوء الى قبضات السلاح وصنع أكتوبر جد يد أكتوبر 2 بهوية جنوبية يرفض أمومة 26 سبتمبر وأبوة 22 مايو.

إننا نناشد كل أحرار اليمن وبالذات أبناء المحافظات الشمالية الاصطفاف الوطني العام بمحاذاة إخوانهم في الجنوب لإنقاذ الوطن والوحدة من كارثة محققة إذا لم ينبروا لحمل مسؤولياتهم الوطنية والتصدي لمن يدفع الوطن نحو الهاوية.

أما أنت يا فخامة الرئيس نناشدك ان تفسح المجال لأبناء اليمن شماله وجنوبه في صياغة النظام الذي يرغبونه وصنع المستقبل الذي ينشدونه وبناء الدولة التي ترعى مصالحهم وتصون حقوقهم وتعيد لهم شعورهم بانتمائهم الوطني الأشمل الذي ذبحتموه على مسلخ انتماءاتكم الضيقة ومصالحكم الأنانية وذلك من خلال اتخاذ القرار الشجاع في نفس الوقت

بدلاً من الدعوة الى تعديل الدستور بهدف التمد يد، وهو ان تعترف بأن هناك مشكله نشأت في الجنوب بعد حرب صيف 94 وبحاجة الى معالجة وان تعلن استقالتك عن المؤتمر الشعبي العام وتدعو كل القوى السياسية والشخصيات الوطنية وفي الطليعة قيادات الجنوب النازحة بالخارج والمستبعدة بالداخل الى طاولة حوار وطني عام يكون أساسه وثيقة العهد والاتفاق، وبرنامجكم الانتخابي، وبرنامج الإصلاح لأحزاب اللقاء المشترك، ووثيقة تيار إصلاح مسار الوحدة، شريطة ان تكون راعياً للحوار لاطرافاً فيه، عندها تتم التعديلات الدستورية بناء على ما تتمخض عنه طاولة الحوار من اتفاق وطني عام يلي ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية من أطراف الحوار يترأسها الرئيس السابق علي ناصر محمد كشخصية وطنية تاريخية وحدوية مستقلة مقبولة من كل الأطراف، ظل بعد إعلان الوحدة وفي خضم الصراعات والاختلافات على مسافة واحدة من الجميع، تتولى هذه الحكومة الإشراف على الاستفتاء على الدستور وإجراء انتخابات رئاسية ونيابية عامة، تقبلون بنتائجها وتسلمون الأمانة الى أهلها، وبذالك يا فخامة الرئيس تحجزون لكم مكاناً في صفحات التاريخ وتحفظون الوطن والوحدة أما إذا فوتم الفرصة وظللتم في غيكم تعمهون فان انفصال الجنوب لامحالة سوف يصبح حقيقة واقعة بعيداً عن التهويل بأنه سوف يعود الى عهد السلطنات والمشيخات فتلك مرحلة عفى عليها الزمن، وقد اثبت ابناء الجنوب بعد الاستقلال أنهم قادرون على بناء دولة قوية قادرة وحديثة على أنقاض تلك الكيانات البالية وهم اليوم يملكون من الوعي والإرادة ودروس ما قبل الوحدة وما بعدها ما يمكنهم من انجاز ذلك إذا استمريتم في دفعهم نحو هذا الخيار بممارساتكم الحمقى واستمر بعض أبناء المحافظات الشمالية في سلبيتهم العرجاء ولاشك أنهم سوف يحظون بالتعاطف والاحتضان من قوى إقليمية ودولية عديدة.

أما الشمال فلا أعتقد ان يعود شمالاً بل هو من سيتحول ولأسباب عديدة أهمها ممارساتكم التمزيقية وسياسة فرق تسد التي اعتمدتموها خلال 30 عاما مضت الى سلطنات ومشيخات متصارعة متناحرة، ولا أرى ان مديرية سنحان تملك من المقومات السكانية و الجغرافية والموارد المالية والاقتصادية ما يؤهلها ان تقيموا لكم إمارة صغيرة فيها، كما أنني اشك ان يقبل رجالات سنحان بذلك لأن الكثير منهم وبعد ان سيطر على مخيلتكم هاجس التوريث في السنوات الأخيرة أصبحوا يعانون من الإغتيالات والتهميش والإبعاد ما يعانيه غيرهم من عامة أبناء الوطن.

20/10/2007م

 

* معارض مقيم في سورية

< ملاحظة: لا أستطيع ان أذيل اسمي بصفة عقيد متقاعد لأنهم أحالوني الى التقاعد برتبة صف ضابط (مساعد أول).

* النداء