المؤتمر الشعبي العام ..ما ذنبي يداكا أو كتا وكرشك انتفخ؟-4-
بقلم/ الحاج معروف الوصابي
نشر منذ: 17 سنة و شهرين و 12 يوماً
الإثنين 10 سبتمبر-أيلول 2007 09:34 م

مأرب برس - خاص

أوراق ساخنة

هدية

قال عمرو بن العاص : رأيت معاوية في بعض أيامنا بصفين خرج في عدة لم أره خرج في مثلها ، فوقف في قلب عسكره فجعل يلحظ ميمنته فيرى فيها الخلل فيبدر إليه من يسده ، ثم يفعل ذلك في ميسرته ،فتغنيه اللحظة عن الإشارة فدخله زهوا مما رأى ، فقال :

يا بن العاص ، كيف ترى هؤلاء وما هم عليه ؟ فقلت والله يا أمير المؤمنين ، لقد رأيت من يسوس الناس بالدين والدنيا ، فما رأيت أحدا تأتى له من طاعة رعيته ما تأتى لك من هؤلاء .

فقال :أفتد ري. متى يفسد هذا ؟وفي كم ينتقض جمعه ؟قلت لا قال :في يوم واحد .قال فأكثرت التعجب .فقال :أي والله ، وفي بعض يوم .

قلت :وكيف ذلك يا أمير المؤمنين ؟

قال :إذا كذبوا في الوعد والوعيد .وأعطوا على الهوى لا على الغناء فسد جميع ما ترى .

لفتح الشهية

في كل الأحوال ما يلمحه الحاج معروف هو أن كبش فداء المرحلة الحصان ليس غير ..هذا أقصى ما تستطيع أن تقدمه السلطة في الوضع الحالي في اضطرار ليس منه بد استجابة لوضع مضطرب في الداخل ولضغوط أمريكية بإعادة فرمتة المؤتمر وإصلاح الأوضاع قبل أن تسقط البلد بيد الإسلاميين .

الورقة الأولى

اعتقد أن المؤتمر الشعبي العام بصورته الحالية أصبح يمثل عبئا حقيقيا على الرئيس نفسه ، وعلى الأحزاب ،والحياة السياسية ،والوطن برمته ، فسياسة الاسترضاء ، والتأليف طوال هذه الفترة قد راكمت أثقالا بعضها فوق بعض وملفات في اغلبها تمثل كلفة وإعاقة ، كحال نظام الكمبيوتر إن لم ينظف ويفرمت بعد فترة وأخرى،تثقل حركته وقد يتوقف فجأة ..

هناك مراكز قوى أوجدها الشعبي العام في داخله عكست نفسها على الحياة العامة فأثقلتها ، حيث أوجدت اصطفافات ومسارات متناقضة مع بعضها ، كل مسار لهذا الفريق أو غيره يسوق أمامه الجهاز الحكومي والوظيفة العامة ..ومما يزيد في الإعاقة أن هذه القوى باتت تملك أوراقا تحسن توجيهها في ابتزاز السلطة والكبت على المجتمع .فربما ساعدت على مرور الحدث ، أو خلقته هي من وراء ستار لتحقيق أهدافها القريبة بلغة تتقنها وتعرف كيف تناور وتتكتك بها.

هذه الصورة كانت في السابق مؤشر لقلق ولم تكن محل قلق وأزمة ،إذ بالتمادي والزمن سكن الفيروس وتماهى حتى جاء الجيل الثاني ، فأعد هو الآخر تشكيله وأنساقه بسرعة البرق ،فشكل هذا الأخير فريق آخر عن الآباء ، وأوجد بدوره مراكز قوى جديدة بدمغة خاصة ، وبصرخة سياسية واجتماعية أشبه بالصرخة اليوم في الموديلات والأذواق .

ليست الإشكالية في هذا الجيل إنما في المزيد من التكلفة والإرهاصات التي أوجدها ، ثم في افتعاله معركة ليس هذا وقتها مع من يسميهم الحرس القديم ومواقعهم التقليدية .

يحاول الجيل الجديد القفز إليها على أنها استحقاقات بالوراثة وديناميكية الزمن ، في حين يتشبث القديم على أساس أنها استحقاقات نضالية ومقتضى مصلحة عامة ..

عندي أن الجيل الثاني أضرت به سرعته وقلة حيلته في التقدير وقراءة المصلحة والوقت والأبعاد . وان جزء من الجيل الحالي وليس الكل يعد استمراره وبقائه على ما هو عليه ضرورة ومصلحة حقيقية تقترب من الاستراتيجية ، إذ انه بتوافقه مع الجزء الآخر منه من في إطاره ونسقه الموازي ، وكذلك مع الفواعل المختلفة في الساحة سيمثل صمام أمان في أي لحظة أزمة ،أو تداعي ، أو انفراط .

لان الشواهد التاريخية لمسيرة التحولات الاجتماعية والسياسية لهذا البلد عبر المراحل المختلفة تؤكد أن التوافقات بين الأطراف وحدها هي من ضبط الإيقاع وسدد وقارب

الورقة الثانية 

عند ما يصبح قائد الكتيبة مديرا عاما لمديرية ، أو وكيلا لمحافظة ، ويصبح الشيخ في المقابل قائدا لمعسكر أو المحافظة فأنى للأول أن يرتسم خطة مؤسسات مدنية ؟وكيف للآخر أن يبتني استراتيجية حيث هو ؟

المشكلة ليست مع هذا الشيخ فهو عندنا رمز افتخار وتذكار اجتماعي، إنما كما الموقف نفسه مع إمام مسجد نشأ في الكتاب على مدارج العلم التقليدي يتقن الحديث ويحفظ المتون التقليدية والحواشي ، وفجأة يعين سفيرا في الولايات المتحدة أو مديرا عاما في واحدة من إدارات الخارجية ..القضية هنا في التأهيل والموقع الذي يجب أن يكون فيه صاحبه .

إلى اليوم لا زالت الوظيفة العامة والوظيفة السياسية توزع لفخوذ اجتماعية كاستحقاقات جراء توافقات أصبحت بالتمادي تقليدا عاما أو في اللائحة ، في السابق كانت تحسب في سياق ارث نضالي لابن شهيد أو قبيلة أما اليوم فزد على ذلك أنها اتسعت فصارت تبعا للموقف الانتخابي ومستوى درجته وعلى أساس واضح ومعلن على قاعدة (نبادلكم الوفاء بالوفاء ) فالمعيار الأساس هنا هو الوفاء فقط وبوجهته المحددة .

هذا يؤكد أن عقلية الشعبي العام لا زالت حتى الآن مغيبة عن الواقع اليوم وأبعاده وتجلياته وتحدياته ، مبقية على نفسها في النمط السبعيني والثمانيني من القرن الماضي ..

مزحة بريئة

هب أن شركة الألبان لمجموعة ها يل سعيد أو أي شركة إقليمية أخرى أعلنت عن حاجتها لمدراء تسويق وإنتاج ومديرا عاما فعلى من يجد في نفسه الرغبة أن يتقدم بملفه ،... ثم تسلمت مجموعة من الملفات ومن ضمنها ملفات كل الأخوة المحافظين في اليمن ..

هل يمكن أن يقبل احد هؤلاء مديرا عاما أو لقسم فرعي أو لخط إنتاجي أو لفرع ما ؟

ردوها علي إن استطعتم ..

ومن ثم فهل المحافظة أو الوزارة أقل تكلفة وواجبات واحتياجات ذهنية وطاقاتية من الشركة الصغيرة الناشئة .

الورقة الثالثة

الرئيس صالح به صفات ومزايا من الطاقة والحيوية وروح الإقدام والخبرات ما تمكنه إن شاء أن يختم المشهد الأخير بأعظم التحولات

قد أرهقه الشعبي العام واستفرغ وامتص طاقاته ، وشوش عليه في الكثير من القضايا حتى وصلت البلاد إلى هذا المستوى من الضيق والاختناق .ولعله بات من المؤكد يقينا أن الخروج من الوضع الآن لا يكون إلا بتضحيات كبيرة والا فان النتائج قد تكون مهولة ..

أبادر هنا بان يترجل فخامة الرئيس عن صهوة الحصان ، بحيث يقدم استقالته عن قيادة الشعبي العام ويتركه كحزب بمفرده وبمقوماته وكوادره يواجه قدره في الساحة ، على أن تتاح له ما تتاح لغيره ..

قد تحصل حالة من الارتباك للشعبي لكنه بعد فترة سيستوي ويستقيم أمره ، وما دامت بداخله كوادر كياسر العواضي وطارق الشامي فلا خوف عليه ..

على أن يرفع الغطاء الحزبي عن كل فاسد ..في هذه الحالة اعتقد أننا نكون قد قطعنا شوطا لا باس به في التنفيس عن هذا الضيق وتهدئة الوضع إلى الدرجة المعقولة.

فهل يفعلها الصالح ، أم سيعيد بناء المؤتمر من جديد .

في كل الأحوال ما يلمحه الحاج معروف هو أن كبش فداء المرحلة الحصان ليس غير ..هذا أقصى ما تستطيع أن تقدمه السلطة في الوضع الحالي في اضطرار ليس منه بد استجابة لوضع مضطرب في الداخل ولضغوط أمريكية بإعادة فرمتة المؤتمر وإصلاح الأوضاع قبل أن تسقط البلد بيد الإسلاميين .

----------------الوطن يا.... باجمال --------------

الواجب الأخلاقي يحتم علينا أن لا نتعرض لتجربة باجمال إلا بعد أن يصفو الجو ونستشف منه عن حاله وأين خطام الحصان هل كان بيده أم مع غيره...لكني أنا شد با جمال وأقبل على رأسه وراس أبيه وجده وخاله ..إن كان ولا بد فعارض من الداخل ...أما الخارج فالوطن الوطن........

Wesabi111@gawab.com