إنهيار متواصل للعملة المحلية أمام الريال السعودي في عدن اليوم بقنابل وصورايخ خارقة للتحصينات… ضربة جوية قوية في قلب بيروت وترجيح إسرائيلي باغتيال الشبح عربيتان تفوزان بجوائز أدبية في الولايات المتحدة قوات كوريا الشمالية تدخل خط الموجهات والمعارك الطاحنة ضد أوكرانيا هجوم جوي يهز بيروت وإعلام إسرائيلي: يكشف عن المستهدف هو قيادي بارز في حزب للّـه مياة الأمطار تغرق شوارع عدن خفايا التحالفات القادمة بين ترامب والسعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين في اليمن .. بنك الاهداف في أول تعليق له على لقاء حزب الإصلاح بعيدروس الزبيدي.. بن دغر يوجه رسائل عميقة لكل شركاء المرحلة ويدعو الى الابتعاد عن وهم التفرد وأطروحات الإقصاء الانتحار يتصاعد بشكل مخيف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. طفل بعمر 14 عاما ينهي حياته شنقاً تقرير دولي مخيف....الإنذار المبكر يكشف أن اليمن تتصدر المركز الثاني عالميا في الإحتياج للمساعدات الإنسانية
"حماس لا علاقة لها بالقاعدة وهي تنظر إلى السياسة من منظار آخر".
هذا رد إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني والقيادي في حماس على تصريحات عباس والتي اتهم فيها حماس بإدخال القاعدة إلى غزة وهذه التصريحات تحمل في مضمونها رد حماس أيضا على تصريحات الظواهري والتي يتهم فيها الحركة بالتنازل عن الثوابت الإسلامية.
ففي يوم واحد وفي توقيت يكاد يكون متزامن أطلق رئيس ما يسمى السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس وما اشتهر عنه أنه الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري تصريحات تنتقد حماس من باب الشيء ونقيضه .
فالأول أي عباس صرح للتلفزيون الايطالي الحكومي في مقابلة في مدينة رام الله بالضفة الغربية قبل اجتماعه يوم الثلاثاء الماضي مع رئيس الوزراء الايطالي الزائر رومانو برودي- من خلال حماس تدخل القاعدة قطاع غزة وأضاف عباس: حماس هي التي تحمي القاعدة وبسلوكها الدموي أصبحت حماس قريبة جدا من القاعدة. ولهذا فان غزة في خطر وتحتاج إلى المساعدة وتعهد عباس إن حركة فتح العلمانية التي يتزعمها لن تجري أبدا حوارا مع حماس.
أما الدكتور أيمن الظواهري الذي يعرف في وسائل الإعلام بأنه الرجل الثاني في القاعدة فقد بدأت انتقاداته المباشرة لحماس في مارس من العام الماضي عندما حث حماس على الاستمرار في الصراع المسلح وعلى رفض الاتفاقات الموقعة بين الحكومات الفلسطينية السابقة وبين إسرائيل، ووصفها بأنها اتفاقات استسلام ودعا الظواهري المسلمين في فلسطين وفي العراق وفي كل مكان إلى الحذر من اللعبة الأمريكية الجديدة التي عنوانها العملية السياسية في إشارة إلى الانتخابات التي أجريت مؤخرا وفازت فيها حماس وبعدها بعام بالضبط أي في مارس 2007 عاد الظواهري ينعي للأمة حماس في هجوم حاد حيث اتهم حماس بالاستسلام لإسرائيل بسبب موافقتها على تشكيل حكومة وحدة وطنية وقال الظواهري اعتدت قيادة حركة حماس على حقوق الأمة الإسلامية عندما قبلت، لما سمته سخرية بعقول المسلمين ومشاعرهم، باحترام الاتفاقات الدولية وأضاف يؤسفني أن أواجه الأمة الإسلامية بالحقيقة، عظم الله أجرك في قيادة حماس فقد سقطت في مستنقع الاستسلام.و لكن بعدها وفي تسجيل أذيع في الشهر الماضي بدا الظواهري أقل انتقادا ومال نحو التهدئة مع حماس في أعقاب سيطرة الحركة على غزة وانفراط عقد المسار السياسي الفلسطيني وأضاف الظواهري نقول لكم إنكم وقد سيطرتم اليوم على الأمور في غزة عليكم أن تتذكروا أن هذا التمكن غير تام ولا مستقر فالمسرح يعد الآن لغزو غزة ودعا الحركة إلى الاتحاد مع كل المجاهدين في العالم وعدم السعي وراء السلطة كهدف في حد ذاته ولكن سرعان ما ينقلب مرة أخرى في هذا الشهر حيث يفرق بين القيادات والكوادر قائلا أتوجه إلى إخواني المجاهدين من حماس الذين يتلقون بصدورهم صواريخ إسرائيل وبظهورهم طعنات خونة فتح، وأقول لكم إن قيادتكم تنازلت عن الشريعة ورضيت بالديمقراطية كما حذر حماس مما سماه مخططا صليبيا يهدف إلى إجهاض المقاومة الفلسطينية.
و تجيء تصريحات عباس والظواهري وهنية لتلخص بالفعل حال المسلمين والعرب أمام مشاريع الهيمنة التي توجه ضدهم.
فهناك ثلاثة مدارس مختلفة في مواجهة هذه الهجمة:
الأولى علمانية ويمثلها رؤية محمود عباس ولها مثيلاتها في أكثر الأنظمة والنخب العربية: وتتلخص في أن العاصفة أكبر من أن تواجه عسكريا لذلك ينبغي الانحناء لها والتعامل معها براجماتيا وأخذ أي كسب ممكن بل في بعض الأحيان يقتضي الأمر التحالف مع الأعداء في بعض الأوقات والجدير بالذكر أن ياسر عرفات كان أحد أقطاب تلك المدرسة ولا شك أيضا أن بعض رموز هذه المدرسة تتداخل فيهم مصالح الأمة بالمصالح الشخصية والمكاسب المادية كما تحيط ببعضهم دوائر من الشك والاتهامات بالعمالة المباشرة.
أما المدرسة الثانية فهي مدرسة الجهاديين أو ما يطلق عليهم البعض بالسلفية الجهادية ومع تحفظنا على هذا المصطلح فإن رؤية هذه المدرسة إزاء مشاريع الهيمنة هي الاصطدام والمواجهة وعدم الالتقاء والإثخان في الغرب ومن والاهم من العرب والمسلمين والصبر على ذلك حتى يتحقق النصر فلا مهادنة ولا تفاوض ولا سياسة أي لا توجد إستراتيجية متكاملة لهزيمة هذا المشروع: إستراتيجية يتم فيها تجييش الأمة وتعبئة طاقاتها والتنسيق بين جماعاتها وأفرادها وتضع معايير للأولويات التي ينبغي السير إليها وتتكامل من خلالها العمل السياسي مع الفعل العسكري مع البناء الإيماني والدعوي مع غيرها من الأطر ومختلف أنواع الأفعال والأعمال.
وقبل كل ذلك توافر رؤية شاملة دقيقة للواقع المحلي والإقليمي والدولي ولعل في حديث الظواهري الذي ينبه حماس بعد سيطرتها على غزة من أن مصر والأردن يعدان لاجتياح غزة لدليل على عدم الإلمام الجيد بالواقع وتعقيداته وتداخلاته.
أما المدرسة الثالثة في مواجهة الهيمنة فهي المدرسة التي لديها أولا رؤية جيدة للواقع ولشبكة علاقاته ومعادلات توازنه وصراعاته، رؤية تستشرف المستقبل، رؤية متماسكة تدرك موازين القوى ومصالح الأطراف الكبرى، ومعوقات السير بمشروعها، رؤية تعرف مقدار تعقيدات إنزال المشاريع الحضارية من عالم المثال إلى أرض الواقع، هذه الرؤية هي الخارطة والبوصلة وأجندة العمل التي إن افتقدتها الحركة الساعية للتغيير كانت ما تفسده أكثر مما تصلحه وربما أتت بسوء إدراكها وضعف تخطيطها على أصل المشروع ذاته، وكانت من عوامل تكريس الأوضاع الحالية لا العمل على النهوض بواقعها، وأحسب أن غياب الرؤية حينا وضبابيتها أحيانا كثير من أهم مثالب الحركات الساعية للتغير كما يقول الدكتور عمرو سعداوي.
وثانيا هذه المدرسة لها إستراتيجية شاملة تتكامل فيها جميع مفردات العمل السياسي والإعلامي والعسكري والتربوي والاجتماعي وغيرها في منظومة واحدة متوافقة.
وثالثا هي مدرسة قادرة على تجييش طاقات الأمة لخدمة أهدافها الساعية إلى التغيير والإصلاح وتستطيع أيضا تجييش غيرها من مدارس الإصلاح.
ورابعا تكون هذه المدرسة ذات نفس طويل ومثابر وتترك للزمن تأثيره ودوره الفاعل في تغيير كثير من الأمور من واقع وأفراد وجماعات.
ولاشك أن حماس نجحت في تحقيق بعض طموحات هذه المدرسة فقد أثبتت مقدرة كبيرة لا بأس في بها في توقيت استخدام القوة العسكرية والجهة التي توجه إليها كما نجحت في اللعب بالورقة السياسية مما أدى إلى صعودها الإستراتيجي منذ فوزها في الانتخابات ويبقى الاختبار الحقيقي لحماس - من بين اختبارات كثيرة قادمة - في قدرتها على جذب بقية فصائل العمل الفلسطيني خاصة الإسلامية منها في منظومة إستراتيجية واحدة وفي قدرتها على فك الحصار والتعامل الموزون مع الواقع الإقليمي من حولها لتتمكن من رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.