عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض عاجل إجتماع رفيع المستوى مع سفراء مجموعة بي 3+ 2 وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين طهران تايمز تحذر الحوثيين .. أنتم الهدف الثاني بعد بشار الأسد
ما أستطيع قوله هنا بخصوص إعلان صديقي وعزيزي مروان الغفوري استقالته من حزب الإصلاح أنه موقف شجاع ومسؤول، ينبئ عن عمق شخصية المثقف فيه على شخصية السياسي، إلا أنني أستطيع أن أقول عنه: إنه موقف شابه بعض التعجل في اتخاذه، وكنت مفضّلاً تعليق العضوية على الاستقالة.
فلا أخفيك يا عزيز مروان أننا بصدد عمل كبير بهذا الخصوص وطرحنا الأمر على كافة المستويات التنظيمية لاتخاذ موقف، وقد بدأت بوادر ضغطنا تأتي أكلها بمطالبة كتلة الإصلاح بمؤتمر الحوار بسحب عضوية العواضي من الحوار الوطني، ونحن بانتظار المزيد من المواقف الصارمة والقانونية بهذا الاتجاه، للانتصار للعدالة والدولة المدنية المنشودة، وإلا فإنه سيكون لنا موقف معلن تجاه هذه القضية الوطنية والمصيرية بالنسبة لهذا الحزب المعول عليه من قبل اليمنيين كثيراً لإحداث التغيير المنشود وتحقيق مطالب الدولة المدنية التي خرج من أجلها اليمنيون.
صحيح أن الاستقالة كانت موقفًا شجاعًا، ويكبر من شخصية الدكتور مروان الذي عهدناه صوتاً مجلجلاً في مقارعة التشوهات في جسد هذا الوطن، ولكن الربط المتسرع بين الاستقالة والمطلب فيها - من وجهة نظري - شيء من الحدية والمفاصلة، وخاصة في مثل هذا الظرف الخطير الذي، يكون فيه الإصلاح في أمسّ الحاجة لكل الأصوات العاقلة والمسؤولة التي نعول عليها كثيراً في إحداث التغيير في داخل هذا الحزب الوطني الكبير، الذي بدون أي تغيير في سياساته وبرامجه واستراتيجياته، فلا ننتظر تغييرا بعد ذلك على مستوى الوطن كله.
الإصلاح كما تعرف يا صديق حزب وطني كبير، يضم في صفوفه كل تشكيلات المجتمع اليمني المتباينة، من مثقفين وعمال وطلاب وتجار، ومهنيين وأطباء ومهندسين وكتّاب ومفكرين وقبائل ومشائخ، حزب عابر للجغرافية والمذهبية، مما يعني أنك أمام مجتمع متكامل بكل تناقضاته، التي هي انعكاس لتناقضات هذا المجتمع، وبتالي أنت أمام حزب نتاج بيئته وتناقضاتها.
نحن في مرحلة البناء الوطني الشامل لكل شيء بما فيها هذه الأحزاب، التي ما زالت أحزاب عالم ثالثية بكل أخطائها وخطاياها الموجودة في هذا المجتمع سياسيةً أو اجتماعية أو ثقافية، وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها، فمغادرة المثقف لهذه الأحزاب يعني تسيد الشيخ وتمشيخ السيد فيها، مغادرة المثقف تعني مغادرة الفكرة وتسيد السطحية، مغادرة المثقف يعني خيانة الفكرة التي آمنت بها وناضلت من أجلها، مغادرة المثقف يعني تدمير الفكرة الحزبية التي نعول عليها في تفكيك الولاءات المناطقية والمذهبية والطائفية.
باختصار ما أريد قوله هو: إنه لو أن كل مثقف في الإصلاح ساءه موقف ما أو سياسة ما داخل الإصلاح قرر الاستقالة، ففي هذا خطأ استراتيجي كبير، يؤدي بكوادر الحزب الوطنية إلى الخروج من هذا الحزب، الذي يحتاجهم في هذه المرحلة، لحمل مشروعه الوطني الذي قضينا أهم لحظات أعمارنا بالحلم والعمل من أجله، لتأتي لحظة تفكير عاجلة مقررةً ترك الحزب وترك ذلك الحلم الوطني أسيراً لاجتهادات غير واعية بالمتغيرات الكبيرة التي تحيط بالوطن والمنطقة والعالم.
في الأخير.. لا أشك لحظةً أن موقفك يا صديقي نابع من قناعة كاملة لديك بكل حيثياتها، وقرارك خاص بإرادتك الحرة التي عهدناها، ولا أشك – أيضاً - ببقائك ذلك القلم الممشوق في وجه كل الأخطاء والخطايا التي ترتكب هنا أو هناك، على المستوى الوطني العام، وهذا كل عزائي باستقالتك أنها لن تضيف لك شيئا، ولن تنقصك شيئا، فأنت بها أو بدونها مروان الذي لا يهادن الخطأ ولا يتعايش مع الخطيئة، متمنياً لك حياةً كما تحب وتأمل، ولك جزيل محبتي وتقديري، وإنا لعلى فراقك لمحزونون، ويكفي الإصلاح فخراً أنك كنت يوماً في صفوفه، وأحد أبنائه النجباء، عدا عن أن الإصلاح فكرة وليس تنظيماً جامداً، وهذا ما يعني بقاءك مؤمناً بالفكرة، ولو غادرت الأطر التنظيمية للحزب..