الانتحار يتصاعد بشكل مخيف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. طفل بعمر 14 عاما ينهي حياته شنقاً تقرير دولي مخيف....الإنذار المبكر يكشف أن اليمن تتصدر المركز الثاني عالميا في الإحتياج للمساعدات الإنسانية حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية ملتقى الموظفين النازحين يتجه لمقاضاة الحكومة في حال عدم إستجابتها لمطالبهم ما الدول التي إذا زارها نتنياهو قد يتعرض فيها للإعتقال بعد قرار الجنائية الدولية؟ خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها
غادر الدكتور عبد العظيم العمري الحياة بعد صراع طويل مع مرض ابتُلي به استمر قرابة سنتين , والناس يبتلون على قدر دينهم .
غادرنا الطبيب الماهر , والأب الرحيم , والمربي الفاضل , تاركاً وراءه في كل قلب جرح , وفي كل مقر ومؤسسة من مؤسسات الإصلاح فراغاً نجد أنفسنا نحن أبناء وأعضاء الإصلاح عاجزين عن سده على الأقل في الزمن القريب , غادرنا والبلاد بحاجة إلى أمثاله من الرجال العظماء على قلتهم .
لم يكن د / عبدالعظيم العمري رحمه الله شخصية عادية يمكن أن تعوض ؛ بل كان شخصية فريدة ونادرة ارتسمت فيها الكثير من معاني العظمة البشرية , وكل قيم النُبل والنقاء , فمن عرفه عن كثبٍ , واستمع له عن قربٍ , يجد أن فقيدنا شخصية تجسدت فيها صفات كثيرة تجمع بين مهارة الطبيب , وذكاء القائد , ومرارة المفكر , وسمت العالم , ووقار الداعية , وتواضع المربي , مع رسوخ في الفهم , ونضوج في الفكر , وقدرة عميقة على قراءة الأمور والمواقف والأشخاص , يؤثر في كل من سمعه وتعرف عليه بجمال اخلاقه , وسحر تواضعه , يوصل فكرته للآخرين بدون إثارة معارك أو افتعال ضجيج .
غادرنا بعد حياة حافلة بالعطاء والتضحية والبذل في سبيل العمل للإسلام , وخدمة الدعوة والنهوض بها , مُخلِفاً وراءه شباباً وأجيالاً رباهم على يديه ليواصلوا قيادة الركب , وإكمال المسيرة التي كان فقيدنا الراحل ممن خط بدايتها الأولى , وستظل مواقفه وأفكاره وبصماته التربوية حاضرة معنا نستحضرها في كل محطاتنا كحادية طموح , وداعية كرامة .
لم يعش الدكتور عبد العظيم العمري حياته لنفسه ؛ بل عاشها لدينه ولشعبه ومجتمعه وأمته , ففي ميدان التربية تجد أن التربية كانت همها الأكبر وعنوان مُضيه في الحياة , وفي ميدان القيادة , تجده قائداً فذاً يعمل بصمت , ويوثر بهدوء , رضي عنه الأصدقاء , وعرف قدره الأعداء , وفي الهمِّ المجتمعي العام تجده خادماً للفقراء والمحتاجين ومن انقطعت بهم السُبُل مسخراً جزء كبيراً من وقته في سبيل خدمتهم , فهو الطبيب الرحيم فكم سعى في بذل الخدمة الصحية في توفير العلاج والدواء لمن أعوزهم الفقر , وألجأتهم الظروف المعيشية الصعبة للبحث عن قيمة علاج أو حبة دواء , وتبقى ابتسامته الدائمة التي كانت لا تفارق محياه هي صدقته الجارية التي كان يقابل بها الجميع , يزرع بها الأمل في قلوب ملأها اليأس , وينشر النور في دروب ملأها الظلام , لقد كان ـ رحمه الله ـ حياة موارة في كل ميدان .
ستبكيه أيتام مسح رؤوسها , وفقراء تلمس أحوالها , ومظلومون طالما ناصرها , ومرضى طالما واسها , ودفع بعد الله شرور الأمراض عنها .
ورحم الله من قال : \\\" ليست العبرة بكم عشت في الإسلام ولكن العبرة بماذا قدمت للإسلام \\\" وهكذا كان الدكتور عبد العظيم ـ رحمه الله ـ صحيح قد يكون الموت اقتطفه عنا في وقت مبكر ونحن مازلنا بأمس الحاجة إليه , لكن هذا قدر الله ولا يقابل بغير التسليم , ويكفيه أنه عاش حياته كلها للإسلام , وفي خدمة العمل الإسلامي المعاصر , وغادرها وقد أرسى مداميك صلبة , وخلّف نماذج فذة كلها ستأتي يوم القيامة في ميزان حسناته .
لم تنل من قيمه ومبادئه وسمعته ومكانته المناصب يوماً ما رغم مجيئها إليه , وإقبالها عليه , وخرج منها ومن الحياة نظيف اليد , ناصع التاريخ , مستقيم المسيرة , شهد بذلك الأعداء قبل الأصدقاء ..
سأظل أنا على الصعيد الشخصي أتذكره كلما حضرت محضناً من محاضن الإصلاح التربوية التي كان قلَّ أن يتغيب عنها , سأتذكره في أسباعينا الدعوية والثقافية ويعد د. عبد العظيم من أبرز وجوهها , سأتذكره عندما تصدر صحيفة البشائر الفكرية وقد انقطع عن كتابة عموده التربوي فيها , سأتذكره عندما أفكر بإستضافة محاضر يحدثنا عن مسيرة الإصلاح وتاريخ الحركة الإسلامية في اليمن , أو تقييم تجربة اللقاء المشترك وغيرها من العناوين التي كان فقيدنا يجيد الحديث عنها بكل تجرد وإنصاف ..
فــرحمة الله تغشاك فلقد كنت الرقم الصعب في زمن الغثائية .