المستقبل بين فاصلة الكرامة ونقطة الحوار
بقلم/ علي الكمالي
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 13 يوماً
الإثنين 11 مارس - آذار 2013 04:57 م
مبادرة وحوار نصف الحل ودماء سالت وأريقت كانت كل الحل وبقيته, الشباب هم الحاضر والمستقبل ومن كانوا نواة التغيير يوم بدائنا هم من سيكمل المشوار ليجد للبلاد بقية من النصف الذي اوجد وترك دون ترميم , تتكاثر الهمهمات والشكاوي من الحوار الذي يحاول ان ينتزع مكانه من على التقويم عبر احتلال ذكرى جمعة الكرامة التي شكلت نقطة مفصلية في تاريخ اليمن المعاصر وإرادة من حوار ان يكون فاصلة نبدأ بعدها المستقبل, المستقبل الذي ابى إلا أن ياتي الا بعد تضحيات وتنازلات قدمت وامل يكبر يوما بعد يوم وواقع يضيق بالناس في كل متغير , بعضهم فقد الامل وبعضهم مستمر الى نهاية النص لينظر هل تكون نقطة ومن بداية السطر او فاصلة ونبدأ بعدها إكمال الحديث الذي بدأنا ؟؟ مبادرة أوجدت حلولا لأطراف عدة لكنها كمن يعالج الأعراض الجانبية و لا يعالج السبب الرئيسي في أوساط بلد ينتظر جراحا سياسيا قادرا على تشخيص ماهي العلة التي يعاني منها واقع اليمن ويستطيع ان يأتي بالوصفة التي تحقق الشفاء ويستأصل المضغة المسببة لهذا كله. وعى الشباب بما يجري فهل يتخذون الخطوة الجبارة لإتمام نجواهم ليصلحوا حال ما اعوج باتكاء العجزة والكهلة السياسيين على وليبنوا ما افسد الحكام في أعوام بطيش السلطة وسخف البطش السحيق.
هل يكون حوارنا دامي كما كانت جمعة الكرامة ؟ وياتي بناء على نتائج ومخرجات مسبقة تثبث فشلها في الاخير ؟؟؟ لكي نتجنب هذا علينا ان نكون الدفة الموجهة للرأي العام في الشارع وبناء مبادرة وطنية موازية تغطي كل النواقص والعيوب التي وجدت بسبب التغاضي عنها في المبادرة الخليجية التي لن تحقق مطالبنا كلها فهي نصف حل ولكن نصف الحل هذا قد يكون هو الطريق إلى المستقبل الذي تتحقق فيه مطالبنا التي خرجت من أجلها الثورة . ليس مهم كم أو العدد للتمثيل المهم هو كيفية التأثير والمشاركة الفاعلة سواء من داخل كواليس الحوار او من على أرصفة الشارع بجوار الناس عبر مشروع وطني يغطي كل الثغرات الموجودة حاليا برؤية شبابية مستقلة قادرة على ايجاد مخرج ربما يكون البديل في الوقت الراهن حيث لايوجد اي مشروع بديل للمبادرة .
بدأ العد التنازلي للحوار الوطني المزمع عقده تزامناً مع ذكرى جمعة الكرامة التي كانت نقطة فارقة في مسيرة الثورة اليمنية عندما اراد صالح ان يركع الثورة بالدماء ولكن تلك الدماء أركعته وقامت بعكس اثر الترهيب الى ايمان مطلق بوجوب الاستمرار في مواجهة نظام صالح الدموي والعمل على إسقاط شرعيته بعدما سقطت مشروعيته بسقوط الدماء .يجد القراء على صفحات الجرائد والمواقع الالكترونية نزول قوائم بأسماء الاعضاء الذين تم اختيارهم للحوار من قبل جهاتهم وأحزابهم إلا قائمة الشباب المستقل للحوار , و أنا اناظر هذه القوائم تذكرت قوائم الشهداء التي كانت تطل علينا في مثل هذه الايام وهي تحمل اسباب دعتنا الى الثورة والتغيير ضد هذا النظام القاتل الذي لم يتوانَ ولو للحظة عن هذه الدماء او يفكر بمغبة ما يفعل ظناً واعتقاداً منه ان ترهيب الشعب سيردعه عن الخروج ومواجهته , وحاول الاغتسال بها ليظهر مدى قوته وجبروته على المواطن الاعزل دون ان يتذكر كم كان ذليلا في مواجهة السلاح , لكن الدماء تأتي بما لايشتهي القتلة فقد جلبت اصرار شعب وعزيمة ثوار على تحقيق المطالب التي خرجت من اجلها الدماء .
أتت المبادرة الخليجية كمهرب لعلي صالح من الثورة بعدما توسلها من الخارج كي تنقذه من المد الثوري القادم اليه والذي حاول صالح اجتراره الى أتون الصراع المسلح والعنف الذي كان يتمناه كي يمتلك مشروعية القتل الغير مبرر في مواجهة ماكان يتوهم من اول يوم اعتصم الشباب فيه باسم الجماعات المسلحة والإرهاب والمتطرفين , قد تكون أتت المبادرة كنصف حل وكمهرب من الصراع المسلح وان لم يتفق الكثيرين معي في هذا ,فبحكم الواقع اليمني المثخن بالسلاح فكان من المتوقع ان يتجه الناس الى السلاح لاسقاط ذلك النظام المتعنت الذي بنى شرعيته على مدى عقود على انقاض من اشلاء ودماء الاخرين ليظنها في الأخير مشروعيته التي يحكم بها ...
الحوار كمبدأ إنساني مقبول لكن كمبدأ انتهازي لاعادة التقاسم والتموضع مرفوض , يتوجب على كل الاحزاب والأطياف السياسية والشبابية المستقلة بتنوعها واختلافها ممن تؤمن بالتغيير وبمستقبل افضل ان تتصدى لكل المحاولات التي تحاول جرنا الى الماضي بشكله المختلف والذي يريدون أن يجملوه ويحسنوا مظهره على انه جنة كجنة المسيخ الدجال , وعلى الشباب خارج الحوار أيضاً الوقوف بقوة مع بناء المستقبل الذي نريد وليس الذي يريدونه صناع الحروب ومختلقي الازمات من كهول السياسة الذين أصبحوا ملغمين بأفكار وثقافة الماضي البغيض الذي كاد ان يلتهم كل شيء بنا فيه الحرث والنسل لإشباع رغبات أفراد وطواغيت .