الإستهتار بأرواح الناس
بقلم/ مصطفى حسان
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 28 يوماً
الخميس 21 فبراير-شباط 2013 04:50 م
مجهول + خلل فني = استهتار بأرواح الناس

معادلة بات الجميع يعرفها ويتعود عليها مع مرور السنين, والتجارب, وتكرارها في كل الصفوف.

تبدو في غاية السهولة لمؤلفها الذي يعرف الحل المناسب مستفيدا من المعطيات على أرض الواقع والخبرة في نفس الوقت ليبرهن بخطى ثابتة ومن ثم يصل إلى النتيجة أيا كانت مصداقيتها مدونا بجوارها بقلم أحمر وهو المطلوب إثباته.

هناك نوع من التذمر لدى المواطن من ضبابية النتيجة وعدم استطاعته مع دوام التفكير التحقق من صحة الحل وبالتالي يصاب بحيرة إلى درجة أنها تصيبه بالعقدة النفسية على هكذا نوع من المعادلات المستعصية .يشكوا الجميع من قسوة المعلم وقسوة المعادلة لكن لا نستطيع الهروب من معادلة إجبارية تفرضها وزارة الدفاع ممثلة بنتائج تحقيقاتها في كل حادثة تسقط فيها طائرة . فعلى مدى نصف عقد من الزمن أكثر من 30 طائرة سقطت والعدد قابل للزيادة بينما إحصائية ما تملك اليمن من طائرات هو 375 طائرة لكن للأسف 219 مدمرة منها وأيضا 64 في حالة غير جاهزية وما تبقى يمكنك إدراجها في عداد الجاهزية إحصائية مؤلمة بكل المقاييس , هذه الحوادث وحالة الطائرات المدمرة تجعلك تشعر وكأننا في حرب . بعد كل سقوط يتم المسارعة إلى تشكيل لحنة تحقيق لكن النتائج لا تراوح هذه المعادلة ونتائجها.

قد يوجد نوع من الذكاء في استيراد الطائرات بأموال خيالية , يؤكد هذا الذكاء أنهم يقومون بتشليح ملحقاتها وأجهزتها وما يصل إلينا هو عبارة عن هيكل عظمي لا يحتوي إلا على المحرك الضروري لإقلاع الطائرة ولو لمرة واحدة تسقط خلالها , أما بقية الأعضاء فقد تم نهبها قبل أن تصل إلينا وباعوها في سوق موسكو كقطع تشليح . بعد أن تصل بالسلامة تظل لمدة سنوات دون صيانة وتفقد حتى يصيبها الصدأ ومن ثم تشرف على الموت متجاوزة عمرها الافتراضي , بعد ذلك يتم إعطائها الطيارين ليقوموا بأخذ جولة تدريبية وفي الحقيقة هو مساعدتهم وإعطائهم حبل المشنقة لتسهيل عملية الانتحار, وليس ذلك فحسب بل لينتحر معهم بشر أبرياء يكفرون ويرفضون مبدأ الانتحار كحل لإنهاء الهموم والمشاكل وفي الحقيقة من يقتلهم هو المسئول عن هذه العشوائية والغجرية التي تدير هذه الوحدات , بفعل اللامبالاة يرغمونهم على مغادرة الحياة وتوديعهم لأشخاص كانوا يحبون بقائهم إلى جوارهم أن يفقد شخص أسرة كاملة بسبب هذه الحوادث مؤلم جداً كما حصل لأسرة الشميري.

أكثر ما يستطيع المسئول فعله هو تشكيل لجنة لحصر الأضرار الناتجة عن الحادث ومن ثم تعويض الضحايا وكأن البشر في نظريته عبارة عن قطعة أرض أو مبنى تهدم يمكن إعادة بناءه وبعدها يتم تشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات الحادث.

بل ظهر بعض المهرجين على الشاشة بعد سقوط طائرة سوخوي22 في حي الزراعة ليقول ما حصل عبارة عن قضاء وقدر .أيها المهرج نحن نؤمن بالقضاء والقدر ونطالبك أن تسمح لنا أن نلقي على رأسك الخرف صخرة ثم بعد ذلك سنعرف ما إذا كنت تؤمن بالقضاء والقدر على حد فهمك لمعنى الإيمان بالقضاء والقدر .

الأخذ بالأسباب والحيطة والحذر من بواعث الإيمان بالقضاء والقدر , المشكلة يدور رحاها في وجود أشخاص يفهمون المشكلة ولا يريدون وضع حلا لها وإيقاف المهزلة واستنزاف أرواح الناس بدون وجه حق .

تسقط طائرة فتكون نتيجة التحقيق خلل فني ولا أعرف بما يفسر المختصون هذا المصطلح وعلى أي طريقة يفهمونه 

تحت أي مبرر لا يتم تدارك هذا الكابوس المتمثل في خلل فني حتى لا تسقط طائرة أخرى لنفس الخلل وتكون نتيجة التحقيق نفس نتيجة التحقيق في الطائرة الأولى.

إذا كنتم مصرين على خلل فني فعليكم أن تذهبوا إلى الصحراء أو إلى البحر الأحمر لتنتحروا في تلك المناطق بعيدا عن السكان والمدن لا نريد أي معسكر أو مخزن سلاح أو قاعدة جوية داخل المدن , لم نعد نحتمل جثث وضحايا وسقوط أبرياء .

لا نريد أن نصل إلى حالة نمشي ونحن ننظر عن اليمين وعن الشمال والى فوقنا إذا أردنا أن نخرج إلى السوق أو نقطع شارع نريد نعيش حالة من الأمن والاستقرار والطمأنينة .

اللهم أحفظنا من فوقونا وعن يميننا وعن شمالنا ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحت أقدامنا.