الرئيس هادي.. أخبرنا ماذا في رأسك؟
بقلم/ رياض الأحمدي
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و يومين
الإثنين 14 يناير-كانون الثاني 2013 11:49 ص

وقفنا بكل ما استطعنا لنثبت للدنيا أننا شعب يمني واحد وأن الظلم واحد، وليس كما كان الحراك يدعي ويروج في وسائل الإعلام قبل الثورة، وأسقطنا دولة صالح ووقفنا بكل ما استطعنا لاختيار رئيس جديد من أبناء اليمن في المحافظات الجنوبية، لكيلا نترك لمزايدات الحراك فرصة ..

واخترنا الرئيس عبدربه منصور هادي وكلنا ثقة أنه على قدر التحدي وأنه رجل وطني سيتحمل المسؤولية ولم نكن نمانع لو اخترناه لعشر سنوات.. ووقفنا معه بكل قوة لكي يصبح رئيساً يأمر ويقود الدولة لتحقيق أحلام هذا الشعب الذي اطمئن إليه.

أخي الرئيس.. شاهدت وشاهد العالم تلك الحشود التي ترفع أعلاما شطرية وتدعو لتمزيق وطننا، ونحن نعرفها جيداً وتحملنا منها الإهانات للوطن وللشعب في طريق الاثباتات التي اضطررنا إليها لنرد على تهمهم، ونكتشف كل يوم أن سقفهم يرتفع، حتى حارب الشعب علي عبدالله صالح الذي أساء إلى الوحدة.. وأسقطه واختار رئيساً جنوبياً.. ثم نكتشف أنهم لا يزالون.

ونحن إذ نثق بالرئيس هادي وبمسؤوليته.. فإنه لا يكفينا الاطمئنان لظنوننا دون أن نرى ضمانات واضحة لوحدة اليمن ولما يجري من وصاية دولية..

هذا الكلام ليس ضرباً من الخيال.. بل إننا نحتاج إلى تفسير واضح لما نرى ونسمع، فإما أننا مخطئون أو أن تلك الحشود مصابة بالجنون الجماعي ولا أهمية لما تقول..!..

القضية لا تحتاج المزيد من التوضيح:

هناك مجاميع ترفع الأعلام الانفصالية ولا تأبه لدعوة حوار أو قرارات تسوية الأوضاع.. ونراها تسير بخطىً ثابتة.. تماما كما نراك تسير بخطىً ثابتة وإن باتجاه مخالف.

أخي الرئيس.. ما الذي في رأيك تجاه مثل هذه المجاميع: هل لديك ضمانة أنها ستلحق بك إلى اليمن الواحد.. أم ستلحق بها أنت إلى تمزيق الوطن.. أم أننا في الطريق إلى المواجهة.. أم أنكم ستلتقون في المنتصف ونكون معلقين في اللاوحدة ولا انفصال.. ؟..

نريد إجابة واضحة.. من سيلحق بالآخر؟

والأمر الآخر الذي لا نطمئن إليه، هو مؤتمر الحوار.. ونرى أنه مؤامرة معدة مسبقاً ونتائجها معروفة من قبل أن يتم انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي.. وسواء حضرت الأطراف الحوار أم لم تحضر.. التصور جاهز سيتم فرضه على اليمنيين..

ثم إننا لا نثق بمؤتمر حوار يحضره الانفصاليون والإماميون ليقررون فيه مستقبلنا.

نريد توضيحا صريحا لهذا الأمر.. أخي الرئيس.

ولا نخفيك أيضاً أن أغلبية الشعب اليمني تساوره الشكوك والمخاوف من المجاميع الأمريكية الأردنية الأوروبية التي تهيكل الجيش والأمن.. وأنت تقول لنا إنه من أجل اليمن، ونحن لا نثق أن الخارج يريد لنا جيشاً قوياً.. فاعطنا ما يقنعنا عكس ذلك.. وسوف نقف معك في اي قرار تصدره ضد أي حزب أو قيادي في الجيش..

قل لنا ما الذي في رأسك وماذا تنوي حيال تلك القضايا.. وإذا كنا مقدمين على تقسيم وحربٍ أهلية وثمن شبيه بما قدمته سوريا، مثلاً ولا قدر الله، فلنبدأ من الآن.. بدلاً من هذا السيناريو الممل.

مع قناعتنا أنك رجل وطني وحدوي، ولكننا نحتاج إلى توضيح وضمانات صريحة وليس عبارات براقة وتصريحات للسفراء..