إعلام الزعيم في مهمة تشويه الجنرال
بقلم/ يوسف الدعاس
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 10 أيام
الأحد 13 يناير-كانون الثاني 2013 11:42 ص

تخوض الآلة الإعلامية الضخمة والصحف الصفراء التابعة للزعيم والقيادات العسكرية والأمنية المقالة من مناصبها والمحسوبة على المنظومة العائلية التي يجري اليوم تفكيكها ، معركة إعلامية شرسة ضد شخصية وطنية وعسكرية بارزة كان لها الدور الأقوى بالدفع بالثورة الشبابية السلمية للمضي إلى الأمام قدما وإكسابها الزخم السياسي والدبلوماسي والعسكري حتى وصلت إلى أروقة اهتمامات المجتمع الدولي ومجلس الأمن .

وتزعم هذه الآلة في حملة الاستهداف الممنهجة والموجهة ضد شخصية اللواء علي محسن صالح بأنه يقود حالة تمرد على القرارات الرئاسية الأخيرة الخاصة بهيكلة الجيش والبدء بتوحيده تحت قيادة واحدة وتحويله من جيش متعدد الو لاءات إلى جيش واحد ولائه لله ثم للوطن .

ولأن هذه الأدوات تمول من أموال الشعب المنهوبة وتضخ فيها الميزانية بالملايين من قوت الشعب المحروم الذي عمل الرئيس السابق على إفقاره وتجويعه وتهجيره إلى أصقاع العالم ليتسنى له توريث الحكم وتحويله من نظام جمهوري إلى نظام ملكي لم تعد تجيد قراءة الواقع والمتغيرات التي يعيشها البلد وان هذه القيادات التي لا تزال تعمل لحسابها أصبحت من الماضي وتجاوزتها عجلة التغيير ولا مجال لفبركة أخبار وإشاعات عن تمرد أعلن مصدر رئاسي نفيه تماما ولا صحة لما تنشره هذه المصادر المشبوهة .

حين يمر علينا مصطلح التمرد سرعان ما يتبادر إلى أذهاننا حقيقة ارتباطه العتيق بالقيادات العسكرية العائلية المقالة بدء من قائد القوات الجوية اللواء محمد صالح الأحمر والذي قاد تمردا بعدم تسليم منصبة لخلفه الذي صدر قرار جمهوري بتعيينه واستمر هذا التمرد قرابة الشهرين إلى أن خضع للأمر الواقع وسلم موقعه بعد حضور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر .

ونتذكر ايضآ تمرد طارق محمد عبد الله صالح عن تسليم منصبه في قيادة الحرس الخاص بعد قرار إقالته وتزعمه تمرد اللواء الثالث مشاه جبلي حتى جرت مراسم التسليم بضغوط المجتمع الدولي بعد تلويحه باتخاذ عقوبات .

تمرد العميد احمد علي عبد الله صالح عن سحب ألوية وإعادة توزيعها إلى أماكن أخرى وامتناعه عن تسليم منظومة صواريخ سكود إلى وزارة الدفاع وتهديده بقصف العاصمة لا يزال يجد له متسعا في الذاكرة ، في حين جرت المراسيم للتسليم والاستلام في ألوية القوى العسكرية والتي جزء منها أيدت الثورة بسهولة ويسر كقرار تغيير قائد المنطقة العسكرية الشرقية محمد علي محسن وإعلان اللواء علي محسن صالح الأحمر تأييده للقرارات التي تقضي بإلغاء الفرقة الأولى مدرع بالتزامن مع وقت صدور هذه القرارات وسبق أن قام بإرسال ألوية عسكرية إلى أبين للقتال ضد القاعدة تنفيذا لتوجيهات رئاسية .

وحينما نقوم بدراسة وتحليل هذه الهجمة الإعلامية الشرسة والموجهة التي يقودها المتمردون نجد أن هناك حنق كبير واستياء بالغ يتخلله شعور بالانهزام والغبن نتيجة القبول والترحيب من قبل خصومهم الذين فضلوا النزول عند المصلحة الوطنية والتي لم يجدوا أمام ذلك القبول والترحيب إلا إعلان تأييدهم للقرارات تلك على مضض بعد أن آمنت بالمصير الطبيعي الذي ستئول إليه تلك القيادات العتيقة التي عادة ما كانت توصف بقادة قوات النخبة .

قرارات الرئيس الأخيرة شكلت صدمة قوية ومفاجئة يبدو أن القوى المعيقة للتغيير لم تصحو بعد من آثار وقعتها ولا تزال أثارها بادية بالخيبة والذعر التي تسيطر على تلك القوى بعد أن أبدى حلفائها انزعاجهم من تلك القرارات حتى وان أعلنوا مباركتها في وسائل الإعلام فليس ذاك إلا من باب ذر الرماد في العيون للتمويه بانقيادهم للشرعية الجديدة وإخفاء حقيقة تمردهم القائم والمتمثل في دعم الانفلات الأمني ، وتشجيع الجماعات المسلحة ، وضرب أنابيب النفط ، وأبراج الكهرباء والألياف الضوئية وتمويل كل عمليات التفجيرات والاغتيالات الممنهجة ضد الكوادر الوطنية وغيرها التي يتم تنفيذها بتمويل من قبل الزعيم لإعاقة تقدم التسوية السياسية .

وهذه هي حقائق التمرد القائم اليوم والذي أصبح واضح المعالم ، بادي الأثر ، ويراقبه مجلس الأمن عن كثب والذي هدد بدوره باتخاذ إجراءات صارمة تجاه هذه القوى المعيقة للعملية السياسية والتي لم تفهم بعد بأن عجلة التغيير دارت ولا مجال لرجوعها للوراء .

أسباب أخرى أدت إلى التعبير عن استياء بالغ وعميق من قبل المنظومة العائلية التي يجري تفكيكها اليوم جراء قرارات الهيكلة الأخيرة منها رفض اللجنة العسكرية المكلفة بالهيكلة تسمية العميد احمد علي عبد الله صالح قائد لمنطقة عسكرية من ضمن المناطق السبع التي سيتم تشكيلها وهذا الاستياء بلغ ذروته بتصعيد الهجمة الإعلامية ضد اللواء علي محسن صالح بعد ورود إشارات ضمنية عن رفضه أيضا تسمية العميد قائد لمنطقة عسكرية .

شعور الزعيم بالهزائم المستمرة والضربات الموجعة التي يتلقاها مثنى وفرادى كل يوم منذ لحظة خروجه من السلطة بالتوقيع على المبادرة ومرورا بإقالة القيادات المحسوبة عليه من مناصبها وانتهاء بالضغوط التي تمارس عليه لمغادرة العملية السياسية والبلاد بشكل عام وان ما تقوم به الآلة الإعلامية التابعة له ليس إلا من قبيل الترويح عن النفس من وطأة الحالة النفسية السيئة التي أصبح يعيشها الزعيم والتي توجت بسماعه المتكرر لرفض قبول استضافته من عدة دول واشتراط ايطاليا عند قبوله هناك لمدة عامين فقط أن يكون على الأقل موظفا في السفارة اليمنية في روما طوال فترة إقامته حتى تصبح الحصانة ذات قيمة وفقآ لقوانين البلد هناك بعد احتمال رفع دعوات قضائية بملاحقته هناك ، فهل سيقبل الزعيم على نفسه وظيفة : ( إداري في السفارة اليمنية ) لأجل مسمى حتى انتهاء فترة إقامته في روما وهو الذي كان يلف عواصم العالم ويلاقي الترحاب والاستقبال الرسمي .

الإهانات المتتابعة لا تزال تتوالى على الزعيم فهل يستسيغ هضمها والأيام لا تزال حبلى بالكثير منها أقلها المحاكمة.