حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء
الثورات العربية تمر اليوم بمنعطف خطير تتداخل فيها الرؤى المتناقضة للقوى المشاركة فيها ،وفقدان الثقة بين مكوناتها ، نتيجة لما ألم بها من نُظم الحكم الدكتاتورية والتي عملت على تعميق الخلافات فيما بينها عبر عقود ،حيث سُمح لبعضها بالانتشار والتمدد على سبيل المثال السلفيين الذين لا يخرجون عن الحاكم في أديباتهم ولكنهم يقفُون بكل قوة أمام مشاريع المدنية والتحديث !؛ وكذلك كانت تلك الأنظمة تدعم بعض قوى التيار الإسلامي المعتدل وتشركها في الحكم كما حصل في اليمن من أجل إحداث التوازن والتعارض بين القوى السلفية والمعتدلة والاستفادة من هاتين القوتين لتكونا فزاعة لليساريين الذين ينشدون التغيير باتجاه المدنية الحديثة!
والحقيقة أنه بعد تعرض الولايات المتحدة الأمريكية لهجوم إرهابي في الحادي عشر من سبتمبر لاقت الحركات الإسلامية المعتدلة منها والمتطرفة على حد سواء صنوفا من التعذيب والمصادرة والمنع والإقصاء في العديد من الدول العربية نتيجة لذلك الاعتداء الذي لم يجلب للأمة الإسلامية غير مزيد من التبعية وعدم احترام السيادة بحجة مكافحة الإرهاب ، والذي لم تصل الدول والمنظومة الدولية بأجمعها إلى تعريف حاسم بشأنه!
ومنذ قيام الثورات العربية فقد أتيحت الفرصة للقوى التي كانت تحت الارض وفوقها أن تظهر وبقوة لتعبر عن رؤاها ومعتقداتها ، والتي قد تكون متقاطعة تماما مع أهداف ومضامين تلك الثورات العربية!
وكذلك دخول الدول الرجعية على خط الثورات العربية نتيجة للوفرة المالية المتحققة من الطفرة النفطية والتي سمحت لنفسها بتأييد غربي سافر للقيام باحتواء بعضا منها ،وبخاصة في الدول التي تربطها علاقات بتيارات الإسلام السياسي ،أو محاربة بعض الثورات التي قد تُسفر عن تهديد \\\"وهمي\\\" لها وليس بالضرورة أن يكون هذا التهديد جدي لها ، أو بالتدخل العسكري السافر كما حدث في البحرين ، وكما قلنا صارت مرجعا لإنجاح تلك الثورة أو إفشال أخرى بحسب ما يخدم أجندتها في إيصال صورة ذهنية لدى الشارع العربي وبالأخص جمهورها من أن أنظمتها الملكية مستقرة وثابتة بعكس تلك الدول التي تسمى بالجمهوريات غير المستقرة والتي تمر بها تحولات تجعل شعوبها تعاني من الفقر والحرمان والاضطهاد وانعدام العيش الكريم!
وما تابعناه في الأسابيع والأيام الماضية من اللغط الحاصل في المفاهيم والتعريفات والتنظيرات والتصنيفات والشعارات تحتاج منا جميعا الوقوف وتبيان المبادئ والقيم الحقيقية للثورات والفصل التام بينها وبين مبادئ وقيم القوى السياسية ، والتي لا تصل ولا ترتقي في كل الأحوال إلى أهداف ومضامين الثورات ،بل تستفيد منها وتصل الى الحكم عبر الفعل الثوري المستمر للثوار في الساحات ، ومن تصل الى الحكم تقلب المصطلحات والمفاهيم الثورية الى مصطلحات ومفاهيم الشرعية الدستورية والتي تجلب الارتياب لدى عامة الناس من هذا السلوك المتبدل ،فيرون في الساحات ثوارا وعندما يصلون إلى الحكم تراهم يتراجعون عما مارسوه بحجج وذرائع لا تقنع احداً!
يجتاح دول الربيع العربي الآن صراعا سياسيا بين إرادتين : الإرادة الأولى- إرادة التغيير والفعل الثوري المستمر والتي لا تقبل صناعة طواغيت جدد مهما كلف ذلك من تضحيات وبطرق سلمية خالصة، وتقوم بتجذير مفاهيم السلمية في ممارستها، والإرادة الثانية - هي إرادة المصالح والنفعية والتي تؤمن بأن الثورات قد نجحت في تغيير الأنظمة وبالطرق الديمقراطية ،وطالما والأمر كذلك فلابد ان تعطى القيادات المنتخبة الفرصة الكاملة ، لا بل الحصانة لقراراتها من أجل إحداث التغييرات التي نادى بها الثوار في الساحات ، وفي نظرها أن الثورة تَمُر بثلاث مراحل : المرحلة الأولى :- هي الشرعية الثورية والتي تكون من حال نزول الثوار إلى الميادين وتنتهي بسقوط رأس النظام وانتخاب رئيس جديد ، تليها المرحلة الثانية:- هي مرحلة الشرعية الشعبية والتي تكون من بعد انتخاب رئيس الجمهورية الجديد وتنتهي بصياغة الدستور والاستفتاء عليه وانتخاب المجالس المحلية والنيابية ؛ وهنا تبرز استعراضات القوى المؤيدة والقوى المعارضة فيتم النزول الى الشارع وكل منهما يدعي أنه بالملايين ،وتبدأ المناكفات واستخدام مصطلحات التخوين والاتهامات المتبادلة ،فالمعارضين يتهمون الموالين بممارسة الديكتاتورية وإقصاء الآخرين والتوغل في استخدام السلطات ،واستخدام المال العام في التجييش والاستعراض ،بينما المؤيدين يتهمون الآخرين بأنهم ليسوا ثوارا وأنهم من الفلول(بقايا النظام) ، أو أن القوى المحسوبة على الثورة قد باعت نفسها وارتمت في أحضان بقايا الأنظمة والعمالة للخارج ، وأن هذا الخارج لا يريد لهذا البلد او ذاك الخير ،وأنهم قد كشفوا المخططات والمؤامرات في التخطيط للانقلاب على الشرعية ..الخ .وأخيراً من وصلوا إلى السلطة يُسمون المرحلة الثالثة من مراحل الثورة بالشرعية الدستورية:- والتي تكون بعد استكمال بناء مؤسسات النظام الجديد أي بعد توطيد من وصل الى الحكم وفي هذه الحالة لا يحق للثوريين التجمهر والتظاهر والمسيرات بل يجب عليهم مساعدة النظام الجديد في تحقيق برنامجه و لا يجب إزعاجه!
في ظل هذا الصراع تتدخل قوى ظلامية بالفعل لا تؤمن بالثورة ولا بالثوار فتتحالف مع الأقرب لها من حيث المعتقد نتيجة لحاجة تلك القوى إليها فتسود وتُسيطر على المشهد وهي مخيفة بتصرفاتها وخطاباتها ، فتدعي بخروجها دعم الشريعة رغم ان أحدا لا يتعرض لها ،ومن ثَمَّ دعم الشرعية أي عدم الخروج عن الحاكم ،مما يجعل تلك القوى المعتدلة والتي وصلت إلى السلطة بفعل عملها السياسي مع القوى الأخرى ، ونتيجة لذلك التحالف تفقد بريقها وشعبيتها شيئا فشيئا ،لأن تلك القوى غير المؤمنة بالديمقراطية والتي همها فقط إقامة خلافة إسلامية وستضحي من أجل ذلك بالملايين ،فتطالب بتطهير الإعلام العلماني الذي لا يروق لها ،وتريد تطهير القضاء الذي لا يناسبها ! ؛ فتبدوا الثورات والحالة هذه كأنها قامت فقط للإتيان بطالبان! ؛ التي لم تنتج سوى التخلف وعدم إحداث التطوير والتقدم على نطاق واسع!
فبعد ما قام به الرئيس مرسي من قرارات شاهدنا الصورة الحقيقية للمجتمع المصري وشاهدنا الهوة بين الإرادتين :إرادة التغيير وإرادة المصلحية والنفعية ،وما رافق ذلك من تشنجات وتصريحات مخيفة جدا من أن الثوار الذين في التحرير ليسوا بثوار وأنهم لا يتجاوزون في حدهم الأعلى ثلاثون الف نفر، وأن الملايين معهم وقد رأيتموهم في جامعة القاهرة وأنهم هم الأغلبية وأنهم سيدافعون عن الشريعة والشرعية ،وأن قتلاهم في الجنة وقتلى الآخرين في النار ،وهم يعشقون الموت كما يحبون الآخرين الحياة \\\"شركاؤهم بالأمس\\\". الخ!!
وما يحصل في اليمن يُشابه إلى حد بعيد ما يجري في مصر ،فقد ظهرت المشاكل بعد تحديد نسب المشاركة في الحوار الوطني ،حيث كان المشترك كتلة واحدة وهي تجربة لا تتوفر بمصر الشقيقة ولكن المبادرة والحوارات قد أوصلتهم لأن يدخلوا منفردين وأصبحت الأغلبية لصالح الزعيم وحلفاؤه ،وكذلك ما يحدث للساحات من مضايقات، ومن أنه لم يعد لبقائها حاجة ،وأخيرا ما حدث صباح اليوم عندما أنفعل الأخ المناضل محمد با سندوة أمام جمع من شباب الثورة الذين اعترضوا عليه فصاح عليهم غاضبا وساخرا من أن صالح قد سمعهم من أنهم هنا أي في مؤتمر حقوق الإنسان فما هذا الإرهاب الفكري وهو يفتتح مؤتمرا معنيا بحقوق الإنسان ؟! ؛ وقد أتهم الشباب بالبلاطجة ومن أنهم تابعين لصالح وهكذا...!!
يا سادة يا كرام ثورات الربيع العربي تحتاج الى شفافية ومواجهة بصفة مستمرة ،وقبل كل ذلك يجب على القوى المنتمية للثورة والمشاركة فيها أن تلُم شتاتها وان تجتمع وتتحاور وتصيغ ميثاق شرف للمبادئ والأهداف الواضحة والمحددة ، وتتعهد بنبذ العنف والتخوين واتهام كل منهم للأخر بالعمالة مالم فان آخرين سيتقدمون لأخذ زمام الأمور عندها ستفقد الثورة محتواها وستعم الفوضى ؛ وستُنتج هذه الفوضى ديكتاتوريات جديدة أو عودة العسكر إلى السلطة مرة ثانية !!
alasaliali@yahoo.com