رابط التسجيل في المنح الدراسية المخصصة لليمن من جمهورية الصين
محطة استخباراتية للحوثيين في مسقط لتنسيق التواصل مع إيران وتسهيل عمليات التهريب والدعم.. هل سلطنة عمان متورطة؟
خسارة ثقيلة من إيران تُبدد حلم اليمن في كأس آسيا للشباب
إيقاف العمل في إعادة تأهيل خط العبر الدولي.. مسلحون أمهلوا الشركة 5 أيام ووجهوا أسلحتهم على العمال
الحكومة اليمنية: ''العملة فقدت 700% من قيمتها والخطوة القادمة تحرير البريد وقطاع الإتصالات بشكل كامل''
قتلى وجرحى في شبوة بسبب خلاف على اسم مركز صحي
الطحينة للرجال- 3 فوائد تقدمها للعضو الذكري
6 كلمات احذر البحث عنها في جوجل.. كيف يستغل القراصنة أمور شائعة لاختراقك
10 علامات تدل أنك مريض نفسي.. ضرورية وهامة فلا تتجاهلها
الكشف عن اتفاق نووي جديد بين واشنطن وطهران
يمثل الحوار الوطني نقطة فارقة في تاريخ اليمن الحديث، ومنعطفاً تاريخياً مهماً نحو بناء يمن جديد موحد الأرض والولاء، وقبل كل كذلك موحد القلوب.
لكن كيف يمكن لقلوب أن تنسى مآسي ما مضى، وهي مازالت تكتوي بنارها وآثارها، كيف لطفل يتم باكراً ورجل شرد من أرضه وطرد من داره ونفي من وطنه أن ينسى؟
يركز الحوار الوطني كما نسمع ونقرأ على قضيتين مهمتين هما قضية الجنوب والجنوبيون الذين ظلموا ظلما فادحا من وحدة كانوا هم الساعي الأول نحوها، وقضية صعدة بحروبها التي تتالت وأتت على الأخضر واليابس فيها. وكأن اليمن لم يعاني سوى من هاتين القضيتين اللتان يسعى الحوار إلى إخماد نارهما بالاعتذار أولا .
والحقيقة أن اليمن تجرعت مئات المآسي العامة والخاصة، مآس تجرعها الشعب كله أو بعضه، وإليكم الأمثلة:
من سيعتذر لأولئك الزعماء والعلماء والمفكرون الذين سفكت دماؤهم باسم مناهضة الإمبريالية أو الشيوعية الاشتراكية شمالاً وجنوبا.
من سيعتذر لأطفال ونساء ورجال المناطق الوسطى الذين سفكت دماء شبابهم وآبائهم وأزواجهم، في الصراع الأيديولوجي بين الشمال والجنوب، والذين دُفعوا لخوض حروب ليس لهم فيها ناقة ولا جمل.
من سيعتذر لآلاف القتلى والمسجونين والمنفيين والمحرومين عقب ثورتي 26سبتمبر و14 أكتوبر وحركة 13 يناير، والانقلاب الناصري وليس لهم من ذنب إلا لأنهم رفعوا صوت الحق مطالبين بالتغيير والتطوير وتصحيح مسار الثورات وتصحيح النظام وتطهيره من المفسدين، وتخليص اليمن بشطريه من الارتهان الخارجي الشرقي والغربي والإقليمي.
من سيعتذر عن السنوات الطوال – وبعضهم مازل حتى الآن – التي قضاها المخفيون في سجون النظام هنا وهناك لا يُعلم عنهم ولا يعلمون عن أهاليهم شيئا.
من سيعتذر لأولئك الذين أممت ممتلكاتهم وأموالهم وحتى عقولهم في الجنوب أو اغتصبت ونهبت وكبتت في الشمال.
من سيعتذر لأولئك الشباب ذكوراً وإناثاً الذين سفكت دماؤهم إبان ثورة التغيير، دونما سبب إلا أنهم طالبوا بحقهم في التعبير السلمي والتغيير السلمي، الذي كفله الدستور والقانون وقبل كل ذلك الشرع الإسلامي.
من سيعتذر لأولئك المطرودين من أرضهم المضطهدين في قراهم من قبل مشائخ لا هم لهم سوى إجبار رعيتهم على الولاء أولا وأخيرا لهم حتى وصل الأمر لدرجة أن المغترب قبل أن يذهب لملاقاة أطفاله وزوجته ووالديه لابد أن يذهب أولا لتقديم الولاء والطاعة والمعلوم لشيخ صنعه نظام جمهوري جاء في الأصل لتحرير العباد من عبادة العباد.
وقبل كل ذلك من سيعتذر للشعب عما فعله نظام ودولة - الأصل فيها أن ترعى مصالحه – جنوبا وشمالا ووحدة، من نهب وسلب للأموال العامة المكرسة أصلا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية ولكنها ذهبت إلى حسابات خاصة بفئة معينة.
من سيعتذر لذلك المواطن الذي يذهب إلى المستشفى فلا يجد حبة دواء تشفيه، أو يفتح حنفية بيته فلا يجد قطرة ترويه، لماذا لأن فئة من الناس جيرت أموال المشاريع والمساعدات لحسابها الخاص.
إذا يا مؤتمر الحوار الوطني من سيعتذر لمن؟، ومن سيعتذر عن ماذا؟.
إذا أردنا طي صفحة الماضي وتصفية القلوب من الغيظ والكره والألم لابد أولاً من اعتذار النظام نفسه – نظام الجنوب ونظام الشمال قبل الوحدة ونظام ما بعد الوحدة – لشعب اليمن أولا عما ارتكبه بحقه من مآسي وحرمان، ولابد أيضاً من إعادة الحقوق العامة المنهوبة للشعب، وتسخيرها في تنمية الشعب قبل أن نعتذر لسين من الناس أو صاد.