هكذا يكون الوفاء للشهيد إبراهيم الحمدي
بقلم/ تيسير السامعى
نشر منذ: 12 سنة و شهرين
الثلاثاء 16 أكتوبر-تشرين الأول 2012 03:31 م

الخمس الماضي خرج مئات الآلاف من اليمنيين في مسيرات حاشدة بمختلف المدن اليمنية أحياء لذكرى إغتبال رئيس اليمن السابق الشهيد إبراهيم الحمدي ..رغم مرور 35 عاما على  جريمة الاغتيال القذرة التي نفذتها القوى الأثمة  بحق هذا الرجل  الا ان ذكره لا تزال محفورة في وجدان  الانسان اليمنى ... فالكبار السن لا زالوا يتذكرون أيامه ويترحمون عليه يدعون الله ان يرزق اليمن رئيسا مثل . منذ وأنا طفل صغير وجدي يرحمه الله يحدثني عن الحمدي  وعن أيام الرخاء الاستقرار التي  كانت في عهده ..

أن الأغلبية العظمة من اليمنيين الذين لازالوا يهيمون حبا بالحمدي لايعرفون أن كان يرحمه الله قوميا أو إسلاميا أو يساريا . كل ما يعرفونه أنه كان رجل مخلصا يريد بناء دولة قويه يساوى فيها الشيخ مع الرعوى القبيلى مع السيد والغنى ومع الفقير, السيادة فيها للنظام والقانون لهذا السبب أحبوه وتعلقوا به من يزعم ان الناس أحب الحمدى لانتمائه الحزبي أو المناطقى فهو واهن , فالحمدي كان مشروع بناء وطن و أحياء امه ومن يشتق اليوم بالحمدي ويريد حصره في تنظيم معين هو يقزم الحمدي ويقلل من شأنه ويحصر مشروعه الوطني في نطاق حزبي ضيق ..

لا توجد شخصية يمينه كل القوى السياسية مجتمعة عليها كالشهيد إبراهيم الحمدى ..فالإسلامين يقولون أن فكره كان قريبا منهم. والقومين يقولون انه كان واحد منهم واليساريين يقولون ان مشاريعه التي سعى الى إيجادها هي نفس تطلعاتهم , وهذا يدل على أنه كان شخصية جامعة قربيه من كل الناس تأخذ الإيجابي من هنا وهناك لذلك سعى إلى إنشاء المؤتمر الشعبي العام كتحالف وطني تنضوي تحته كل القوى الوطنية تكون شريكة في بناء الوطن 

اليمنيون بمختلف شرائحهم يريدون أن يعرفوا من الذي قتل الحمدي وأرتكب هذه الجريمة القذرة التي قضت على أمالهم تطلعاتهم التي كانوا يشدونهم تحت قيادة هذا الرجل . وهذا يتطلب تشكيل لجنة تحقيق محايدة تعمل بحيادية ومهنية عالية بعيدا عن كل التأثيرات الحزبية والمناطقية يكون هدفها الوصول إلى القاتل الحقيقي , أما أطلق الاتهامات جزافا على الناس بدون دليل فهذا لا يخدم الحمدي ويتناقض مع مشروعه الذي كان يسعى تحقيقه التي أهم ركيزة من ركائزه هي العادل .فالعدالة تقتضى التحقيق وإيجاد الأدلة المادية التي تدين الجاني الحقيقي أما الاتهامات الجزافية التي نسمعها .اليوم تقال هنا أو هناك لا تعد وفاء للحمدي فهي تسئ إليه وتحول قضيته من عادلة تهم كل اليمنيين إلى قضية سياسية تخدم مشاريع صغيرة ..

أن الوفاء للشهيد إبراهيم الحمدي يتطلب منا دراسته حياته كتجربة إنسانية بشريه يعتريها الصواب والخطأ فيها الإيجابي وسالبي وهذا طبيعة كل البشر إلا من عصمهم الله تعال وهم الرسل والأنبياء . فلابد ان تدرس حياته بحيادية وموضوعية وتوثق حتى يستفيد منها الأجيال القادمة  بعيدا عن الكلام المتطرف الذي يردده البعض عن الشهيد الحمدي وكأنه ملك نزل من السماء فهذا ليس وفاء إنما هو خذلا له واستغلال سيء يؤدى إلى حرمان الأجيال القادمة من هذا التجربة الرائدة لأنها تنقل إليهم بعاطفة لا بعمل عملي مهني قائم على الموضوعية وهذه مسئولية الأكاديميين والباحثين فرغم مرور 35 على عام اغتياله لم اسمع أن هناك باحث حضر رسالة دكتوراه أو ماجستير عن إبراهيم الحمدي في الوقت الذي هناك عشرات الرسائل التي حضرت في شخصيات لا تساوى شيء إذا ما قورنت بالشهيد إبراهيم ألحمدي.